مكتبة الإسكندرية تُصدر كتاب «التصميم البيوفيلي لقصر الحمراء»
شارك
ليلى خليل
صدر عن مكتبة الإسكندرية من خلال مركز دراسات الحضارة الإسلامية كتاب «التصميم البيوفيلي لقصر الحمراء» للباحث والمهندس المعماري أحمد الرودسلي. يتناول الكتاب عمارة الحمراء بغرناطة من منظور جديد يرتبط بالتصميم المحب للطبيعة (التصميم البيوفيليBiophilic Design )؛ حيث يسعى المؤلف إلى إثبات أن عمارة الحمراء تُظهِر تصميمًا بيوفيليًّا ناجحًا، والذي بدوره يُمكن أن يسمح بإحداث تأثير إيجابي على صحة الإنسان ورفاهيته.
ويحاول الكتاب الربط بين التراث المعماري وعلوم الصحة عن طريق استكشاف مفهوم البيوفيليا والتصميم البيوفيلي، وتفسير الحوار القائم بين الطبيعة وسمات الحمراء الثقافية والبنيوية، وإدراك التأثيرات المحتملة لـ«أنماط التصميم البيوفيلي الأربعة عشر» المقترحة من قِبَل مؤسسة تِرَبِن برايت جرين-Terrapin Bright Green على صحة الإنسان ورفاهيته، والتحقيق في وجود هذه الأنماط في عمارة الحمراء بغرناطة وخمسة أمثلة من نظائر الحمراء حول العالم.
وتعتبر الحمراء مثالًا متميزًا لتلبية أنماط التصميم البيوفيلي الأربعة عشر؛ فقد تعرضت للوجود المباشر والمادي والعابر للطبيعة الذي يشمل حياة النبات والمياه والحيوانات، وكذلك النسائم والأصوات والروائح، ومن الأمثلة الشائعة ضمنها حدائق الأفنية والباحات والنباتات العطرة والنوافير والمسطحات المائية والتهوية الطبيعية. إلى جانب ذلك فقد استحضرت الحمراء الطبيعة بشكل عضوي وغير حي وغير مباشر، فظهرت الأشكال والخامات والألوان في الحمراء كزخارف هندسية وكتابات منقوشة وحوائط مزينة بالجص وأسقف خشبية، وكلٌّ منها يرتبط بالطبيعة ارتباطًا غير مباشر، كما عالجت الحمراء التكوينات الفراغية في الطبيعة التي تحفز رغبة الإنسان الفطرية والمكتسبة للتمكن من رؤية ما هو أبعد من محيطه المباشر، علاوة على ذلك فإن أمثلة الحمراوات حول العالم المتناولة في الكتاب تكشف كيف أن للجوهر البيوفيلي لعمارة الحمراء في غرناطة تأثيرًا عالميًّا، وهو ما يُثبت تعبير الحمراء الأصلية عن قيم حية للتراث المعماري لم تندثر بانتهاء حقبتها التاريخية.
ومن هنا، يُوضِّح الكتاب كيف يمكن تطبيق التصميم البيوفيلي من خلال مثال واقعي له أبعاد ثقافية وتاريخية فريدة، بالإضافة إلى الإشارة إلى التأثير المتوقع لعمارة الحمراء في صحة زوارها ورفاهيتهم، وبالتالي يمكن للمعماريين والمخططين الإفادة من هذا النموذج، ¬والعمل على دمج نهج التصميم البيوفيلي في البيئات المبنية التي قد تعزز السلامة الفسيولوجية والنفسية للإنسان، وهو أمر حيوي لبقاء البشرية.
التعليقات مغلقة الان