من المؤكد أن الاخونه هي فكره مشروع وليست عقيده أو وطن , ومثلها مثل كثير من الأفكار التي نشأت نتيجه لظروف معينه تمر بها المجتمعات نتيجه لظروف الاحتلال أ و نتيجه لفساد انظمه كانت قائمه في حينه ,وبالتالي فأن كل الأفكار الموضوعه قابله للتغيير أو التعديل أو حتى الالغاء أذا أقتضت الضروره ذلك وليست لها قدسيه التمسك بها لحدود الدماء والاضرار بالوطن .
هذا على النقيض تماما من شأن العقيده والوطن فلا يمكن اطلاقا العبث اوالتعديل او التغيير في اى منهما لان العبث في العقيده يمثل خروجا من الدين تماما وكذلك العبث في شأن الوطن يمثل خيانه عظمى ولا يحق لمن يفعل ذلك أن يتمتع بحق المواطنه .
أذن الاخونه هي فكره مشروع مقتبس أو مقتطع من أصل العقيده مثلها مثل الشيعه والمعتزله والخوارج وجماعه الحشاشين وخلافه ,
كل هذه الجماعات المقتطعه من أصل العقيده كانت مجرد أفكار مشاريع ربما كانت تلقى نجاحا وقبولا في وقت من الأوقات ولدى فئه معينه لها مصالح خاصه لتخلق لنفسها وضعيه مميزه , وربما كانت مناسبه لهذا الوقت بالتحديد وعند محاوله تطبيقها على أرض الواقع كانت النتائج سلبيه وغير مرضيه وذلك لعدم شموليه الفكره وضعف استجابتها للمتغيرات القائمه في حينها .
هذا وقد مر العالم عبر تاريخه بكثير من أفكار المشاريع التي مالبثت ان تظهر فجأه ويتبناها الكثير من الناس ويتغير وجه العالم من هذه الأفكار ثم ماتلبث هذه الأفكار أن تتلاشى ويسعى أصحابها انفسهم بتغيير مسارهم لعدم قناعتهم بما أعتقدوا أنه صواب في بدايته أو لانه لم يصل بهم الى النتيجه المرجوه مثل الشيوعيه والماركسيه ومثال ذلك انقلاب الزعيم الروسى جورباتشوف على الفكر الشيوعى وقامت الصين وهى من أكبر الدول الشيوعيه في العالم من تعديل مسارها هذا على الرغم من ان هذه الأفكار او الفلسفات لم تسعى مطلقا لخلق وضعيه خاصه او تمييز معين لها في المجتمعات التي نشأت بها على العكس تماما من فكره الاخونه
الأخونه كأسلوب حياه
________________
انتقلت الاخونه من مجرد فكره مشروع الى أسلوب حياه بدأ يلقى بظلاله على كافه طوائف المجتمع لان فكرته نشأت على تضامن فئه معينه من الناس اجتمعوا واتفقوا فيما بينهم على رعايه مصالحهم الشخصيه والاجتماعيه وكأنهم منعزلين تماما عن المجتمع وعلى الرغم من كونه تنظيم غير رسمي الا انه في بعض الأحيان كان يبدو وكأنه أقوى من بعض التنظيمات الرسميه في الدوله وكان يبدو ذلك واضحا في انتخابات النقابات المهنيه والعماليه وانتخابات مجلس الشعب .
وقد كان نتيجه لذلك ان انتقلت عدوى رعايه المصالح الفئويه الى كثير من فئات المجتمع مثل القضاه واساتذه الجامعه وجميع الهيئات الرسميه في البلاد وأصبحت كل فئه ترعى مصالها ومصالح أبنائها وتقوم بتوريث مصالحها لأبنائها بل وأحفادها متجاهلين تماما باقى شرائح المجتمع .
اذن الاخونه كانت كفكره هي بدايه التأصيل لأسلوب حياه ساعد كثيرا على انتشار الفساد في المجتمع لانها أقدم بكثير من كل التنظيمات الرسميه في الدوله , ولم نسمع مطلقا ان لهم منهج عام في الدعوه يخدم جميع طوائف المسلمون .
التعليقات مغلقة الان