مكتبة الإسكندرية تحتفي بالعالم المصري علي مصطفى مشرفة
ليلى خليل
قال الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن العالم المصري علي مصطفى مشرفة، رائد النهضة العلمية في مصر، كان شخصية موسوعية أثرت مجالات المعرفة المختلفة، ورجلاً وطنيًا له بصمة في الحركة الوطنية والشأن العام. جاء ذلك في ندوة “علي مشرفة….رائد النهضة العلمية” التي نظمتها مكتبة الإسكندرية اليوم بحضور أسرة العالم الراحل ونخبة من العلماء والفنانين، وقدمها الدكتور إسماعيل الشيخة؛ رئيس تليفزيون الإسكندرية الأسبق.
وأعرب الفقي عن سعادته لاحتفاء مكتبة الإسكندرية بمشرفة، وتسليط الضوء على حياته وإسهاماته العلمية، وتكريم عائلته وكل من ساهم في إبراز دوره في النهضة العلمية، مؤكدًا أن هذه الجهود تتماشى مع أهداف مكتبة الإسكندرية ومشروعاتها الساعية لإحياء التراث والإبداع من جانب، والتحديث العلمي من جانب آخر.
وقام الدكتور مصطفى الفقي خلال الندوة بتكريم الدكتورة سلوى علي مشرفة، كريمة العالم الراحل وأستاذة الكيمياء في المركز القومي للبحوث، والدكتور عادل مشرفة الأستاذ المتفرغ في الرياضيات التطبيقية بكلية العلوم بجامعة القاهرة. كما كرَّم الفقي المجموعة الفنية التي أعدت العمل الدرامي “مشرفة .. رجل من هذا الزمان”، وهم: المخرجة القديرة أنعام محمد علي، والكاتب والسيناريست محمد السيد عيد، والفنان أحمد شاكر مدير المسرح القومي، والدكتورة لطيفة سالم أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر التي قامت بالمراجعة التاريخية للعمل الدرامي.
من جانبها، قالت السفيرة فاطمة الزهراء عتمان؛ مستشار مدير مكتبة الإسكندرية، إن الندوة تحتفي بالعالم الدكتور علي مصطفى مشرفة، العبقرية الفذة التي يعتز بها كل مصري، الذي يعد بلا جدال أبرز أعلام التنوير في تاريخ مصر الحديث، والذي ساهمت إنجازاته العلمية السخية في إعلاء شأن مصر من خلال المكانة الدولية التي احتلها بشهادة جهابذة العلماء آنذاك.
وتحدثت الدكتورة لطيفة سالم عن المناخ السياسي والاجتماعي في مصر في النصف الأول من القرن العشرين، لتسلط الضوء على الظروف الصعبة والتحديات التي استطاع مشرفة تجاوزها لتحقيق هذا النجاح غير المسبوق في عصره.
وفي كلمتها، أعربت الدكتورة سلوى علي مشرفة عن فخرها لانتسابها للعالم المصري الكبير، لافتة إلى أنه توفي وعمرها عامين إلا أنها تحتفظ بالعديد من الذكريات والحكايات عنه. وتطرقت إلى ضرورة الاهتمام بتسليط الضوء على صندوق “نيوتن-مشرفة” والتعريف به بين الباحثين، وهو صندوق مشترك بين مصر والمملكة المتحدة يقدم المنح لطلاب الدكتوراه والزمالات لريادة الأعمال والابتكار.
وتحدث الدكتور عادل مشرفة عن مشروع علي مصطفى مشرفة لتحقيق النهضة العلمية، مؤكدًا أنه سعى عند توليه عمادة كلية العلوم بجامعة القاهرة لتحقيق مستوى تدريس يضاهي المستويات العالمية، كما أنه استضاف العلماء الكبار في مصر ليحقق أكبر قدر من الاستفادة للطلاب. ولفت إلى أنه سعى لترسيخ فكرة دراسة العلوم باللغة العربية، فقام بتأليف الكتب في مجال الرياضيات التطبيقية باللغة العربية إلى جانب ترجمة الكتب الأجنبية.
ومن جانبه، تحدث الكاتب والسيناريست محمد السيد عيد عن رؤيته وهدفه لكتابة مسلسل “رجل من هذا الزمان”، مؤكدًا أنه أراد الكتابة عن تاريخ مصر من خلال شخصيات لها دور بارز في قضايا التقدم والتنوير، كما أنه أراد أن يسلط الضوء على قصة كفاح مشرفة وأسرته، وتأريخ المناخ العام في مصر منذ عام 1923 وحتى 1950.
وأكد الفنان أحمد شاكر أن تجسيد شخصية العالم علي مصطفى مشرفة كان تحديًا كبيرًا، خاصة وأنه لم يعاصره وأن مشرفة لم يكن له أية تسجيلات، إلا أنه يشغر بالفخر الشديد لتقمص شخصية مشرفة العالم والإنسان الذي أثبت أن العقل العربي قادر على مواكبة نفس العلم عند الغرب. وأكد أن مشرفة يعد نموذج وقدوة لكل شاب، فقد استطاع أن يذهب لآفاق أبعد مما كان ممكنًا في عصره.
وفي ختام الندوة، أكدت المخرجة أنعام محمد علي على سعادتها لإخراج هذا العمل بالرغم من تشكيك البعض في نجاحه، لافتة إلى أن الأعمال التاريخية والعلمية تمثل تحديًا كبيرًا لصعوبة تقديمها في سياق درامي جاذب، إلا أن العمل خرج بشكل جاذب ومشرف. وأكدت أنها اهتمت بتقديم شخصية مشرفة لأنه صاحب مشروع نهضوي سعى من خلاله أن يكون العلم أساسيًا في حياة المصريين، وأنها كانت مؤمنة بأهمية استدعاء التاريخ للتأكيد على أهمية العلم في عصرنا الحالي.
التعليقات مغلقة الان