أيها السيد مطر .. هل لك أن تنزل إلى رئتى أن تتعقب أثر وجعى أن تَجتَث أثر الحريق أن تطفئ النار أن تجعل البحار المُتصارعات أنهارا أن تُذهب الرماد وما كان من أثر البركان وما تبقا من حطام المعركة وما تلف يوما وكان موضعه هنا وما نبت فاسد وما قتلت الأرض من روحها وما تراءى من بعيد فى الخيال فلم يأتى..ولم يحتضر أيها السيد مطر.. أنزل بركابِك وبكل سلطانك ورائحتك الرحيمة التى تملأ الطرق و بهوائك البارد الذى يرتجف له لُحاء الشجر وأنقذنى من لعنة مستوطنة قذفتنى بها ساحرة حين بكيت لأول مرة وحين حرقت الدموع أجزاءى الغضة لأول مرة وحين كانت الوحدة قضبان الطفولة وذكريات الطفولة ولون الطفولة و قذفتنى مرة آخرى فكان الشبابُ مَشيبْ أيها السيد مطر.. بكل السلام الذى أتيت به لأرض الضجر حررنى من قضبانِ القسوة والمَلل من الغبار و الاختناق وهَدهِدنى كطفلٍ رضيع ضاع من أمه فى ليلة مَغيب وأعده إلى أهلٍ لم يكونوا بالغِيه و قُل لهم أن يستوصوا بيه خيرا على أن تستعده يوماً ذات مَطر..
التعليقات مغلقة الان