يبقى لأ ياريس !!

شبكة اللواء الأخبارية : خالد متولى

بداية لا يمكن أنكار الدور العظيم الذى لعبه السيد الرئيس  ” عبد الفتاح السيسى ” فى أنقاذ البلاد من مخاطر عديدة من حرب أهلية وتقسيم ودمار بكل ما تحمله الكلمة من معان ، كما لايختلف أحد من المحبين لمصر – وليس كل من يحمل الجنسية المصرية –  على وطنيته الشديدة ورغبته الأكيدة فى أن تكون ( مصر قد الدنيا ) لاخلاف فى ذلك .. ولكن …

عندما تكون الأسعار بهذه الشراسة ولا أحد يقوم بالسيطرة عليها لدرجة أن كيلو الليمون و المقارب على الفساد يتخطى الأربعون جنيها أى ثمن 3 كيلو تفاح أمريكانى من الفاخر !! وغيرها من السلع الضرورية لحياة المواطن مثل الطماطم والخضروات والدواجن وحتى الفول والعدس والمش أبو دود الذى كان طعام الغلابة والأرز الذى تخطى فى غضون ثلاثة أشهر حاجز الثمانية جنيهات بدلا من أربعة فقط ؟! الضعف ؟!! هل قامت الحرب فى مصر ليصل لذلك ؟

أين دور الحكومة فى الرقابة على الأسعار ؟ أو بالأحرى أين هى الحكومة أصلا ؟

سيدى الرئيس عندما تتحول جملة ” مش ألاقى أأكل ” من مجرد تعبير عن الفقر إلى ماتحمله الكلمة من معانى بالفعل حيث أصبح المواطن ( مش لاقى يأكل أو هو و أسرته فعليا ) .

يبقى لأ ياريس 

عندما يكون هناك عدم مساواة فى فرص العمل بين أصحاب نفس المؤهلات الدراسية والكفاءة فمثلا خريج كلية التجارة الذى قام بدفع الرشاوى أو امتلك واسطة  وتم تعينه فى شركات البترول أو البنوك أو ماشابه ليصل راتبه إلى ألاف الجنيهات بينما زميله المواطن العادى خريج نفس الكلية وبمجموع قد يفوق ما حصل عليه الأخر بدون عمل ، وحتى إن وجد فلا يتخطى راتبه جنيهات قليلة .

يبقى لأ ياريس 

عندما يكون حال الصحة فى مصر بهذا  السؤ والعلاج مضروب والمرضى ملقون على الأرض فى المستشفيات الحكومية ، والمستشفيات الخاصة حدث ولا حرج ، بالأضافة لمدى التفرقة بين المواطنين فى منظومة التأمين الصحى الذى يعد ظلما بينا ومخالف لكل أعراف الدستور والإنسانية والمواطنة ، إذ كيف يأمن صحيا على المواطن كونه موظف فى أحدى هيئات الدولة ويقوم بصرف العلاج – المضروب – أو أجراء عمليات جراحية – مش مضروبة قوى – تتكلف مبالغ طائلة مما يزيل عبء كبير عن المواطن المحظوظ الذى لديه تأمين .. ولكن .. المواطن الذى لم تستطيع الدولة توفير فرص عمل له فى أحدى هيئاتها ماذا يفعل ؟؟ أين حقه فى الرعاية الصحية ؟ أليس مواطن مصرى ؟ هل أصبحت الجنسية المصرية لمن يعملون فى الهيئات الحكومية فقط ؟  الحكومة الموقرة قول لهم : روحوا موتوا وغوروا ف ستين داهية !!

عندما يصل الحال بصحة المواطن لهذا السؤ والاستهتار .

يبقى لأ ياريس

عندما يكون التعليم فى مصر أداة لتعذيب الطلاب نفسيا وبدنيا وعندما تتحول المدارس إلى معتقلات جوانتانمو وأبو غريب وغيرها من المعتقلات الشهيرة فى مجال التعذيب ، وعندما يتحول الطالب من مشروع إنسان مفكر واع يقوم على تدريب عقله على الفهم والاستيعاب إلى مجرد ( حمار ) يقوم بالحفظ فقط دون أدنى مقدار من الفهم ليقوم بأستفراغ الحمولة التى حشرت فى عقله عنوة فى ورقة الأمتحان  ليقوم بحشو حمولة المادة المقبلة وفى النهاية المحصلة صفر .

وعندما لايكون هناك نظام تعليمى موحد فى المدارس ( حكومى – تجريبى لغات “الذى يحتوى عدة مناهج مختلفة عن بعضها لكل مدرسة ”  – تجريبى عربى – لغات – انترناشيونال – دبلومة أمريكية – مدارس قومية ومدارس سادة وأخرى بالمكسرات والقشدة اللبانى وغيرها من الأوبشن حسب رغبة الزبون وحسب فلوسه ووداعا لكلمة مجانية التعليم !! ) والمضحك فى الأمر أن هناك نوع من المدارس أسمه تجريبى ؟!!  وعلى حسب فهمى المحدود – بسبب تعليمى فى المدارس المصرية – كلمة تجريبى تعنى أنه نظام سيتم تجربته ولو نجح سيعمم فى كافة المدارس ولو فشل سيستبعد من كافة المدارس أيضا ، ولكن يبدو أن القائمين على وزارة التعليم لم يستطيعوا تحديد هل  نجح النظام أم فشل لمدة اكثر من عشرون عاما ومازالوا يقومون بالتجربة حتى وقتنا هذا ؟ّّ!

عزيزى الرئيس عندما يتحول المعلم المحترم إلى سائق توكتوك أو قاطع لتذاكر البلاجات فى الصيف أو صبى قهوجى ليتمكن من العيش هو وأسرته طوال فترة الأجازة الصيفية حيث أن مرتب الحكومة لديه أنيميا وسل وبرى برى مع عدم وجود بند الدروس الخصوصية فى الصيف التى من  الممكن أن تسد رمقه ورمق أسرته والتى عندما يأتى وزير تعليم جديد إلى الوزارة أول ما – يتشملل – يصرح بأنه سيلغى الدروس الخصوصية ويقوم بحبس المخالف  ؟!!  لاوالنبى ؟ ياشيخ ؟ ياعم قول كلام غير ده ؟ حاتلغى الدروس الخصوصية ؟!!  طب ما تقولنا حاتلغيها أزاى يا فالح ؟ ولا هو كلام جرايد وخلاص ؟ هل مازال المسئولين يعتقدون أن الشعب المصرى عبيط ويمكن أني صدق مثل هذه النكات السخيفة ؟ –  معجزة أن الشعب لم يتحول لهذا الكائن العبيط رغم تلقيه تعليمه الفاشل فى مدارس أفشل ومناهج أفشل وأفشل – والسؤال لماذا يتم ألغاء الدروس الخصوصية أصلا ؟ وهل وفرت الوزارة  البديل ؟ هل كثافة الفصول الدراسية معقولة حتى يستطيع الطالب الاستيعاب ؟ هل وفرت مدرسين على قدر من الكفاءة تلقوا تعليمهم  المؤهل  ليكونوا معلمين على نظام قائم على الفهم بدلا من الحفظ  الأعمى ؟ هل هؤلاء المدرسين يتم ترقيتهم على مبدأ الأكفأ أم مبدأ من أمضى سنوات وخلاص ؟

والأغرب أن من شروط الترقى أن يقوم المدرس بعمل بحث عن أى موضوع من حوالى خمس أو ست صفحات وطبعا يقوم بنقلهم كما هم من أى موقع إليكترونى على شبكة النت ؟!! مجرد روتين ليتم ترقيته حتى وإن كان فاشلا طالما أمضى الوقت المحدد لذلك وقام بسرقة الأبحاث من مواقع النت ووضع أسمه بدلا من مؤلفيها ؟

عندما تكون الكتب الدراسية لا أحد يلتفت إليها – لأنها بعافية حبتين – ويلجأون لشراء الكتب الخارجية ذات الشكل الجذاب وأيضاح المعلومة و كل المزايا الأخرى من ترتيب المعلومات بدلا من كلمة فوق وكلمة تحت   ..

والسؤال هل من يقوم بتصميم تلك الكتب الخارجية من كوكب المشترى وواضعى كتب الوزارة من حوارى زعربانة ، أم أنه مقصود أن تكون كتب الوزارة بهذا السؤ حتى تباع الكتب الخارجية ؟؟ وطبعا كله بحسابه !!

عزيزى الرئيس عندما تكون أهم فوائد الثانوية العامة تقليل الكثافة السكانية لأنه بعد النتيجة أكثر من نص الطلاب بتنتحر مع أصابة أولياء الأمور بالسكر والضغط ونوبات القلب وباقى الأمراض التى تعمل لصالح السيد ” عزرائيل “

عزيزى الرئيس عندما يكون شعار ( مدرستى جميلة ونظيفة ومتطورة ) مجرد شوية بوية بربع جنيه مخروم  على جدار المدرسة المتسخ أصلا وغالبا فى طريقه للانهيار بسبب مياه المجارى الملاصقة له فى فناء المدرسة الملىء بالقاذورات من كل مالذ وطاب مرورا بالحمامات التى لا يستطيع أى كائن بشرى الاقتراب منها على بعد كيلو !! مرورا بالسادة المدرسين اللذين فقدوا هيبتهم أمام طلبة أكثريتهم فشلة – على رأى الفنان محمد هنيدى لما قال ( المدرس شرب الشاى وأكل الكيك ) فى بيت الطالب أثناء الدرس الخصوصى  فأصبح من حق الطالب أن يفعل مايترائى له فى المدرس – بفلوسه – وإلا سيتركه فريسة سهلة لمرتب الوزارة الذى سيجبره على أحداث عاهة مستديمة فى جسده ليستغلها فى مهنته القادمة على أبواب المساجد .

عزيزى الرئيس عندما يتم تقييم قدرات الطلاب على أساس مناهج عقيمة وكثيرة وغير مفهومة لمواد مختلفة يتم دراستها جميعا بالأجبار ويتم تحديد مستقبل جيل بالدرجات لدرجة أن 0.01 % يقوم بتغيير مسار حياتك تماما من تخصص لتخصص أخر ، وليس من  المهم أن تكون مبدع فى الطريق المفروض عليك ولكن لابد من احترام  الـ 0.01% المقدس الذى لايكتفى بذلك بل أنه يقوم بأرسال الطلبة والطالبات بعيدا عن ذويهم إلى أقصى محافظات الصعيد ؟ تخيلوا أن فتاة تذهب من الإسكندرية إلى أسوان من أجل 0.01%  أليس هذا تدميرا للأسرة المصرية وأضافة أعباء مالية ونفسية وعصبية على الأسرة التى هى أصلا فى حالة يرثى لها ؟ وما المقابل من هذا ؟ إنه اللاشىء فى النهاية .. البنت تجلس فى المنزل فى انتظار من يقوم بتخليصها والشاب فى انتظار فرص العمل على المقاهى أو العمل فى مجال أخر تماما غير الذى أضاع سنوات عمره فى تلقيه فى مدارس الدولة العبقرية .

عندما يكون هذا هو حال التعليم المصرى الذى من المفترض أنه لن تقوم الدولة وتنهض وتبقى ( قد الدنيا ) بدونه .

 يبقى لأ ياريس

عندما يشعر المواطن بأنه مازال مهان فى بلده وأن هناك تفرقة بين الطبقات السيادية باعتبارهم ولاد ناس وباعتباره – ابن كلب – من كافة النواحى صحة وتعليم ومرتبات فلكية وكافة الأمتيازات لدرجة أن أنجالهم يتم تخصيص لجنة خاصة بالبدارى بمحافظة أسيوط لأداء فريضة الثانوية العامة براحتهم والغش على عينك ياتاجر وبكل بجاحة وطمأنينة والصور تغزو مواقع التواصل الاجتماعى ولا أحد يحاسب ؟ ويحاسب من ؟  أليست هذه تعليمات الوزارة ؟

سيدى الرئيس عندما تصل التفرقة بين المواطنين لهذه الدرجة .

يبقى لأ ياريس

عندما يكون أداء أكثر من 90% من الوزراء مثال للفشل الذريع ويتوهمون بأن كل شىء تمام وتحت السيطرة والدنيا بمبى والجو ربيع والناس حالتها مبشبشة والأشية فل ومعدن وأخر حلاوة والكافيار والسيمون فيميه برخص التراب فى المجمعات الاستهلاكية على بطاقة التموين بينما هم غارقون فى غيبوبة دائمة عن الواقع ، ويمكن أن تسأل سيادتك أيا منهم كيلو الطماطم بكام ؟ طب كيلو الفراخ ؟ طب العشرون أو الخمسون جنيها شكلها أيه ؟ هل تعتقد سيادتك أن هؤلاء يستخدمون النقود ؟ أليست كل طلباتهم وطلبات أسرهم وأقاربهم ومعارفهم ومعارف معارفهم مجابة بمبدأ شبيك لبيك ؟ كيف يكون مثل هؤلاء فى منصب المسئولية وكيف يشعرون بمعاناة المواطن البسيط الذى بلغ أقصى درجات الأنهيار  ويعملون من أجله ؟!! عندما يصل الأمر لذلك ..

يبقى لأ ياريس

 عندما يرغب كل شباب مصر فى الهجرة وعدم العودة ثانيا وفقدان الانتماء للبلد بسبب الأوضاع الكارثية التى يتعرضون لها  وبدلا من أن يتم استغلال هذه العقول والطاقات فى الارتقاء والتقدم نتركهم فريسة سهلة للدول المعادية لاستقطابهم والاستفادة منهم فى كافة المجالات وحرمان مصر منهم ، ومن لم يسعده الحظ ويقوم بالهجرة الأبدية وتجبره الظروف على البقاء يقع أغلبيتهم فى أيدى الجماعات الأرهابية والتكفيرية بمقابل مادى أو انتقامى من ما تعرض له  ..

يبقى لأ ياريس

عندما تكون الحياة الكريمة والثروات يتم جمعها بالهلس وهز الوسط والتفاهات حيث أجور الفنانين والراقصات ولاعبى كرة القدم بالملايين الكثيرة والشركات الكبرى تقوم بعمل دعايتها الأعلانية بملايين عديدة ( أعلان أحدى شبكات المحمول فى رمضان الحالى أجور ممثليه فقط تخطت الـ 60 مليون جنيه بخلاف الأخراج والتصوير والديكور وسعر البث وغيرها !!! ) بينما المواطن فى حالة موت أكلنيكى بحجة أن البلد مافيهاش فلوس ..

يبقى لأ ياريس

 عندما تكون البلاد مقبلة على الثورة الثالثة التى ستطيح بالأخضر واليابس ولن يستطيع أى كائن أن يقف أمامها لأنها ستكون ثورة جياع بعيدا عن أية أغراض سياسية أو مصالح شخصية  – ستكون ثورة بقاء على قيد الحياة – والحكومة فى واد أخر وتتوهم أن كل شىء تحت السيطرة ؟!

يبقى لأ يا ريس 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان