هما للى بيستفزونا !

بقلم : ندى الطنانى

 زمان ايام الابيض و اسود و الافلام اللى كلها انوثه.. نقول مثلا حد اقصى لسنة 1990.. مكناش نلاقى حد محجب الا نادرا جدا جداا..اللبس اللى كان منتشر كله او معظمه فوق الركبه و كت او نص كم… البنت كانت بتهتم بشكلها اكتر من دلوقتى و كان بالنسبالهم الحجاب او الطرحه تبقى للكبار ف السن.. الشعر الصناعى و الماكياج كان منتشر بطريقه اوفر..المايوهات و البيكينى كانوا الزى الرسمى للبحر و المصيف… الملاهى الليليه “الكازينوهات” كانت كتيير جداا و كان عادى انهم يتواجدوا هناك…الصداقه بين الشباب و البنات كانت اكتر من دلوقتى من ناحية تقدير العِشره و الوِد و المحبه اللى بجد..كان الولد يروح يذاكر مع صديقته و العكس ف البيت ف وجود الاب و الام و كان بيبقى فى ترحيب و ثقه.. و رغم كل الحاجات دى مش هاقول مكانش فى تحرش…بس كان التحرش بالنسبالهم لما شاب يقول لبنت “سعيده ي هانم ” و كده يبقى اجرم يعنى و مش متربى اساسا… زمان برضه كان الافلام فيها مشاهد غير اخلاقيه كتير.. تصرفات مش مباحه كتير.. و رغم كده كان الاعتراض قليل و الابتذال ف الاخلاق للمشاهدين قليل.. دلوقتى ابسط رد للشاب لما تساله عن سبب التحرش.. يقول “لبسهم..جسمهم..شكلهم..هما اللى بيستفزونا…و المشااهد اللى ف الافلام ” و ياريتها بتيجى ع الشاب بس…المصيبه ان الرجااله الكبار ف السن ف منهم بقوا بيشتركوا ف الجريمه دى و نظراتهم بتدفنهم اخلاقيا.. و التحرش عندهم انواع..تحرش ب الكلام المشين..النظرات اللى بتفصلها من فوق لتحت..الايد اللى من حقها “بالنسبالهم” تلمس اى حاجه ف جسمها..الحركات اللى بيعملوها بالعربيات و الموتوسيكلات عشان يزاولوها..و حاجات كتير… و مش هاقولك ان بره مصر مافيش تحرش..لا فى و كتير كمان ..بس الاسباب عندهم بتختلف عن هنا…اسبابهم بتبقى منحصره بين انه ي اما سكران ي اما الشاب متعاطى للمخدرات…فا بالتالى طبيعتهم مش كده يعنى…و معندهمش حِرمان و عندهم احترام للحريات الشخصيه… طيب مطلوب من البنت ايه بقى؟… انها تسكت..ليه ؟ عشان لو اتكلمت يبقى عايزه تجر كلام او عاجبها الكلام و الشاب فا بترد عليه.. مطلوب انها تمشى مكشره و باصه ف الارض و تبان مكسوره…ليه ؟ عشان مايتقالش عليها دى ماشيه بتلفت النظر ليها و عامله الشويتين دول قدام الشباب..و ياريتها لما بتمشى مكشره و باصه ف الارض بيسيبوها ف حالها و مش بيأذوها بالكلام و ب اى حركه!!…لا ده بيحصل العكس تماما !! مطلوب انها و هى ف المواصلات تسيب اللى جمبها يقعد براحته جدااا “و انتو عارفين المعنى ” و ماتتكلمش او لو اتكلمت يبقى عايزه تلفت الانتباه..او هى اللى مش محترمه..او السبب الرئيسى بالنسبالهم انها بتتجنى عليه … او لو هى واقفه ف اى مواصله عامه تسيب اللى رايح و اللى جاى يلزق فيها و لو اعترضت ابسط كلمه بتتقالها “انتى لو مكانش عاجبك اللى بيحصلك ده ماكونتيش ركبتى المواصله دى اصلا ” و لو قلتلهم اعتبرها اختك…هايقولك لو اختى مش هانزلها من البيت او هركبها تاكسى “طب و اللى مش مقتدر” ده يخرس !!! مطلوب انها ماينفعش تشتكى لما تتعرض للتحرش ب اى نوع من انواعه عشان مافيش شاهد على كلامها.. مطلوب انها لما تخرج تبقى ماشيه بتشك ف صوابعها بسبب نظراتهم ليها.. مطلوب انها لما تخرج تبقى ماشيه مبهدله ف نفسها عشان تتحفظ من التحرش “و ياريته بينفع ” البنت ببساطه مطلوب منها تبقى محبوسه حتى و هى ف الشارع و بره البيت..تبقى خرسه و عاميه و عندها شلل ف حركاتها لما حد يلمسها..!!! حضرتك ابسط رد ممكن اقولهولك..ان التحرش ده غريزه طبيعيه جدااا..بس ف الحيوان..فا طالما انت راضى تبقى حيوان يبقى انا اكيد مش هايبقى عندى اعتراض نهائى خااالص على كده على فكره..اصل حضرتك برضه احنا هانبصلك بنفس النظره اللى انت باصص بيها لنفسك… فا اللبس مش سبب و الشعر الباين مش سبب و الماكياج مش سبب يخليك تبقى حيوان …و الدليل ان المنقبه بتتعاكس…طب دى مبينه ايه ؟ مش عارفه بصراحه….و برضه العيب مش ف الزمن…لان لو العيب ف الزمن فا اقدر اقول ان “زمان كان فى رقى رغم الجهل..انما دلوقتى ف جهل رغم الرقى ” و ملحوظه بقى … اللى يدور على سبب لعدم الاخلاق و التصرفات المبتذله … يبقى ده لوحده اصلا عدم اخلاق و ابتذال.. فا متدورش على سبب لطبيعتك !