لكاتب الصحفي/عمر طاهر ولقاءه مع الباحثة/أميرة مجاهد فى صالون أوبرا الإسكندريه الثقافي
شارك
ليلى خليل
تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.
استضاف صالون أوبراالإسكندريه الثقافي أمس الأربعاء 23 يناير 2019 الكاتب والروائي “عمر طاهر” في لقاء تحت عنوان “الكاتب في العالم الثالث”، والذي أدارته الباحثة أميرة مجاهد ، تحت إشراف الفنان أمين الصيرفي ,الفاعلية الثالثة لصالون أوبرا الإسكندرية الثقافي في موسمه الثاني,ومن الجدير بالذكر أن فعاليات الصالون تتم تحت رعاية أ.د إيناس عبد الدايم وزير الثقافه، ود. مجدى صابر، رئيس دار الأوبرا المصرية .
وقد شهد اللقاء حضورا جماهيريا كبيرا ضم العديد من رموز الفكر والأدب والفن والصحافه والإعلام بقاعة مسرح سيد درويش.
وقد أكد عمر طاهر أنه يذاكر الكتابة ويعتبرها مراحل دراسية فيتعلم من كل تجربة جديدة وكل مرحلة يمر بها يتعلم ويكتشف شيئاً جديداً ومختلفاً.
وأشار طاهر إلى أن القارئ ليس هو الأولوية الأولى للكاتب حينما يقرر الكتابة لكنه يكون أولوية ثانية أو ثالثة لديه ، حيث أوضح أن الكاتب يبحث أولاً عن التعبير عن نفسه واستكشاف الحياة من حوله ، ومن ثم البحث فى التجربة الإنسانية، ويأتى القارئ بعد هذا ليجد من خلال قراءة العمل الأدبي تشابها بين تجربته وتجربة الكاتب.
وقال طاهر: “أنا بغير من الكاتب الخواجة” فالكاتب الأجنبي بخلاف الاستقرار والحرية التي يمتلكها فهو لا يضطر للقيام بعمل آخر بجوار عمله ككاتب لما يتوفر له من حياة مستقرة وكريمة، بخلاف العالم الثالث حيث أن ٩٠% من الكتاب يضطرون للعمل بوظيفة أخرى بجانب الكتابة حتى يستطيعون أن ينفقوا على أنفسهم وعشقهم للكتابة.
وأضاف عمر طاهر.. أن العقل يقول أن العمل بوظيفة أخرى غير مفيد لأن الكتابة تحتاج إلى تفرغ تام ولا يوجد خط رجوع من الكتابة ، ولا يجب القياس على تجربة نجيب محفوظ في الجمع بين الكتابة والعمل الوظيفي لأنه شخص متفرد فبالرغم من وصوله لسن التسعين وفقدانه لبصره وسمعه إلا أنه ظل متمسكا بالكتابة بشكل مدهش .
ونوه طاهر إلى أن اضطرار الكاتب للعمل في بعض الأحيان قد يكون ملعباً جديداً للكتابة واكتشاف العالم فيُسخر العمل من أجل الكتابة وامتصاص الخبرات المختلفة فى تجارب كتابية جديدة.
وأكد طاهر على أن هناك مشكلة في الكتابة فى مصر فى الفترة الأخيرة وهى تقع على أكتاف المسؤولين عن دور النشر لأنها قد تتبنى كتابات لا تتناسب مع الذوق العام لمجرد تحقيقها لمبيعات مرتفعة دون النظر للقيمة الإبداعية الأدبية المحققة.
وأشار إلى أن مركزية النشر تقلصت كثيرا في الفترة الأخيرة نظرا لسهولة الوصول لدور النشر المختلفة فأصبح وصول الكاتب لدار النشر أكثر يسرا بسبب توفر الوسائل التكنولوجية المختلفة دون الاعتماد التام على العاصمة والذهاب للقاهرة.
وقال طاهر أننا في بعض الأحيان قد نرى مجاملة المرأة من أجل جمالها وهو الموجود بجميع المجالات وليس الكتابة الإبداعية فقط ، فهي ثقافة مجتمع شرقي تحتاج إلى تعديل ، مضيفاً علي سبيل الدعابه أننا الآن نحلم بتمكين الرجل وليس المرأة
وأشار عمر طاهر إلى أنه يكره كلمة نوستالجيا لأن فهم المصطلح والتعامل معه أصبح سطحيا وفقد بريقه ، وأنه يرى أن جيل الثمانينيات والتسعينيات مشروع جيد وغني للكتابة عنه لأن هذا الجيل عاصر مراحل ونقلات وثورات مختلفة بالإضافة إلى أنه حلقة الوصل بين الجيل الحالى والخمسينيات وهذا أدى إلى أن الكتابة فى هذه المنطقة أصبحت ثرية ولا تنتهي.
وقال طاهر ردا على سؤال حول التعصب الذي يلقاه الكاتب ومحاولات التخوين والتكفير والتهديدات المستمرة وهل تعرض لمثل هذه التهديدات أم أنه ماشي جنب الحيط “بعد ثورة ٢٥ يناير محدش بقى يعرف يمشي جنب الحيط”، لأن قدرة الناس على النقد والمزايدة والتخوين أصبحت تجري في الدم وسهل جدا توظيفها تجاه أي كاتب وأصبح ذلك جزءا من طريقة التعامل تجاه أي حدث .. والتعصب من أكبر مآسي الكاتب في العالم الثالث.
وأشار طاهر إلى أن مشروع القراءة للجميع كان نموذجا رائعا حيث قام بإعادة طبع كتب الكبار أمثال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس والموسوعات المختلفة بسعر رخيص جدا حيث كان سعر الكتاب لا يتعدى الجنيهات القليلة وكان الكتاب والناشرون يحصلون على مكسب مرضٍ ، وهذا المشروع بإمكانه غلق الباب أمام التزوير، ولكن تم هدم الملمح الوحيد المهم في حياة سوزان مبارك، بالرغم من أنه قد أفاد المجتمع كله بكل فئاته، وكانت مناشدته الثانيه باستعادة تلك الفكرة لأهميتها البالغة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا الشأن.
واختتم طاهر حديثه بأنه لا يوجد فرق بين الكاتب في العالم الثالث والعالم الأول، ولكن توجد فروق حياتية ..
فالكاتب في العالم الثالث لديه فرص فنية أكثر ثراء من العالم الأول، أما الكتابة في العالم الأول كفيلة بأن تضمن للكاتب حياة كريمة وواضحة ومستقرة على عكس العالم الثالث، وكل كاتب يعمل بلغة جيله وكل وقت له مفرداته وطريقته وأسلوبه ومشكلاته.
التعليقات مغلقة الان