تسللت خيوط الصبح من قطعة الشيش المكسورة فى حجرة الحاجة سيدة ذات الملامح التى حفر فيها الزمن فنونه وتفاصيل سنوات عمرها المتجاوزة السبعون ،واتجهت الخيوط تداعب وجهها بلطف حانى وتلثمها قبلة اعتادت عليها طيلة سنواتها .
فتحت أبواب عينيها متثاقلة ثم نظرت عن يمينها لتطمئن على مشمشة قطتها النائمة بجوارها فى سلام ،فابتسمت سيدة وربتت عليها بلطف ، ونظرت إلى نتيجة ورقية معلقة على الحائط أمامها تحمل تاريخ أكثر من سنة ماضية ، وكأن الزمن توقف عن المرور عليها كل صباح .
ولم يكلف نفسه تلك المشقة ؟ فهل هناك مايستحق أن يمضى الزمن من أجله ؟
فما أشبه الليلة بالبارحة وقبل البارحة وما قبلهم ، لا جديد ، أذن فليبقى الزمن واقفا مستريحا بدلا من جهد منثور !
ثم نظرت ثانية إلى مشمشة محاولة أيقاظها ليبدءا يومهما كالمعتاد و حاولت أن تــ….
انفجر بركان حممه من الفزع الصافى داخل سيدة حين اكتشفت موت مشمشة ، ودخلت نبيلة ذات الخمسة عشرعاما مسرعة من باب الشقة – بمفتاح أعطتها أياه سيدة – مسرعة بعد صرخة سيدة الملتاعة على فراق رفيقتها ، وما أن تلاقت نظراتهم انحدرت قطرات الدمع من سيدة
سيدة : مشمشة يا نبيلة .
( نبيلة تنظر متسائلة )
فتجيبها سيدة : بنتى ماااااااااااااتت
( نبيلة والدهشة تعصف بها كالدمية فى يد طفل يلقيها كيفما شاء )
نبيلة : كل الصرخة دى علشان قطة ؟! ياشيخة خضتينى ، ده انتى بنتك لما ماتت ماعملتيش كده ؟!
سيدة ( بأسى وصوت خفيض نوعا ) : بنتى بقالها أكثر من سنة مازارتنيش ولا حتى بالتليفون ، لكن مشمشة بقالها أربع سنين ماسابتنيش لحظة واحدة .
( انسحاب خيوط الشمس من قطعة الشيش المكسورة و أظلام تدريجى مع اتجاه نظر نبيلة إلى ورقة النتيجة المعلقة على الحائط )
التعليقات مغلقة الان