لم يكن يوما خانعا لأحد إلا لله ، لم يرهب حاكما أو مسئولا من دون الله، لم يقبل أبدا أن يشارك أو يسكت على فساد يراه أو يعرف عنه شيئا ، لم يبخل بعلمه على أحد ، كان للبسطاء ملجأ أمينا لتفسير الدين وسماحة الإسلام ، هكذا كانت حياة إمام الدعاة في العالم الإسلامي الشيخ محمد متولي الشعراوي ..والذي تحل اليوم ذكرى وفاته السادسة عشر ، حيث فقدت الأمة الإسلامية والعربية في مثل هذا اليوم من عام 1998، الشعراوي، الذي يعد من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث.
حفظ الشعراوي القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره.. وأظهر نبوغًا في حفظ الشعر، وكان حينما كبر منشغلا بالحركة الوطنية منذ نشأته لخروج ثورة 1919 من الأزهر الشريف، كما استعانت وسائل الإعلام بكلماته التي وجهها للتكفيريين خلال أحداث العنف. كانت آخر كلمات الشيخ الجليل وهو على فراش الموت عن الحق حيث قال: “إذا رأيت معركة بين حق وحق، فلا يمكن أن توجد، لأن الحق واحد، ولا تطول معركة بين حق وباطل، لأن الباطل دائما زهوق”.
محطات حياة الشعراوى
نشأ الإمام في أسرة محبة للوفد وسعد زغلول، فشب على شعارات ومبادئ الوفد، ومن بينها «الدين لله والوطن للجميع»وظل على ولائه لها أثناء دراسته الأزهرية،حتى إنه خرج في إحدى المظاهرات محمولاً على الأعناق يهتف ضد الإنجليز وتعرض للحبس.
وكان أبوه قد زوجه وهو لايزال تلميذاً في المعهد الديني، والمدهش أن والده عندما أراد إلحاقه بالأزهرالشريف بالقاهرة كان الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، لكن والده اصطحبه إلى القاهرة، ودفع المصروفات ووفر مكاناً للإقامة، فاشترط على والده أن يشترى له عدداً من أمهات الكتب لتعجيزه، لكن والده أدرك ذلك ولبى طلبه، ليلتحق بكلية اللغة العربية في ١٩٣٧.
بعد تخرجه عمل مدرسا في معهد طنطا الثانوى، ثم أعير للعمل في السعودية في معهدالأنجال وكلية الشريعة في ١٩٥١، ثم أعير للعمل في الجزائر من ١٩٦١، ثم إلى السعودية في ١٩٧٠ أستاذاً زائراً بجامعة الملك عبدالعزيز، ثم كلفه السادات بوزارة الأوقاف، وظل يواصل أحاديث تفسيره للقرآن في التليفزيون إلى أن لقى ربه في ١٧ يونيو ١٩٩٨.
التعليقات مغلقة الان