مصر ,, وشبح الظلام

كتبت :جيهان السنباطى

أصبح إنقطاع الكهرباء فى مصر , كالأمراض المزمنة التى لاعلاج لها , فمصر حالياً بمحافظاتها ومراكزها وقراها , تعانى من إنقطاع التيار الكهربائى بشكل يومى , وبمعدل يتراوح مابين أربع أو خمس مرات فى اليوم الواحد , لاتقل المرة الواحدة منها عن ساعتين , أى مايعادل عشر ساعات أو أكثر بلا كهرباء , مما يفسد الحياة اليومية للمواطنين , ويعرض المرضى بالمستشفيات لخطر الموت , وفساد الأغذية فى المحلات والمنازل , وأحتراق الأجهزة الكهربائية نتيجة تكرار إنقطاع الكهرباء وعودتها بشكل غير منتظم , بالإضافة الى إرتباط الكهرباء بالمياة حيث تتوقف المواتير التى تساعد على توفير المياة للعمارات والابراج السكنية أثناء فترة إنقطاع الكهرباء , وتعرض الكثير من المواطنين للحبس داخل جدران المصاعد الكهربائية مما يشكل خطراً شديداً على أرواحهم …. جميعنا يعلم جيداً أن قطاع الكهرباء يعانى منذ أربع سنوات تقريباً من التدهور , ونعلم أن إصلاح مافسد سيستغرق وقتا طويلاً , وأسباب تفاقم تلك الأزمة معروفة للعامة قبل الخاصة , حيث تعرض عدد كبير من الأبراج الكهربائية فى عدة محافظات للتدمير , وخروج بعض الوحدات بالمحطات عن الخدمة , و البطء فى بناء وتنفيذ محطات الكهرباء الجديدة وقصور تمويلها , و نقص كميات الغاز الذاهب لمحطات الكهرباء بكميات تصل إلى 200 مليون قدم مكعب غاز، من إجمالى 5 مليار قدم مكعب غاز”، إضافة إلى وجود بعض المشاكل فى شبكة التحكم بمحطات الكهرباء , والأرتفاع الملحوظ في درجات الحرارة الواصل إلى 48 درجة مئوية ,الذى كان له الأثر البالغ على توربينات الكهرباء، حيث أثرت على كفاءتها، وصاحبها إرتفاع فى حجم استهلاك الكهرباء بنسبة 5%. . ولكن ,,,, الى متى سيتحمل المواطن المصرى ؟؟؟ فالماء والكهرباء والغاز من أساسيات الحياة , ولايمكن الإستغناء عنها أو البحث عن بدائل لها , وإن تحلوا بالصبر عاماً , وتفهموا الوضع وإستسلموا لنداءات المسؤلين لهم بترشيد الإستهلاك , وتحملوا نتائج تلك الأزمة , فلن يتحملوا بعدها يوماً واحداً , وعندها لن تجدى تصريحات ولاتبريرات , وسيتحول البطل المصرى الصامد فى لحظة الى أسد شرس مفترس , ولذلك على الحكومة الحالية أن تبحث عن حل يقضى على الأزمة بدلاً من أن تلجأ الى التفكير فى إعداد نظام تنبيهى للمواطنين عبر الرسائل الالكترونية بمواعيد قطع الكهرباء , مثلما فعل رئيس الوزراء الأسبق هشام قنديل قبلها حيث إقترح إرسال رسائل للمواطنين عبر رسائل ال SMS . هذا الأمر يذكرنى بقصة مدينة كانت تواجه مشكلة مع حفرة فى أحد شوارعها , كانت تتسبب فى حوادث كثيرة , ولتأخر سيارة الإسعاف وصعوبة الوصول اليها كان يزداد عدد الضحايا , فإجتمع عقلاء تلك المدينة لمناقشة الأمر , فإقترح أحدهم أن يتم نقل مقر الإسعاف بجوار الحفرة , وإقترح أخر أن يتم بناء مستشفى بجوار الحفرة , ولم يفكر أحد منهم فى ردم تلك الحفرة , وهذا هو مانستشعره حالياً عندما تعرضنا لأزمة الكهرباء . ياسادة ,,, وياحكومتنا المبجلة ,,, لابد من وضع حلول سريعة لإحتواء تلك الأزمة , فمادمنا نعلم جيداً أسبابها فأكيد العلاج موجود , ولكن بدلاً من الإنتظار خمس سنوات حتى تنفرج الأزمة بالحلول طويلة الأجل المعلن عنها , ونعتمد على صبر المواطن المصرى , وقدرته على التحمل , يجب العمل على إيجاد حل سريع فى إطار زمنى متوسط الأجل يحدث نوعاً من الإنفراج للأزمة , يشعر بها هذا المواطن , كالعمل على صيانة وتقوية المحطات والشبكات بقدرة وسرعة كافية , والتخطيط لبناء محطات جديدة , وجذب إستثمارات فى هذا القطاع عن طريق الدولة والقطاع الخاص , ثم بعد ذلك نتجه الى ضخ إستثمارات لبناء محطات جديدة , وعمل مشاريع ربط كهربائى بدول كالأردن وليبيا والسعودية , والإسراع فى تطبيق إستخدامات الطاقة المتجددة …. هكذا نتعامل مع المشكلات

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان