مناقشة رسالة دكتوراه عن تجسيد الشخصيات الدينية في الدراما الإيرانية

كتبت- ليلي خليل

ناقش معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس قسم الإعلام وثقافة الأطفال رسالة الدكتوراه المقدمة من الباحثة نوران السيد محمد بعنوان “تجسيد الشخصيات الدينية في الدراما الإيرانية وعلاقته بصورتهم الذهنية لدى المراهقين

أجريت الدراسة بإشراف أ.د. محمود حسن إسماعيل أستاذ ورئيس قسم الاعلام وثقافة الأطفال بمعهد الدراسات العليا للطفولة “مشرفا” و د. تامر صلاح الدين سكر مدرس الإذاعة والتليفزيون بكلية الاعلام جامعة فاروس “مشرفا

و منحت لجنة المناقشة و الحكم المكونة

أ.د. محمود معوض أستاذ الإعلام المتفرغ بمعهد الدراسات العليا للطفولة (رئيساً ومناقشاً)

و أ.د. محمد وهدان أستاذ ورئيس قسم الصحافة والإعلام بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الازهر (عضواً ومناقشاً)

و أ.د. محمود حسن إسماعيل أستاذ ورئيس قسم الاعلام وثقافة الأطفال بمعهد الدراسات العليا للطفولة (عضواً ومشرفاً)

درجة الدكتوراه مع التوصية بالنشر والتبادل مع الجهات المعنية

و قالت الباحثة نوران السيد أن مشكلة الدراسة تتبلور فى ” العلاقة بين تجسيد الشخصيات الدينية في الدراما الإيرانية والصورة الذهنية عنهم لدى المراهقين”

و هدفت الدراسة إلى التعرف على شكل ومضمون الدراما الإيرانية التي تجسد الشخصيات الدينية و التعرف على الصورة الإعلامية التي تجسد بها الشخصيات الدينية المقدمة بالدراما الإيرانية و كذلك التوصل إلى معرفة العلاقة بين تجسيد الشخصيات الدينية في الدراما الإيرانية والصورة الذهنية عنهم لدى المراهقين.

و تنتمي الدراسة إلى الدراسات الوصفية مستخدمة منهج المسح لعينة من المسلسلات (يوسف الصديق – مريم المقدسة)والأفلام (مملكة سليمان النبي – قصة سيدنا نوح – إبراهيم خليل الله – النبي موسى- النبراس “الإمام على”) وتحليلها باستخدام استمارة تحليل مضمون

وطبقت استمارة الاستبيان على عينة بشرية قوامها 400 مفردة (ذكور/ إناث) من المراهقين بالمدارس الثانوية بمحافظة القاهرة (حكومة/ خاصة)

و قد توصلت الدراسة التحليلية إلى عدد من النتائج أهمها :جاءت طبيعة الشخصية (نبي أو رسول) فى مقدمة طبيعة الشخصية الدينية الرئيسية بنسبة بلغت 45.26% من الأفلام والمسلسلات عينة الدراسة, تلتها (ابن نبى) فى المرتبة الثانية بنسبة بلغت 22.11%، ثم (صحابي) بنسبة بلغت 20.42%، وأخيراً جاء (أم نبي) بنسبة بلغت 12.21%.

كما جسدت الشخصية الدينية الرئيسية في شكل (شخص كامل طبيعي) بنسبة مرتفعة بلغت 96%, ثم في شكل (شخص طبيعي مخفي الوجه) بنسبة بلغت 4%.

و أيضا جسدت الشخصية الدينية الثانوية في شكل شخص كامل طبيعي بنسبة مرتفعة بلغت 62.04%, ثم في شكل شخص مصحوب بضوء يخفى معالم وجهه بنسبة 28.97%, تلاها التجسيد في شكل شخص طبيعي مخفي الوجه بنسبة بلغت 2.24%, ثم شخص كامل يطير محاط بهالة من الضوء بنسبة 4.69%, ثم صوت فقط بنسبة 1.63%, وأخيرا ضوء مصحوب بصوت بنسبة 0.40%.

أما الدراسة الميدانية فقد توصلت إلى أن 83.4% من المبحوثين يرفضون تجسيد وظهور الشخصيات الدينية (الأنبياء- الصحابة) في الدراما الإيرانية، بينما 9.9% منهم محايدون، وفى المقابل نجد 6.7% منهم يوافقون على تجسيد وظهور الشخصيات الدينية (الأنبياء- الصحابة) في الدراما الإيرانية

بالإضافة إلى أن 43% من المبحوثين أول شئ يتذكره عندما يأتي ذكر شخصية دينية مما شاهدها في عمل درامي هو شكل الشخصية التي ظهرت في هذا العمل أحياناً، بينما فى المقابل نجد 26.7% منهم يتذكرون أشياء أخري، ويتذكرها 30.2% منهم دائماً

وترى الباحثة إن تجسيد الشخصيات الدينية له آثار سلبية لعدة أسباب لأن الرسل والأنبياء مصطفون من الله سبحانه وتعالى, ولهم عظمة وقدسية فلا يجب أن نضعهم في حجم بشر يقوم به أي ممثل لأن ذلك تقليل من شأنهم ومن شعور الناس بهذه المهابة. لأن هذا الممثل قد يقوم ببعض الأدوار أو المواقف غير الأخلاقية فيحدث بذلك تشوية للشخصية النبوية المقدسة على الأقل في نظر الجمهور. أن الممثل مهما كان مقنعاً ومبدعاً فلن يستطيع أن يوصل إلينا رسالة النبي أو الرسول.

كما ترى أن هناك خطورة في تجسيد الشخصيات الدينية في الدراما الإيرانية حيث تكون صوراً ذهنية لدى المراهقين لتلك الشخصيات, كما أن هناك تخوفاً من مضامين تلك الأعمال الدرامية وما تتضمنه من صور لتجسيد الشخصيات الدينية. ولا يجب أن ننسى الأخطاء والمعلومات المغلوطة التى تقدم إلينا في هذه الأعمال والتى تجد طريقها بسهولة لدى الكثيرون من الذين يفتقرون للثقافة الدينية, مثلما حدث مع المسلسل الإيرانى “يوسف الصديق” الذي اعتمد في أحداثه على الإسرائيليات التى خرجت لتدمير صحيح الدين. وتتزايد تلك الخطورة بعد إنتاج فيلم جديد عن الرسول صلى الله عليه وسلم, لم يصل إلينا بعد, ولكن ماذا سيحدث عند عرضه لاحقا؟

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان