تتعرض مصر لأزمة خانقة منذ فترة ليست بقليلة , وهى أزمة تكرار إنقطاع التيار الكهربائى , فلا يخلو أى تجمع بين مجموعة من الناس من الحديث عن معاناتهم اليومية جراء إنقطاع التيار الكهربائى بشكل يومى , ولأكثر من سبعة أو ثمانية مرات فى اليوم الواحد , لاتقل مدة الإنقطاع فى المرة الواحدة منهم عن ساعتين , فنجد الكل يشكو من الأعطال التى أصابت أجهزتهم الكهربائية , وفساد المنتجات الغذائية فى المحال التجارية , وإزدياد إحساسهم بإرتفاع درجات الحرارة مع عدم وجود مايخفف عنهم ذلك من مراوح وتكييفات , وربما مايصاحبه من إنقطاع فى المياة ايضاً فى بعض المناطق , وصعوبة إنجاز سيدات المنازل لأعمالهن اليومية , لإعتمادهن على الكهرباء فى كل شىء خاص بإدارة شئون منازلهن , وأصبح هناك حالة من الغضب والإستياء من هذا الأمر , ولكن هذا الغضب كعادة المصريين دائماً مايتحول الى إستهزاء بالواقع وإنتشار روح الفكاهة , وإختلاق النكات والعبارات الضاحكة التى تعبر عن معاناتهم ولكن بخفة دم المصريين المعهودة . وكثرت الأقوال والنكات فى هذا الشأن , فمنهم من يقول “نور!! يعنى إيه نور ؟؟؟” ومنهم من يقول “ان النور أوقات بيجيى “, واللى يقول “وبعدين بقى فى النور اللى كل شوية بييجى ده” , واللى يمشى يغنى يقول “فى كل شارع فى بلادى .. النور بيقطع ياولادى ” , واللى يقول “إن السبب الحقيقى وراء إنقطاع الكهرباء هو إنشغال بعض أعمدة الكهرباء باللعب والترفيه” , واللى بيعانى من قطع الكهرباء والماء فى ان واحد يقول” ده إستهتارحد يبلغ الرئاسة إزاى تسيبوا الغاز شغال , واللى يقول الكهرباء دخلت مصر سنة 1893، وخرجت سنة 2014.. وأن عصر الكهرباء دام في مصر حوالي 120 سنة”وهكذا .. كما نقول فى الأمثال ” هم يبكى ,, وهم يضحك ” . والجديد كذلك فى التعامل مع الأزمات .. نجد أنه فى ظل وجود قانون التظاهر , وإحجام الشباب عن القيام بتظاهرات فى الشوارع , ظهرت طريقة جديدة للتظاهر والتعبير عن الغضب من تلك الأزمة , وكانت هذه الطريقة عبارة عن دعوة للتظاهر الألكترونى يوم “19 سبتمبر” من خلال نشطاء موقع التواصل الأجتماعى الفيس بوك , وقد حازت تلك الفكرة على قبول وإنتشار واسع بين المتابعين لها , حيث بلغ عدد المدعوين 221 ألفًا للمشاركة حتى اللحظة، وبلغ عدد الذين أكدوا المشاركة حتى الآن في المظاهرة الإلكترونية خلال يومين فقط 24 ألفًا، بينما بلغ عدد الذي أعلنوا احتمالية مشاركتهم 1300 مشارك… صحيح .. الشعب المصرى ليس له مثيل فى العالم كله , فهو شعب يتميز بخفة الظل وسرعة الحركة وكما نقول نحن ” شعب إبن نكتة ” , متماسك , وصبور على الأزمات , محب للخير , مبدع , ولكن للصبر حدود ,,,,, وإتقوا شر الحليم إذا غضب .
التعليقات مغلقة الان