كلمات أخطر من القنابل والمقذوفات وتحمل السم فى العسل !!

بقلم-خالد الريدي

أيها المصريون انتبهوا جيدا لما ترددونه من مصطلحات وكلمات وتسميات ومعان ، فنحن قد اعتدنا على ترديدها دون أدنى تفكير مطلقا ، بشكل نمطى بعيد عن إعمال العقل أو تدبر المعانى ، أو النظر إلى خطورة المحتوى وفساد المضمون ، الذى يدل عليه الاسم غير الصحيح أو الكلمات الشاذة والفردات الغريبة ، التى تكمن خلف ثناياها أو بين طياتها أخطر السموم ، التى يمكن رويدا رويدا أن تعصف بكيان هذه الأمة ، وانتبهوا أن معظم النار من مستصغر الشرر ، وأنه كما يقول الله عز وجل ” مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد” صدق الله العظيم ، فلا تجعلوا الكلام يجرى على ألسنتكم بلافترة أى تنقية ، بلا فهم لما يدل عليه ، ويؤدى إليه من نتائج أو آثار ، أو أن تنطبق علينا الآية القرآنية وأن نصبح ” كمثل الحمار يحمل أسفارا” ، فنكون كمن لايقرأ رغم أنه من المفترض أنه ممن أتيح لهم العلم ، أو نقرأ ولا نعى ما نطلع عليه ، والعياذ بالله ، فهنا تكون على القلوب أقفالها ، عافانا الله ووقانا ، وللتوضيح أقول : إننا نقول إن الرسول غزا فى بدر وأحد والأحزاب أو الخندق إلخ ، ونرددها كما رددها سابقون بلا وعى مطلقا ،

فهل كان نبى الرحمة البشير الهادى غازيا ؟؟
أى غزوات تلك وهى من الغزو ، وهو الذى نشر الإسلام بالدعاة إلى الله من رسل رسول الله ، الذين أرسلهم هنا وهناك لملوك وأباطرة الدنيا ، ثم بالتجار المسلمين فى آسيا وأفريقيا ، بل وجنوب أوروبا ، وهل نسيتم أن موزمبيق تلك الدولة الأفريقية تم تحريف اسمها بعد أن كانت موسى البيك ، على اسم أول تاجر مسلم دخلها ونشر بها دين الحق والعدل والخير والسلام
وهل تعرفون أن مانيلا عاصمة الفلبين كان اسمها ” فى أمان الله” ثم حرفت من اعداء الإسلام إلى ” مانيلا” ، وكانت واحة للأمن والأمان والسلام بعد انتشار الإسلام بها ؟؟!!
ـ إرجعوا إلىمعجم المعانى الجامع وإلى مختار الصحاح بل وإلى غيرهم من المعاجم اللغوية ستجدون إجماعا على أن غزوة مفرد جمعها غزوات بفتح الغين والزاى والواو أو بتسكين الواو ، ومعنى غزوة : أى ما يطلب ويقصد ، والمصدر غزا : أى أغار على العدو ـ أو سار إلى محاربته وقتاله فى عقر داره ، وهى السيطرة على منطقة ما بواسطة قوات أجنبية !!
ـ فمتى هجم الرسول صلى الله عليه وسلم أو أغار على أحد وأين وكيف ولم ؟؟
ـ ومتى احتل أرضا للغير أو سيطر عليها ؟؟
ـ وأين ومتى دخل عقر دار أحد أيا كان وهو الذى فتح مكة المكرمة مسالما وقال إن من دخل البيت الحرام فهو آمن ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن ومن دخل داره فهو آمن ، وهى المرة الوحيدة التى تحرك فيها إلى مكان أخر غير المدينة المنورة ليدخله على أهله ؟؟
ـ إن كلمة غزوة من الغزو والهجوم والتهجم والإغارة والاحتلال لا تليق مطلقا بأعظم خلق الله وخير خلقه والرسول الخاتم والنبى الأعظم والذى بعث ليتمم مكارم الأخلاق ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا !!
وتعالى إلى معان أخرى مثل قولنا مكة بغير أن نقول المكرمة أو المدينة بغير أن نقول المنورة ، أو الأزهر دون أن نقول الشريف أو المسجد الأقصى دون قول الشريف إلخ ، قد يبدو الأمر بسيطا لا البعض بل تافها لدى أخرين ممن سفّهوا وتفّهوا كل شئ حتى أضاعوا وضيّعوا كل شئ !!
ـ لكنى أتحدث إلى العقلاء من أولى النهى وومن أفاء الله عليهم بنعمة الفهم ، ومنة إعمال العقل ، وحسن التدبر والنظر ، ممن يحافظون على تراثنا العظيم النادر ، ويطورون ويجددون فى الفكر الدينى والفقه الإسلامى ، والوعى العام فنطقنا السليم يجب أن يكون ” مكة المكرمة ـ المدينة المنورة ـ المسجد الأقصى المبارك ـ الجامع الأزهر الشريف ” ، فمكة كرمها الله فى كتابه الأعظم ، وعلى لسان نبيه الأكرم ، وبنى بيتها الحرام أبو الأنبياء وابنه النبى أبو العرب وأل عدنان اسماعيل عليهما السلام ، وقد كرمها رب العزة بالحجر الأسود والأسعد !!
والمدينة المنورة ، التى شرفها الله برسوله الخاتم والرسالة الأعظم والدين الذى قال عنه تعالى ” إن الدين عند الله الإسلام ، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ، وهو فى الآخرة من الخاسرين ” صدق الله العظيم
ـ والمسجد الأقصى المبارك لأنه شرف وتبارك ببدء الرحلة المباركة التى أسرى فيها ربنا تبارك وتعالى بنبينا الهادى محمد من مكة إلى أن بلغ على مقربة من سدرة المنتهى ، فى رحلة الإسراء والمعراج المباركة والمعجزة ” سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، الذى باركنا حوله ، لنريه من آياتنا ……” إلى أخر الآية الكريمة
والجامع الأزهر الشريف لأنه منسوب إلى فاطمة الزهراء ابنة رسول الله وسيدة نساء أهل الجنة ، وأم سيدّى شباب أهل الجنة ، وزوجة أول فدائى فى الإسلام الإمام الفقيه على بن أبى طالب ، ابن عم رسول الله
ـ نقول انتبهوا لأن الغرب يريد أن ننزع الأسماء من مسمياتها فتفقد كل معنى وقيمة لها ، أن ننسى أسباب التسمية ودلالاتها ، أن نفرغ الأشياء المهمة من جمال محتواها ، أن نخلع عنها قداستها حتى تصبح مع الوقت أمورا غير ذات قيمة ، ليس فقط فى اسمها بل قيمتها ومحتواها ومدلولها وكل ما يتعلق بها !!
ـ مثلما نقول المستوطنات الإسرائيلية وهو ما تقوله إسرائيل العنصرية أو الكيان الصهيونى ،

فأين عقلنا ، وهل كانت الأرض ملكا لها لتستوطن فيها ،أم أنها مستعمرات لأنها ترزح تحت حكم المستعمر الغاصب ؟؟
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد !!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان