3 سنوات على رحيل “ثعلب المخابرات”..عمر سليمان أقنع مبارك بـ”التنحي”وهرب من منصب “الرئيس”.. وأرعب الإخوان بـ”صندوق أسود”

كتب-محمد مجدي

خبراء استراتيجيون:

دهاء عمر سليمان أهله للتأثير في دور الدولة

الأمن المصري كان شغله الشاغل.. و”تنحي مبارك” أبرز أدواره

عمر سليمان هرب من منصب “الرئيس”.. وسدد ضربات قاتلة لـ”الموساد”

عمر سليمان “الصندوق الأسود” لجرائم الإخوان.. وفكره الاستخباراتي لا يعوض

تحل اليوم، الأحد 19 يوليو، الذكرى الثالثة لوفاة ثعلب المخابرات، اللواء عمر سليمان، الذي وافته المنية 19 يوليو 2012 في الولايات المتحدة أثناء رحلته العلاجية هناك.

وحول ما قدمه لمصر وومميزاته التي أهلته لأن يصبح رئيس المخابرات الحربية، وتكون أطول مدة رئاسة للمخابرات العامة من نصيبه، ودوره البارز بعد ثورة 25 يناير، تحدث الخبراء عن هذه الصفات، مؤكدين أنه لن يعوض، وأن دوره كبير في حياة المصريين والعالم أجمع، خاصة بعد 25 يناير وإقناعه للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بالتخلي عن رئاسة الجمهورية، كما كشف العديد من القضايا التي تخص الأمن القومي وقضايا التخصص، وفي السطور التالية نرصد هذه السمات وأدواره التي لن تعوض.

في هذا السياق، أكد اللواء نبيل فؤاد، نائب وزير الدفاع الأسبق، أن اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية الأسبق ورئيس المخابرات العامة سابقا، كان قائدا متميزا، خصوصا أنه عاصره مباشرة في الخدمة في القوات المسلحة، ولمس فيه الذكاء الذي أهله لتولي المخابرات الحربية ومن ثم الانتقال إلى رئاسة المخابرات الحربية.

وقال “فؤاد”: “سليمان كان رجلا دقيقا في عمله، وعندما كان مديرا للمخابرات الحربية كان يقوم بعمله على أكمل وجه، وكان له تأثير كبير في دور الدولة في الفترة الماضية حتى إن الرئيس الأسبق مبارك كان يصطحبه معه في زياراته الخارجية على الرغم من أن المتعارف عليه هو اختفاء رئيس المخابرات عن الأعين”.

وأضاف نائب وزير الدفاع الأسبق أن “تأثير سليمان ظهر عقب ثورة 25 يناير وتسلمه مقاليد نائب رئيس الجمهورية، فلم يكن حول مبارك من الرجال المتميزين إلا سليمان الذي أهله تفكيره المتميز للظهور في هذه الفترة، وظهر هذا الدور عندما قرر مبارك التخلي عن الحكم وتسليم السلطة للمجلس العسكري”.

فيما أكد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، أن اللواء عمر سليمان كان من الضباط المتميزين خلال خدمته، وهذا التميز دفع به إلى المخابرات الحربية، وكان أطول مدة رئاسة للمخابرات العامة من نصيبه نظرا لتميزه وخبرته وحبه الشديد لمصر.

وقال “سالم”: “الأدوار والمواقف التي صنعها عمر سليمان عديدة لا يمكن حصرها، وعلى رأسها أن في عهده كانت علاقات مصر الخارجية في أزهى عصورها، كما كان الأمن القومي والإقليمي لمصر همه الشاغل”.

وأضاف رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية أن “نجم سليمان بزغ للناس جميعا بعد ثورة 25 يناير، حيث حاول التواصل مع القوى الثورية والشعبية وحاول التوفيق بين وجهات النظر المختلفة للحفاظ على مصر ومكانتها، وفوق هذا أقنع الرئيس الأسبق حسني مبارك بالتنحي عن الحكم وترك الساحة للقوى الطموحة والشباب لاختيار رئيس جديد يحقق أهداف الثورة، وهذا يوضح الدور الوطني لعمر سليمان الذي لا يستطيع أحد إنكاره، فهو واضح للقاصي قبل الداني”.

وفي السياق ذاته، أكد اللواء حسام سويلم، مساعد وزير الدفاع الأسبق، أن “اللواء الراحل عمر سليمان كان من أنجح ضباط القوات المسلحة، وتميزه جعله يتولى قيادة المنطقة المركزية، ثم تولى المخابرات الحربية وشهدت فترة رئاسته لها الكشف عن العديد من قضايا التجسس وقضايا الأمن القومي التي تضر الدولة، ما أهله لتولي المخابرات العامة”.

وقال “سويلم”: “لم يبدِ عمر سليمان أي رغبة في تولي منصب سياسي، وكان مهتما بعمله في جهاز المخابرات العامة، ونجح في الكشف عن العديد من قضايا التجسس وتوجيه ضربات قاتلة للموساد الإسرائيلي، إلى جانب قضايا الإرهاب التي كشف عنها وأحبط العديد منها”.

وأضاف أن “من أهم القضايا التي كشف عنها سليمان أثناء رئاسته للمخابرات العامة تلك التي تتعلق بألمانيا مع جلعه محل اهتمام وتقدير للمخابرات العالمية، بالإضافة إلى أخلاقه الحميدة وإخلاصه في عمله الذي أجبر الرئيس الأسبق مبارك على ترشيحه لمنصب نائب رئيس الجمهورية، المنصب الذي لطالما رفضه للتركيز في عمله في المخابرات العامة إلى أن اضطر لتوليه بعد ثورة 25 يناير نتيجة الظروف التي كانت تمر بها البلاد”.

وأكد مساعد وزير الدفاع الأسبق أن “أزهى عصور المخابرات العامة كانت في عهد سليمان، ولذلك مكث في المنصب أكبر مدة وصلت إلى 20 عاما، ودوره بعد 25 يناير أكد وطنيته، حيث حاول التوفيق بين أطراف النزاع الثوري وإقناع مبارك بالتنحي ونصحه بتسليم السلطة للمجلس العسكري هربا من توليه زمام الأمور”.

وتابع: “بعد تولي المجلس العسكري لزمام الأمور صمم على الابتعاد عن الساحة رغم إصرار المشير محمد حسين طنطاوي على إبقائه إلى جانبه للاطلاع على أمور الحكم، وبالفعل ابتعد تماما إلى أن دعاه الشعب للترشح للرئاسة والوقوف أمام الإخوان، ونزل على رغبة الشعب، وتم استبعاده من لجنة الانتخابات التي كان يسيطر عليها الإخوان آنذاك، وكان سعيدا لهذا الإقصاء رغم حزنه على وصلت إليه البلاد من حالة التشرذم والتشتت، إلى أن انتهت رحلته في الحياة بأزمة قلبية عاد على إثرها من الولايات المتحدة ليوارى ثراه”.

بينما أبدى اللواء بهاء الحريشي، خبير الأمن القومي، حزنه الشديد على فقدان اللواء عمر سليمان الذي تحل اليوم ذكرى وفاته الثالثة، مؤكدا أنه رجل من الصعب تعويضه وإيجاد مثيل له بنفس الكفاءة والإخلاص.

وقال “الحريشي”: “اللواء سليمان كان من الشخصيات البارزة التي كانت عالمة بجميع الأمور بحكم عمله في المخابرات الحربية ثم العامة، فقد كان رجلا منظما ومرتبا وكان يعي جدا القضية المصرية على المستوى الإقليمي والدولي”.

وأضاف خبير الأمن القومي أن اللواء الراحل كان ملما بجميع مفاتيح جماعة الإخوان فكان بمثابة الصندوق الأسود لجرائمهم، ولا أحد ينسى دوره في محادثات التصالح الفلسطينية بين حماس وفتح، كما كانت تحركاته الخارجية موفقة وفي غاية الأهمية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان