مفاجأة.. الإنسان ليس أول جنس بشرى سكن الأرض !

اللواء الأخبارية

 

لم يكن الإنسان المعاصر هو من عمّر الأرض وعاش عليها، حيث سبقته إلى ذلك سلالة بشرية من نوع آخر، تشبهه إلى حد كبير، وتتمتع بذكاء جم.

هذا ما كشف عنه تقرير نشرته “بى بى سى”، ونقلها عنها عدد من المواقع، حيث أزاح مجموعة من العلماء النقاب، عن حفريات تعود لجنس بشرى عاش على الأرض منذ نحو مليون سنة ونصف المليون، بأحد كهوف منطقة جوهانسبرج فى جنوب إفريقيا.

يشبه الإنسان والشمبانزى ولديه عقل بحجم برتقالة

فى كهف عميق قرب موقعى ستيركفونتاين وسوارتكرانس الشهيرين، اللذين يقعان على مسافة 50 كيلومتر إلى الشمال الغربى من مدينة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، وفى أحد أثرى المواقع بالاكتشافات، التى تعرف باسم “مهد الجنس البشرى”، وجد مجموعة من العلماء عظاما متفرّقة وغير مكتملة لنحو 15 شخصا بين أطفال وبالغين وعجائز، دفنوا تحت الأرض بعد موتهم.

وأطلق العلماء اسم “ناليدى” على هذا النوع الجديد، وصنّفوه ضمن فئة “هومو”، التى ينتمى إليها الإنسان. وكشفت الهياكل العظمية تشابها كبيرا بين هذا الجنس والإنسان المعاصر، فلها نفس معصمه وقدميه، إلا أن جمجمتها تميل إلى تركيب حيوان الشمبانزى.

أكبر عينة من الحفريات البشرية على الإطلاق

ووصف متحف التاريخ الطبيعى فى لندن هذا الاكتشاف بأنه مهم جدا، والعظام المتحجرة التى عثر عليها، بأنها تشكّل أكبر عينة من المتحجرات البشرية عثر عليها على الإطلاق فى إفريقيا.

وقال الباحث جون هوكس، فى مقال نشر بمجلة “إى لايف” العلمية، إن هذه البقايا تشير إلى أن أفراد هذا النوع كانوا “بأدمغة صغيرة بحجم برتقالة وقامات رشيقة”، وكان متوسط طولهم مترا ونصف المتر، ووزنهم نحو 45 كيلوجرام.

وجاء فى بيان مشترك، أصدرته جامعة ويتس وناشيونال جيوجرافيك ووزارة العلوم فى جنوب إفريقيا، أن يدى هذا الإنسان “توحيان بأنه كان قادرا على استخدام الأدوات”، وأن قدميه شديدتا التشابه مع قدمى الإنسان المعاصر.

وأضاف البيان: “قدماه الطويلتان توحيان بأنه كان يمشى لوقت طويل”.

ناليدى كان الوسيط بين الإنسان القديم الإنسان المعاصر

يقول البروفيسور لى بريجر، أحد الباحثين: “هذا النوع ربما يكون قد تطور عن نوع أكثر بدائية للإنسان، وهو ما يكشف كيف أن الطبيعة كانت تقوم بتجربة لكيفية تطوّر الإنسان، ما أدى لظهور أطوار مختلفة من الإنسان والمخلوقات الشبيهة به”.

وأكد بريجر أن الاكتشاف يساعد على فهم كيف تطوّر الإنسان منذ ظهوره على الأرض وحتى الآن، حيث ظن العلماء أن عملية الدفن خاصة بالإنسان المعاصر فقط، قبل أن يتضح أن هناك من سبقه إلى ذلك.

متى فُطم الطفل القديم؟!

فى تصريح ظريف، قال د.بريجر إنه بفضل هذا الاكتشاف، سيستطيع فريق العلماء معرفة “متى ولد أطفال هذا الجنس، متى فطموا، كيف تقدموا فى العمر وكيف ماتوا”. وأكد أنه بفضل هذه الهياكل والأخرى التى اكتشفت منذ 2013 نستطيع معرفة كيف كان الفرق بين الرجال والنساء ومدى تطورهم عبر العصور، حتى العصر الحديث،.

مراحل تطور الإنسان القديم

ترجع أول حفريات حصل عليها العلماء إلى أوائل التسعينيات فى إثيوبيا، حيث وجدوا بعض الهياكل التى ترجع أعمارها إلى 4 ملايين و300 ألف سنة، وكشفت أحواض هذه الهياكل عن أشخاص يمشون منتصبين ويتسلقون الأشجار. بعدها تم اكتشاف المزيد فى إفريقيا، بدراستها كشف عن أشخاص يعيشون معظم الوقت فوق الأشجار، وهو ما دل عليه مظهر أقدامهم وطول أذرعتهم .

بدأ العلماء بعد ذلك فى اكتشاف فئة الـ”هومو”، التى ينتمى إليها الإنسان المعاصر، والتى امتلكت تفاصيل تتشابه كثيرا مع ما يتمتع به إنسان العصر الحديث، من أسنان صغيرة ورؤوس أكبر، مع الإبقاء على الأذرع الطويلة.

أما “الهومو ناليدى”، الذى بدأ اكتشافه أوائل 2013 فيحتوى على معصم وفم يشبه الإنسان المعاصر، وكذلك الأسنان التى بدت معاصرة جدا، إلا أن أصابع اليد والقدم بدت بدائية وطويلة نوعا ما، هذا غير حجم عقله الصغير.

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان