قطر وبقية الخليج

1798519_450282525072023_776642201_n
بقلم- هانى مدحت 

لو صح أن الموقف القطرى من الثورة المصرية فى 30 يونيو هو السبب الرئيسى فىسحب السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة فالمؤكد أننا بصددتحول كبير فى السياسة الخليجية.

المتابع لهذه السياسة يعرف أنه يصعب قيام دولة خليجية باتخاذ خطواتدراماتيكية تجاه دولة خليجية أخرى، وبالتالى فإن الموقف الأخير غير مسبوقبالمرة منذ نشأة هذه البلدان.  دبلوماسى مصرى لم يتوقع أن يصل رد الفعل الخليجى ضد قطر إلى هذه الدرجة هذاالدبلوماسى كان يرى أن العلاقات البينية الخليجية أقوى من أن تهتز لأى سببأو عامل غير خليجى

ا ذا فالسؤال

: ما الذى دفع البلدان الثلاثة إلى اتخاذ هذه الخطوة الخطيرة؟!.

أغلب الظن أن القرار لم يكن حبا فقط فى مصر والحفاظ على استقرارها بل كانفى الأساس بسبب وجود قناعة خليجية تبلورت فى الشهور الأخيرة خلاصتها أنالسياسة القطرية صارت خطرا على الأمن القومى الخليجى والتركيبة السياسيةوالقبلية والدينية للمنطقة.

موقف الدول الخليجية من قطر ليس كرها فى الإخوان بل لأنهم صاروا يخشون أنالدوحة لم تعد تكتفى فقط بمحاولة إعادة الإخوان لحكم مصر أو تهديدها عبرليبيا بل تجاهد فى أن تأتى بالجماعة إلى داخل الخليج نفسه.

هذا التخوف لم يعد هاجسا، بل صار واقعا طبقا لدبلوماسيين عديدين فىالسعودية والإمارات خصوصا أن الأخيرة حاكمت وتحاكم خلايا تقول إنها تنتمىإلى الجماعة.

طبقا لدبلوماسى عربى فى عاصمة أوروبية تحدثت إليه قبل حوالى شهروكان ضيفى فى برنامجى المصير المصرى قد صرح بإن العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز وخلال لقاء للقادةالخليجيين فى الرياض فى نوفمبر الماضى جعل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد يوقععلى ورقة يتعهد فيها بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للخليج ولمصر وتمإمهال قطر ثلاثة شهور لكن الأخيرة تملصت من هذا التعهد مستغلة الحالةالصحية لبعض قادة الخليج.

ودبلوماسى آخر تحدثت إليه بعد قرار سحب السفراء يرى أن بلدان الخليج اقتنعتتماما أنه لم يعد هناك أمل فى إصلاح السياسة القطرية الراهنة وإنها بذلتجهودا جبارة منذ شهر يوليو الماضى لإقناع الدوحة بالتفريق بين المسائلالفرعية التكتيكية وبين القضايا الجوهرية الاستراتيجية.

وفى تقدير هذا الدبلوماسى فإنه كان ضروريا بعث هذه الرسالة حتى تقتنع الدوحة بأن الأمر لم يعد محتملا وأن هناك ثمنا لابد أن يدفع. 

السؤال الآن هو: هل ستتأثر قطر بهذه الخطوة وكيف ستتعامل معها؟!

البعض يستدعى التاريخ ويقول إن علاقات الدوحة والرياض تدهورت بشكل خطير فىأعقاب أزمة 1996 الشهيرة وكانت مصر مبارك طرفا فيه أيضا بعد انقلاب الأميرحمد على والده الشيخ خليفة آل ثان ورغم ذلك فإن هذا الخلاف استمر لسنواتطويلة قبل أن يهدأ قليلا قبل ثورات الربيع العربى بقليل.

إذا تكرر هذا السيناريو فالأزمة مرشحة للتمدد والتدهور 

العامل الثانى هو الموقف الأمريكى وهناك اعتقاد بأن علاقة واشنطن بكل بلدانالخليج جيدة جدا رغم وجود خلافات بشأن بعض الملفات مثل إيران وسوريا ومصرلكن ربما يكون الموقف القطرى ورقة مهمة فى يد واشنطن للضغط بها على القاهرةللحصول على تنازلات.

فى كل الأحوال فإن الموقف الخليجى الأخير ليس نهاية المطاف بل هو ربما بدايته

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان