مكتبه الإسكندريه تحتفل بمرور 120 عاما علي ميلاد صاروخان
ليلى خليل
تنظم مكتبة الإسكندرية احتفاليه مرور 120 عاما على ميلاد صاروخان بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير والجمعية القاهرة الخيرية الأرمينية العامة، يوم الثلاثاء الموافق 8 أكتوبر في تمام الساعة الحادية عشر والنصف صباحا بقاعة الوفود بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية.
ويذكر ان الفنان الكسندر هاكوب صاروخان فنان ارمنى ، ولد في أول أكتوبر عام 1898 ببلدة “أرادانوج” أقصى شمال شرق تركيا التي كانت تقع ضمن مقاطعة باطوم إحدى المناطق الإدارية في إقليم ما وراء القوقاز التابع للإمبراطورية الروسية، وكان صاروخان الابن الثالث لأب كان يعمل تاجرًا للأقمشة. هكذا جمع بولادته ثلاثة جنسيات الروسية والتركية والأصول الأرمنيه . وأضيف اليها الجنسيه المصرية التي حصل عليها .
وعلي إمتداد عمره الفني إبتكر صاروخان أول شخصية نمطية كاريكاتيرية تعبر عن العقل والمزاج العام للشعب وهي شخصية : المصري أفندي . وإبتكر في أعقابها مخضوض باشا الفزعنجي وإشاعة هانم ثم شخصية العام سام .
وراء هذا الإبتكارات تاريخ طويل من العمل المشترك مع الكاتب الصحفي المبدع محمد التابعي .. قصته مع مصر بدأت عام 1922 .
ويقول “هرانت كشيشيان” في كتابه عن صاروخان: “إن الفنان الأرمني استطاع في فترة تقل عن عامين إنجاز ما قد ينجزه طلبة آخرون خلال أربع أو خمس سنوات من الدراسة الفنية الأكاديمية المتواصلة”.
في فيينا تعرف صاروخان على عبد القادر الشناوي الذي قصدها لدراسة فنون الطباعة حيث كان ينوي إنشاء مطبعة في مصر وإصدار صحيفة أو مجلة أهلية، وكان يبحث في تلك الفترة عن فنان كاريكاتيري جيد يأخذه معه إلى مصر ليرسم في صحيفته أو مجلته، وقد أُعجب الشناوي كثيرًا بصاروخان وقرر إحضاره إلى مصر.
كانت القاهرة في تلك الفترة تضج بالعديد من الأرمن الذين شكلوا جالية ضخمة فرضت نفسها على الساحة الاقتصادية والاجتماعية، فتعرف صاروخان على عدد كبير منهم مثل: محرري الصحف والمجلات والتجار وبعض الحرفيين، لكن أهمهم هو الزنكوغرافي “أرام بربريان” الذي كان يقوم بإعداد كليشيهات أغلب الصحف والمجلات الصادرة بالقاهرة بجميع اللغات.
كانت ورشة “بربريان” بمثابة ملتقى غير رسمي للصحفيين وأصحاب الصحف ودور النشر، ومن الورشة التي كانت تعقد في عابدين عرف الناس صاروخان رسامًا كاريكاتيريًا متميزًا زينت إبداعاته العدد الأول من مجلة “السينما الأرمنية” الذي صدر يوم 24 يناير 1925، ولم يضيع وقته وظل يرسم يوميًا حتى تمكن من تنظيم معرضين لرسومه الكاريكاتيرية في القاهرة والإسكندرية ولاقى خلالها نجاحًا ملحوظًا.
في نوفمبر عام 1927 تم اللقاء الأول بين صاروخان ومحمد التابعي في ورشة بربريان، وفي تلك الفترة كان محمد التابعي رئيسًا لتحرير روز اليوسف طامعًا في دفع المجلة إلى الاهتمام أكثر بالسياسة وكان في حاجة إلى رسام كاريكاتير موهوب يستجيب لموقف المجلة السياسي المناصر لحزب الوفد آنذاك خاصةً وأن رسام المجلة الأصلي هو الإسباني “سانتس” كان يرسم النكت على غلافها الأمامي منذ عام 1927، ولكن سانتس كان رسامًا أساسيًا لمجلة الكشكول ذات التوجهات السياسية المضادة تمامًا لتوجهات روز اليوسف.
وكان صاروخان يرغب في نشر رسومه في مجلة واسعة الانتشار مثل روز اليوسف فأخذ يرسم وجوه الزعماء السياسيين بمساعدة التابعي وتشجيعه وبالفعل رسم صاروخان أول غلاف للكاريكاتير السياسي على غلاف العدد 118 من روز اليوسف الصادر في 22 مايو 1928، كما ظهر أول كاريكاتير سياسي له منفذ بالحبر الأسود على الصفحة السابعة من العدد 132.
في عام 1932 استطاع صاروخان أن يكون أول رسام يبتكر شخصية نمطية كاريكاتيرية في مصر تعبر عن العقل والمزاج العام للشعب المصري، وهي شخصية “المصري أفندي”.
و كانت شخصية المصري أفندي في كاريكاتير صاروخان تعبر عن طبقة الموظفين في مصر، ولعبت دورًا هائلاً في السياسة المصرية في ذلك الوقت وخاصةً في المعارك مع الزعماء ورجال السياسة.
وارتبط فن الكاريكاتير في روز اليوسف باسم “صاروخان” الذي أصبح بعدها أحد رموز الكاريكاتير في مصر، وذلك لأنه لم تقتصر إبداعاته الفنية على مجلة روز اليوسف فحسب؛ وإنما زيَّنَت رسوماته أيضًا العديد من الصحف والمجلات المصرية، مثل: مجلة آخر ساعة، وصحيفة أخبار اليوم، التي ظل يرسم فيها حتى وفاته عام 1977.
التعليقات مغلقة الان