وزير التربية والتعليم نعتز بخريجى الازهر ويعد بحل الازمة المفتعلة

بقلم الكاتب يوسف عبد الكريم //                                                                                                                                                                                                     

 منذ فترة وآلاف الأسر المصرية تتابع عن كثب  نتائج مسابقة تعيين 30 ألف معلم مساعد التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم تنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية الذي يضع  أولوية كبيرة لحل مشاكل الشباب ، ومواجهة البطالة والاستفادة من الكفاءات في كافة القطاعات والتخصصات  ، إلى أن استقر الأمر وتم إعلان  أسماء الخرجين المستحقين للتعيين للمرة الأولى ،  ثم تم فتح باب التظلمات حتى لا يظلم احد إعمالا لمبدأ الشفافية ،  وإعطاء كل ذي حق حقه ،  وفور الانتهاء من البت في التظلمات  ، تم الإعلان النهائي  عن أسماء السادة المستحقين للتعيين ، الذين  تنطبق عليهم الشروط . وعلى اثر ذلك تم تسكينهم في المحافظات و تسليمهم لباقي أوراق مصوغات التعيين المطلوبة ، ولم يتبقى سوى إصدار ” قرار التعيين ” واستلامهم للعمل ..  وحتى هذه الأثناء لا توجد مشكلة إطلاقا ،  فقد فتحت  نتائج المسابقة باب الأمل والتفاؤل  أمام كل من طالع اسمه في الكشوف النهائية ،  بعد صبر طال لسنوات ، أخيرا تحقق حلم الحصول على فرصة عمل تتناسب مع تخصص دراستهم ، فضلا عن إعانتهم  على سد مطالب الحياة ، وتحقيق الذات  ، لان اغلب المعينين من الشباب  المتزوجين الذين  أرهقتهم سنوات الانتظار .قد  أعقب  النتيجة  حالة من الفرح  والأمل ظلت  تجوب القرى والمدن في كل  ربوع مصر ، الأقارب والمعارف والأصدقاء يقدمون التهاني ، وثمار البهجة تفوح من وجوه المنتظرين لقرار التعيين واستلام العمل . ولكن للأسف في الوقت نفسه  تزامن مع ذلك مكر الماكرين  الذين لم تغفل عيونهم منذ البداية عن المسابقة ،وعز عليهم أن يفرح المصريون ، و عز عليهم أن تتم المسابقة وان يتم تتويج هذا الانجاز الكبير ، دون أعمال ملتوية ينتفع منها المنتفعون على الجانبين الذين اعتادوا على التربح والاستفادة الشخصية ، وأنصار الجماعة الإرهابية من الخلايا النائمة  . الذين عقدوا النية على تعكير الصفو ، وقتل الأمل ، ولكي يتم تنفيذ ذلك ينبغي خلق أزمة . بدأ الجدل العقيم من بعض الموظفين ، سرا في المكاتب المغلقة بعبارة لماذا يتم  تعين خريجي الأزهر بالتربية والتعليم ..؟ أولادنا موجودين ، في حين أن خريجي التربية والتعليم يعينون بالأزهر والعكس  ، ولا توجد مشكلة في هذا الصدد ، بين ” الأزهر والتربية والتعليم ” وأيضا  خلقوا حالة من البلية ،  هل شعبة دراسات الطفولة جامعة الأزهر التي هي نفسها قسم رياض الأطفال مؤهل تربوي أم لا ..؟  على الرغم من علمهم أن الإجازة العالية تخصص دراسات الطفولة مؤهل تربوي ،  كما يوجد مدرسين من خريجي هذا التخصص معينين منذ سنوات ،  وقد دخلوا الأكاديمية واستفادوا من كادر المعلمين في سنوات سابقة فضلا عن إفادة جامعة الأزهر القاطعة أن مؤهل خريجي هذه الشعبة مؤهل تربوي يعادل بكالوريوس التربية رياض أطفال في التربية والتعليم ، وعلى هذا الأساس تم تغيير اسم شعبة دراسات الطفولة في سنة 2010 إلى قسم رياض الأطفال تماشيا مع الاسم الدارج في مصر بحسب ما أكده الدكتور توفيق نور الدين نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث  .  وقد تحدثت مع سيادته وقد أبدى استيائه من وضع عراقيل لا أساس لها أمام أبناء جامعة الأزهر الشريف التي ينبغي أن  يعامل أبنائها  معامله تليق بمكانة الأزهر ، واصدر إفادة  وافيه كافية موجهه إلى القائمين على المسابقة  وكل من يهمه الأمر حافظا على الحقوق القانونية والأدبية لخريجي شعبة دراسات الطفولة ابتدءا من دفعة 2004 وحتى الآن ممن انطبقت عليهم الشروط للتعيين في مسابقة 30 ألف معلم مساعد  .تخيلت أن المشكلة قد انتهت بمجرد تقديم هذه الإفادة ، وان الأمر كان مجرد حالة من الالتباس الإداري ، وسوف يتم إعطاء كل ذي حق حقه بمجرد تقديم إفادة الجامعة . وفوجئت باستمرار التعنت والتعسف من قبل شئون العاملين بالوزارة والتعيينات ، على الرغم من إيضاح الأمر بما لا يقبل الجدل ، بل ورافضو استلام إفادة  الجامعة من أصحاب الشأن  . في الحقيقة اكتشفت أن المشكلة ليست في التباس إداري حول طبيعة المؤهل  هل هو تربوي أم لا ، لكن المشكلة أن  المستحقين للتعيين التي انطبقت عليهم الشروط من أبناء عامة الشعب  وان المسابقة تسير بشكل جيد دون مجاملة أو وساطة ، وهذا الأمر قد أزعج من اعتادوا على سلك الطرق الملتوية لتعين ” أهل الحظوة ”  من المقتدرين أو أبناء العاملين  ، وقد أدى  تطبيق الضوابط الصارمة ، دون مجاملة لأحد خلال مراحل المسابقة ، التي تمت  تحت إشراف د. محب الرافعي وزير التربية والتعليم ،  إلى خلق حالة من الغليان الهادئ  لدى بعض العاملين في الوزارة لعدم تمكنهم من استغلال الأبواب  الخلفية .  وذلك  لتمتع المسابقة بقدر كبير من الشفافية والنزاهة  ، فقد كانت الكفاءة العلمية وانطباق الشروط هو المعيار الوحيد  حتى إعلان أسماء الناجحين بالمسابقة للمرة الثانية بعد التظلمات . ومن المؤكد  أن الاتجاه نحو العمل المنضبط ، وعدم التلاعب وعدم استخدام الطرق الملتوية داخل مؤسسات الدولة  ” المسابقة  نموذجا ” لم يمر مرور الكرام على أعداء النجاح ،  وأيضا أجد  أن  حالة الوئام والتكامل بين مؤسسات الدولة  وعدم وجود احتقان لدى المواطنين ، قطعا يفسد مخطط ” هدم مصر ” . وهذا يفسر  المفارقة الغريبة التي حدثت مؤخرا و جمعت بين  الفريقين ، الذين اعتادوا على أن يسلكوا الطرق الملتوية لتحقيق أهدافهم ، وأعداء الإنسانية الذين يحملون العداء لمصر ويرغبون في عدم الاستقرار  . حيث اتضحت  الفكرة  التي لا تخطر على بال ” مستشار إبليس ” فقد بدأت الخطة الماكرة   لاستبعاد خريجي الأزهر بهدف تسكين ” أهل الحظوة ” من المتسابقين الموجودة أسمائهم على قوائم الانتظار وهم كثيرون ولن تكون الرقابة على المسابقة على أكمل وجه لان الأمر قد انتهى بالفعل وبالتالي يمكنهم تصعيد من يريدون تصعيده وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء  .وعلى الجانب الآخر ينتظر   أنصار الجماعة الإرهابية حدوث هذا الأمر،  وقد وسوسوا بأذان اغلب الخرجين بكل المحافظات على أهمية المظاهرات والإضراب عن الطعام حتى يحصلوا على حقهم ، مستندين للترويج لفكرة أن الدولة تعتبر خريجي الأزهر ” إرهابي ” وغير مرغوب فيه ، من قبل وزارة التربية والتعليم ، وهذا علي خلاف الواقع بهدف خلق  حالة من الاحتقان بين مؤسسات الدولة  الأزهر والتربية والتعليم وأيضا بين المواطنين والدولة . إلى جانب التشكيك في نزاهة المسابقة ،  على اثر عدم  تعين المستحقين من خريجي الأزهر باعتبارهم خرجين درجة ثانية يحتاجون إلى معادلة مؤهلهم من المجلس الأعلى للجامعات ، بحجة عدم الاعتراف بما يصدر عن جامعة  الأزهر في حين أن المؤهل صادر في الأساس عن نفس الجامعة  ..؟  و بهذا تحصل الجماعة الإرهابية على تعاطف خريجي الأزهر الذين سوف يتم استبعادهم لسبب غير قانوني  . فقط لوجود حالة من الالتباس الإداري الذي بلغ إلى حد التعسف  من بعض الموظفين بشئون العاملين بالوزارة الذين أعطوا لأنفسهم الحق في استبعاد ملفات خريجي شعبة دراسات الطفولة ثم  رفضوا استلام الإفادة الصريحة التي أوضحت أن الإجازة العالية في دراسات الطفولة مؤهل تربوي وان تغيير اسم  القسم لا يؤثر على الحقوق القانونية  للخرجين من الدفعات السابقة   لم يجد خريجي شعبة دراسات الطفولة جامعة الأزهر الذين يعيشون حالة  من الفزع والترقب أشبه بالعالقين بين الموت والحياة  غير أن يطرقوا باب وسائل الإعلام و بعض مؤسسات المجتمع المدني وبعض الأحزاب ، لعل صوتهم يصل إلى وزير التربية والتعليم ،  قبل أن يتم تسكين غيرهم على درجاتهم الوظيفية ويصدر قرار التعيين فلا يجدوا  أمامهم سوى القضاء حتى يستردوا حقهم الذي يتربص به الآخرون  . اتصل بي بعضهم من محافظات عديدة منها القاهرة والجيزة والمنوفية والغربية والبحيرة ،  أصوات البعض منهم  متقطعة بفعل البكاء والخوف على مستقبلهم  والبعض الآخر أصواتهم بها قوة صاحب الحق .  حاولت الإلمام أكثر بتفاصيل المشكلة وتحدثت مع الأستاذة الدكتورة وفاء فتحي وكيل كلية الدراسات الإنسانية  التي أكدت  أن  شعبة دراسات الطفولة مؤهل تربوي ولا يحتاج إلى إفادة تؤكد ذلك ، لان خريجي هذا القسم درسوا نفس المحتوى العلمي لكلية تربية طفولة جامعة عين شمس وقالت نصا ” عليهم أن يطالعوا بيان الدرجات سيجدون أنهم درسوا محتوى تربوي طبقا للمعاير العالمية ، واستنكرت ما يحدث مع بناتها الخريجات ” وأشادت بالإفادة  الجامعة المانعة التي أصدرتها الجامعة واعتمدها الأستاذ الدكتور توفيق نور الدين نائب رئيس جامعة الأزهر.  و للأمانة و شهادة حق خلال لقائي بالدكتور نور الدين ، وجدت هذا الرجل  عالما جليلا ورجل دولة خلوق صاحب رؤية و قادر على الإدارة و تقدير الموقف واتخاذ القرار السليم  في الوقت المناسب .  كما لمست انه  متفهما لحالة الالتباس التي نشأت بسبب تغيير مسمى القسم وإذا به يمد يد العون نحو رفع الظلم عن أبنائه وإزالة  الالتباس بشكل نهائي قاطع  دفاعا عن حقوق خريجي شعبة دراسات الطفولة كلية الدراسات الإنسانية. مما جعل الخرجين عازمون علي تقديم التماس لسيادته لرفعة لرئيس الجامعة ليرفعه بدوره  ” للأمانة ” لتغيير مسمى شعبة دراسات الطفولة إلى رياض الأطفال اسوة بزملائهم من الخرجين في 2010  حتى لا يكونوا مطمعا لأصحاب النوايا الخبيثة في المستقبل .وكم أتمنى أن أجد أمثال هذا الطبيب الراقي  في أول تشكيل وزاري قادم في منصب وزير الصحة لما يتمتع به هذا الرجل من رؤية مستنيرة و قدرة فريدة  على الإدارة ، ووجب تقديم  الشكر لسيادته لموقفه الايجابي تجاه أبنائه الخريجين . كما  تحدثت مع الأستاذ  الدكتور عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر ، وقد وعدني سيادته برفع الأمر” للأمانة ” لتغيير المسمى للدفعات السابقة وأكد انه لا توجد مشكلة في تغيير المسمى بشهادة التخرج  بعد صدور القرار من “الأمانة ” والتصديق علية ، و حتى لا يحتاج خريجي هذه الشعبة إلى إفادة بعد ذلك  وقد ابدي تفهما كبيرا بشأن الموافقة على تغيير اسم الشعبة أسوة بزملائهم  من الدفعات التالية ابتدءا من 2010، فشكرا لسيادته .  وفى النهاية  كان حديثي يوم الجمعة عبر الهاتف  مع الإنسان الخلوق  الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم حول قبول بعض المديريات للإفادة الصادرة عن جامعة الأزهر والمعتمدة من نائب رئيس الجامعة ورفض البعض الآخر لهذه الإفادة ، وتشدد شئون العاملين والتعيينات بالوزارة وبعض المديريات مع خريجي شعبة دراسات الطفولة جامعة الأزهر . وكان رد وزير التربية والتعليم  مطمئنا وقاطعا ، وقال سوف اصدر قرار بقبول إفادة جامعة الأزهر طالما أنهم مؤهلات تربوية ولهم حق في التعيين ، وسوف يعمم القرار على كل المديريات وأكد على حرصه في أن  يحصل خريجي الأزهر على حقهم  وشدد قائلا لن اسمح بان يظلم  خريجي الأزهر  الشريف ، كما أعرب عن اعتزازه بهذه المؤسسة العريقة ،  شكرا سيادة الوزير المحترم الذي لم يدخر يوم الجمعة للراحة بل جعله يوم عمل إضافي ولم يغلق هاتفه الشخصي  في يوم الأجازة واستمع إلى المشكلة وتفهم الموقف  ووعد بالحل ،  شكرا على سعة صدرك يا معالي الوزير وشكرا على اهتمامك  .في النهاية ،  إن الدكتور محب الرافعي و  الدكتور عبد الحي عزب ، والدكتور توفيق نور الدين وأمثالهم من الذين يهتمون بشئون الناس ويسعون  لحل مشاكلهم ويفتحون مكاتبهم وقلوبهم لإزالة العقبات التي تواجه العمل الإداري   ولا يدخرون وقت للراحة لمتابعة أعمالهم ، جميعهم ، وأمثالهم من أولى الأمر ،  رموز مضيئة في قيادة الأزهر ووزارة التربية والتعليم في عهد الرئيس السيسى . ختاما  أتمنى أن تعود الفرحة والأمل لقلوب هؤلاء الشباب وان يتم إزالة كافة العقبات التي تواجههم من كافة الجهات 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان