عندما تُبلى الموازنة العامة للدولة بعجزاً كبيراً , فليس من العدل أن يتحمل فقرائنا وحدهم مسؤلية تدبير الموارد اللازمة لسد هذا العجز , ولاأن يكون الضغط عليهم بإعتبارهم الحيطة المايلة هو أسهل طرق لمعالجته , بل هناك أساليب اخرى لحل تلك المشكلة يجب على حكومة محلب إتباعها بدلاً من اللجؤ الى الغلابة لإمتصاص دمائهم ….. فلماذا لم تتجه الحكومة الى البحث عما تخفيه الصناديق الخاصة من أسرار ؟؟؟ ولماذا لم تبدأ فى محاربة الفساد الذى إستشرى وعشش فى كل مؤسسات الدولة على مدار ثلاثون عاماً ؟؟؟ ولماذا لم تفكر فى وسيلة تمكنها من إسترجاع الأموال المهربة الى خارج البلاد ؟؟؟ ولماذا لم تلجأ الى الضغط على رجال الأعمال الكبار لإعادة تشغيل المصانع التى توقفت منذ قيام ثورة يناير الى الان وإعادة العمال الذين تم الإستغناء عنهم لإمتصاص أفة البطالة ؟؟؟ ولماذا لايتم البحث عن رجال الأعمال المتهربين من الضرائب وتحصيلها منهم ؟؟؟ وأصحاب المهن الحرة أين هم من الضرائب ؟؟؟ ولماذا أيضاً لم تلجأ الحكومة الى التحاور مع رجال الأعمال لعمل مشاريع إستثمارية تدر ربحاً عالياً مناصفة مع الحكومة ؟؟؟ أسئلة كثيرة يجب على الحكومة الحالية الإجابة عليها , وطرق أكثر يمكن من خلالها حل مشاكلنا اذا نظرنا الى أغنياء مجتمعنا مثلما ننظر الى فقرائنا حتى تتحقق العدالة الإجتماعية التى ننشدها وطالبت بها ثورتنا المجيدة . إننى لأتعجب من طريقة تعامل الحكام فى مصر مع الفقراء على مر التاريخ , فجميعهم يتشدقون بالعدل والمساواه ومراعاة محدودى الدخل وعدم المساس برزقه ولكن دائما نتائج قراراتهم تشير الى عكس ذلك … … وأبسط مثال على ذلك ماتم إقراره من قبل حكومة محلب مؤخراً برفع أسعار الوقود , فإذا قمنا بمقارنة بسيطة لنسب إرتفاع تلك الاسعار سنجد الاتى : أن الوقود الذى يستخدمه الفقراء هوالذى إستحوذ على النسبة الأكبر فى الارتفاع حيث أن البنزين الرخيص (أوكتين 80) الذي كان يباع بسعر 90 قرش ارتفع بنسبة 78% ليصبح 160 قرش وارتفع السولار الذي يستخدمه أصحاب الشاحنات وسيارات النقل بنسبة 63%. أما البنزين الذي يستخدمه الاغنياء واصحاب السيارات الفارهمة (أوكتين 92) فقد ارتفع بنسبة 40% فقط. نفس الأمر بالنسبة لارتفاع أسعار الكهرباء حيث ارتفعت الشريحتين الأولى والثانية بنسبة 66%، وهي شريحة عامة الشعب وفقرائه، أما الأغنياء الذي يشغلون المكيفات لتبريد منازلهم يومياً فترتفع فواتيرهم بنسبة 17% فقط!! ياسيادة الرئيس … الشعب المصرى فى حالة صدمة من غلاء المعيشة , شعبك الذى إختارك وساندك ووقف الى جوارك يتألم , فهل تشعر بألمه ؟؟ شعبك يصرخ يستنجد بك , فهل تسمع صرخاته ؟؟ نحتاج منك قراراً سياسياً شجاعاً ينصف الغلابة المطحونين , وإعلم يارئيسنا أن الشعب عندما وافق على الوقوف بجانبك وصدق أن مصر تمر بمرحلة حرجة وإستعد لتحمل الصعاب من أجلها فذلك إيمانا منه باننا كلنا على أرض هذا الوطن سواء , الغنى مثل الفقير , الصغير مثل الكبير , من أعلى الى أدنى منصب فيها , كلنا أبناء وطن واحد , احراراً ولسنا عبيد …. تذكر جيدًا أن الشعب عرف طريقه، وأنه لن يقبل بالسطو على خيراته مرة أخرى، لأن العذاب استفحل والكيل فاض!
التعليقات مغلقة الان