من هو البغدادى الذى قتل عشرات المرات ؟!!

خالد متولى

هل قتل البغدادى على يد الروس؟ أم قتلته غارة أمريكية؟ أم كان السبق لقوات الجيش العراقى الذى حرر الموصل؟ أم قتله نظام بشار؟، وأين قتل؟ هل فى سوريا أم العراق أم أفغانستان؟ بل إن السؤال الأهم: هل قتل البغدادى فى الأساس؟

منذ أن ظهرت داعش ولا تمر بضعة أسابيع حتى نقرأ ونسمع عن مقتل زعيمها أبو بكر البغدادى، وفى بعض المرات كان البغدادى يرد على هذه الأخبار بالظهور العلنى أو عبر الرسائل الصوتية أو من خلال صور يتم بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعى المعتمدة لدى التنظيم الإرهابى، لكن الاختفاء لعدة أشهر هذه المرة زاد من احتمالية مقتله وهو ما جعل القوات الروسية ونظيرتها الأمريكية فى سوريا والعراق تتباريان فى إعلان مقتله سعيا وراء البطولة وبحثا عن حفظ ماء الوجه للحكومتين أمام شعبيهما وإظهارا لشعوب المنطقة العربية أن أسطورة البغدادى قد انتهت على يد الروس أو الأمريكان.

كانت أول مرة يعلن فيها مقتل البغدادى فى شهر سبتمبر 2014 وبعدها مباشرة تمدد التنظيم الإرهابى بصورة كبيرة فى سوريا، وبعد ذلك بأسابيع وتحديدًا مطلع نوفمبر 2014 خرج خبر مقتل البغدادى من العراق غير أن “داعش” نفى ذلك وهى من المرات القليلة التى يتفاعل فيها التنظيم مع هذه الأخبار.

وفى أبريل 2015 كان مصدر خبر مقتل زعيم التنظيم من العراق أيضا لكن هذه المرة عبر رواية محكمة، ذكرت أنه قتل فى غارة على محافظة نينوى العراقية، وأصيب بجروح خطيرة وتم نقله إلى إسرائيل للعلاج لكنه توفى هناك، ليخرج بعدها أبو بكر البغدادى فى تسجيل صوتى يتحدث فيه عن وقائع لم يمر عليها سوى بضعة أيام ما يؤكد أنه تسجيل حديث لزعيم التنظيم.

خبر مقتل زعيم التنظيم، انتقل من العراق إلى سوريا فى 2016 حين قيل أنه قتل فى ريف مدينة الرقة السورية إلا أن البغدادى بث كلمة صوتية لأنصاره لم يتحدث فيها عن خبر وفاته بل حشد أنصاره وهدد الدول الأوروبية والأمريكية، وفى نهاية 2016 كان خبر إصابة البغدادى بجروح خطيرة جعلته غير قادر على القيادة وأن قيادات داعش اجتمعوا فى الرقة بسوريا لاختيار خليفته.

فى 2017 وتحديدا فى 10 يونيو الماضى ترددت أنباء قوية عن مقتل أبو بكر بغارة جوية نفذها الطيران الحربى للنظام السورى على مدينة الرقة، وخلال نفس الشهر ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن معلومات شبه مؤكدة تشير إلى مقتل زعيم التنظيم بإحدى غارات القوات الجوية الروسية على الرقة السورية.
وما عزز الرواية الروسية منشور أذاعته قناة السومرية العراقية حول إقرار تنظيم داعش بمقتل البغدادى وأنه بصدد اختيار خليفة له سيتم الإعلان عنه قريبًا.

ومع هذه الأخبار المتعددة ومتنوعة المصادر إلا أن الشك يضرب جميعها، حتى مع التأكيدات الحالية والشواهد المتعددة التى تؤكد مقتل البغدادى، لكن السؤال الأهم والمستمر: لماذا تبقى عمليات تصفية أو مقتل زعماء التنظيمات الإرهابية الكبرى مبهمة ومحجوب تفاصيلها عن الرأى العام؟

لكن يبقى المؤكد لنا أننا إذا كنا صدقنا الرواية الأمريكية بأن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة قد دفن فى أعماق المحيط فما زلنا نبحث عن رواية مكتملة الأركان وجهة واضحة وواحدة مسؤولة عن إنهاء تلك الأسطورة الإرهابية.

يشار إلى أن أبو بكر البغدادى اسمه الحقيقى إبراهيم عواد إبراهيم البدرى، مولود فى مدينة سامراء شمال بغداد عام 1971 لأسرة متوسطة، وتربى وسط قبيلة متشددة دينيا تدّعى كذبا انتسابها للرسول صلى الله عليه وسلم.

وحصل البغدادى على بكالوريوس الدراسات الإسلامية من جامعة بغداد عام 1996 ثم نال الماجستير والدكتوراه فى الدراسات القرآنية من جامعة صدام حسين للدراسات الإسلامية عامى 1999 و2007.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان