قصة قصيرة ” السعادة الحقيقية ” للكاتبة ” نهال عبد الواحد “

إن السعادة هي لحظة في القلب عندما يلتقي الرضا مع النشوة، ونجدها خاصةً مع النجاح في تحقيق الأهداف.

أصوات ركضٍ وضحكات تتآتى من إحدى حجرات المنزل، مع كلماتٍ غير واضحة إلا بالولوج بداخل هذه الحجرة.

– هيا هيا فلنهرب قبل أن يلحقوا بنا!

همست بها طفلة في الثامنة من عمرها وهي تختبيء بداخل الخزانة القديمة الموجودة بشرفة حجرتها، معها دبها الصغير ذا الفراء الوردي والمبطن بالإسفنج، لعبتها المفضلة.

فتحت باب الخزانة قليلًا وتحدق بزرقاويتيها هامسة إلى الدب مع تنهيدة: وأخيرًا قد إنتهينا منهم، لم يرونا…

ثم تضحك بخفوت…

وتتابع: هيا يا تيدي لنتسلل إلى الداخل قبل أن…

قاطعها صوت أمها تناديها من الداخل: بوسي! أين أنتِ؟

فتأففت الطفلة من مقاطعة لعبها، اضطرت للخروج من هذه الخزانة ثم الدلوف إلى حجرتها على مضد محتضنة دبها، أجابت: نحن هنا يا أمي!

ضيقت الأم عينيها ثم صاحت: أنتِ تصرين دائمًا أن تثيري غضبي! ألازلتي تلعبين حتى الآن وهي تقارب العاشرة؟! بل وتخرجين إلى الشرفة والطقس مائل للبرودة هكذا؟!

– معذرةً أمي! لكني لم أنتبه بحق؛ كنت مندمجة في اللعب مع تيدي.

– يا إلهي! غدًا ستعاودين دوامك إلى المدرسة، أي من المفترض أن تكوني في فراشك منذ أكثر من ساعة!

هكذا صاحت أمها، فتذمرت الطفلة بوسي وقالت بغضب: المدرسة مجددًا! لكني لم أكتفي من العطلة بعد.

– كفي عن صياحك وكلماتك اليومية! لقد سأمت!

– ليت الدراسة تموت، ليته لم يكن هناك مدارس، ماذا فيها لو ظللنا طول حياتنا نلعب ونمرح فقط؟! لماذا عليّ أن أستيقظ كل يوم مبكرًا وأذهب إلى المدرسة ثم أكتب أشياء كثيرة وأدرس أشياء أكثر، ثم تصيح المعلمة وأنتِ أيضًا تصيحين كثيرًا يا أمي! افعلي هذا، أعيدي ذاك، قومي بحل كل التمارين، فما فائدة كل هذا؟!

اقتربت منها أمها، مسّدت على شعرها الأشقر بحنان ثم تسآلت بلطف: ماذا تريدي أن تكوني عندما تكبرين؟!

سكتت بوسي قليلًا وحرّكت بؤبؤتيها بتفكير زامّة شفتيها بشرود ثم أجابت: أريد أن أكون طبيبة.

فابتسمت الأم وتابعت: جميل! أخبريني إذن، كيف ستصيري طبيبة دون دراسة ولا مذاكرة؟!

نظرت إليها الطفلة ولم تعقب، فأكملت الأم: إبنتي الجميلة! خلق الله الإنسان وميزه عن باقي المخلوقات بالعقل، فإن كان جسدنا هذا ينمو ويكبر بالطعام والشراب فعقلنا ينمو بالدراسة والتعلم والمطالعة، وإلا سنصبح مثل أي كائن آخر بلا قيمة.

– لكني أتعب وأسأم من كثرة المذاكرة والواجبات!

– التعب أساس النجاح، كي تنجحي يجب أن تتعبي وتجتهدي كثيرًا، كلما سأمتي ذكّري نفسك أنك عندما تنجحين وتحققي ما تريديه ستفرحي كثيرًا؛ دائمًا الإنسان يفرح بنجاحه، كما أنكِ عندما تنجحين سنحضر لكِ هدايا جميلة.

فأومأت بوسي برأسها وقالت دون اقتناع: حسنًا حسنًا!

– إذن فلتذهبي إلى فراشك لتنامي فقد تأخر الوقت، تصبحين على خير عزيزتي!

قالتها وهي تجذبها نحو فراشها وتدثّرها بالغطاء، فأجابت بوسي: تصبحين على خير يا أمي!

قبّلتها أمها ثم إتجهت نحو الشرفة وأحكمت غلقها ثم أطفأت نور الحجرة، خرجت وأغلقت الباب خلفها.

احتضنت الطفلة لعبتها المفضلة (تيدي)، أغمضت عينيها، بدأت تستمع لطرقات قطرات المطر على سور الشرفة وزجاج النافذة بالخارج، كانت متباطئة في البداية وعلى وتيرة واحدة فما كانت إلا لحظات و سقطت في سباتٍ عميق.

بدأت قطرات المطر في تزايد تدريجي كما هو المعتاد، بدأ يتعالى صوت الرعد على فترات، لكن قوة الصوت هذه المرة أعلى ما يكون لدرجة مفزعة!

أيقظ صوت الرعد الطفلة من نومها بفزع، فانزلقت من فوق تختها أرضًا من فزعتها، اصطدمت رأسها بأحد أرجل الكوميدون المجاور.

نهضت واقفة وهي تضع يدها على موضع إصطدامها تدلكها بتأوه، تتلفت حولها تبحث عن لعبتها ( تيدي)  فلم تجدها، فاقتربت من المرآة لتتفقد مكان اصطدامها برأسها ربما قد تأذّي.

لكن!

شعرت فجأة أنها تنجذب إلى داخل المرآة، فتحت وأغمضت عينيها ثم قرصت نفسها لتتأكد أنه مجرد كابوس مفزع وستستيقظ منه حالًا!

لكنه لم يكن كابوسًا، وفجأة صوت الرعد المفزع مجددًا، غمرها خوفٌ شديد، فأغمضت عينيها فشعرت بشيئًا مريبًا، شعرت كأن جسدها قد عبر خلال المرآة!

ظلت مغمضة عينيها بشدة و واضعة يديها على وجهها من شدة الرعب، جسدها يرتعد بشدة، تتمنى أن يكون مجرد كابوس، أو ياليتها ما نهضت وتركت نفسها تكمل نومها على الأرض.

كانت خائفة بشدة، لا تعرف ماذا حدث ولا ماذا يجري حولها؟! أو ماهية ذلك المكان عقب عبور المرآة؟! فخشيت أن تنزع يديها من على وجهها، ظلت هكذا على نفس الوضع، فقط ترتعد رعبًا وتنهمر دموعها بصمت.

لكن فجأة!

سمعت صوتًا هادئًا وعميقًا ينادي عليها بإسمها: بوسي!

ظلت تقاوم نفسها تحاول أن تفكر في مخرج تجد حلًا، أو حتى تفكر في أي شئ تشرد فيه بعيدًا عن خوفها الشديد، فكرت أن تتصنع النوم أو الموت مثلما تفعل في أثناء لعبها، لكن كان جسدها متيبسًا بشدة من الرعب فلم يطاوعها.

لكن بدأت تشعر بيد تربت عليها فازدادت رجفتها حاولت أن تستغيث، تصرخ أو حتى تجهش بالبكاء، لكن أقسم حلقها ألا يخرج أي صوت وتجمّدت عيناها فلم تزرف أي دمعة!

شعرت بشيئين ناعمين لهما ملمس الفراء يمسكان بكفيها ليزيحاه من على وجهها، حاولت أن تتشبث أكثر ولا تحركهما؛ تخشى ولا تتوقع ما ستراه أمامها.

ليجيئها نفس الصوت العميق قائلًا: افتحي عينيكِ ولا تخافي عزيزتي، لا تضيعي الوقت؛ فلدينا الكثير من المفاجآت!

ثبتت قليلًا واستكانت رجفتها وكأنها لم تعد تملك حلًا آخر غير أن تتبعه، نزعت يديها بتباطؤ من على وجهها ولازالت مغمضة عينيها بشدة، وبعد قليل أخذت تخفف غلقة عينيها وفتحتهما بالتدريج حتى أكملت فتحهما واتسعت مقلتيها مما رأته!

فصاحت ببعض التوجس: كأنك تيدي!

فأومأ برأسه أن نعم واتسعت ابتسامته، كان بنفس فرائه الوردي لكن قد تضاعف حجمه حتى إنه قد زادها حجمًا، ظلت تحدق إليه بتعجب وتسآلت: كيف كبرت وازداد حجمك هكذا؟!

– لا تشغلي بالك بتساؤلات لا فائدة لها، لكن الأفضل أن نذهب ولا نضيع وقتًا أكثر من ذلك.

– إلى أين يا ترى؟!

– إلى الراحة والسعادة الحقيقية.

تحركت بؤبؤتا الطفلة تحاول تخمين مقصده، لكنها في الأخير لم تجد إلا أن تتبعه بثقة، فأمسك بيدها وسارا معًا، كانا يسيران في ممر ضيق لا ملامح له.

حتى وصلا إلى باب كبير فأدار ( تيدي)  مقبض الباب وهو يهدر بسعادة: هيا استعدي!

وفجأة فتح الباب فأشعّ ضوء عظيم للحظات لدرجة أنها أغمضت عينيها من شدته ثم هدأ، كان هناك بضع درجات، مرَّ (تيدي)  عبر البوابة، هبط هذه الدرجات وتبعته بوسي، ما أن هبطا الدرجات حتى التفتت حولها تستكشف المكان، كأنه عبارة عن حديقة كبيرة، لكنها تبدو غريبة!

سارا معًا في ممر على الجانبين زهورًا رائعة المنظر والرائحة، لكنها تبدو مختلفة عن الزهور المعتادة كان منها من يتراقص قليلًا، منها من يبتسم، غير الألوان الزاهية واللامعة.

كانت تشعر بنفسها كأنها بداخل فيلمًا كارتونيًا، أو ربما هو مجرد حلم، فأخذت تركض وتقفز تحاول لمس بعض الزهور بأطراف أصابعها وبدأ صوت ضحكاتها يتعالى ويملأ المكان.

فقال ( تيدي): يمكنك قطف الزهور والعبث بها كما تشائين؛ فلا رقيب هنا ولا عقاب ولا أوامر ولا نواهي، فقط حرية ولعب، ألم أقل لكِ إلى السعادة الحقيقية!

وبالفعل أكملت بوسي الركض والعبث بالزهور، مدت يدها قاطفة أول زهرة، مزقتها وألقت بها في الهواء فتقاذفها وألقاها على وجهها وفستانها، فضحكت بشدة من ذلك المشهد وتلك الرائحة الندية التي إمتلأتها.

لكنها بعد أن تركت ذلك المكان ببضع خطوات التفتت للخلف حيث هناك آثار الزهرة الممزقة، عادت بنظرها إلى مكانها في الغصن، شعرت ببعض الضيق فقالت بتأنيب ضمير: لا لا، لن أقطف أي زهرة بعد الآن، لا أريد هذه اللعبة.

سارا الإثنان يلعبان ويركضان كلًا منهما خلف الآخر، خرجا من هذه الحديقة إلى مكان آخر يبدو ساحرًا وحلوًا، بل حلوًا بحق؛ فهو عبارة عن حديقة للحلوى!

حديقة زهورها عبارة عن حلوى من غزل البنات، قفزت نحوها، جذبت منها وتأكل بسعادة، ثم إلتفتت إلى الجانب الآخر لتجد نوع آخر من الزهور، تيجانها عبارة عن كرات من الآيس كريم فأسرعت نحوها تأخذ وتلتهم بكميات كبيرة وصوت ضحكها يصدع بالمكان.

– ما أروع هذا! كميات من غزل البنات و الآيس كريم البارد، بلا تحذيرات ولا تعليمات ولا قول أمي كفاكِ من أجل أسنانك! كفاكِ من أجل حلقك!

هكذا قالت وهي تحاول تقليد أمها، ثم انتبهت لوجود بحيرة من الشيكولاتة السائلة، وقد حان بالفعل وقت المتعة! فبدأت بغمس يدها في تلك البحيرة ثم لعقها باستمتاعٍ كبير، وبعد ذلك بدأت تملأ يدها وتقذفها على الدب بمزاح وهو أيضًا يقذفها.

ولكم أن تتخيلوا كم الفوضى سواء في هيئتهما أو في المكان من حولهما.

فصاحت: لقد إتسخت تمامًا ولم أحضر معي أي ملابس!

فأجاب بحماس: لا عليكِ صديقتي! يوجد هناك النهر السحري سنهبط فيه سويًا؛ يمكنك الإغتسال فيه فماءه سحرية، ماءٌ تنظّف وسريعة الجفاف فلن تبتلي، كما يمكنك تمنّي ثياب بعينها فتخرجي من النهر تجدي نفسك وقد ارتدتيه بدون أي تعب ولا مشقة، كما يمكنك السباحة بلا غرق، فلا حاجة لك لدروس السباحة ولا لأي دروس؛ فكل شيء مباح ومتاح، ألم أقل لكِ إلى السعادة الحقيقية!

فصاحت بحماس وهي تقفز بسعادة: هيااااا!

وبالفعل اتجها إلى النهر السحري ذا الماء السحري ينظّف دون أن يبلل، ويمكنك أن تسبح دون أن تغرق هكذا بمنتهى السهولة!

وبعد فترة من اللعب والتقاذف بالماء خرجت بوسي و( تيدي)  من النهر السحري وقد تبدل فستانها بآخر من اللون البنفسجي كما تمنته بالضبط.

فتسآل (تيدي): ألا تشعرين بالجوع؟!

– بلى أشعر، لكن ما أصناف الطعام هنا يا ترى؟! لا تصدمني وتقول أن عليّ تناول كمية من الخضروات الطازجة مثلما تجبرني أمي دائمًا!

فصاح بحماس: لا لا، كوني مطمئنة! كل الأصناف المفضلة لك ستتناولين منها بأي كمية، ما رأيك في تناول قطع الناجتس ونغمسها في صلصة الكاتشاب؟!

فصاحت بسعادة وهي تصفق: رائع!

وانطلقا الإثنان إلى مكان آخر مليء بالصناديق المزينة ففتح أحدها وأخرج علبة كبيرة، ثم جلسا وفتحها ( تيدي)  فإذا بها مليئة بقطع ( الناجتس) وفي الوسط طبق عميق مليء بـ (الكاتشب)، فأخذا يغمسان ويأكلان بسعادة كبيرة.

فصاحت بسعادة وحماس: راااائع! والأجمل أن لا حاجة للمدرسة ولا المذاكرة.

– بل لا حاجة للعمل أو أي جهد، فقط نلعب، نلهو…

قالا الأخيرة في صوتٍ واحد بطريقة غنائية، ثم ضربا كفيهما ببعض في حماس.

ظلا يتنقلان من مكان لآخر بحرية تامة، ويلعبان كما يشاءان دون حساب للوقت، بل لم تدرك بوسي منذ متى وهي هنا؟

كان أكثر شيء يسيطر عليها أنها تلعب وتمرح بلا قيود ولا تعليمات تأكل كل ما تريد دون تحذيرات أمها، تخلصت أخيرًا من عبء الدراسة والمدرسة، فلا تعب ولا جهد بعد اليوم.

ظنت هي و ( تيدي)  أنهما في ذلك العالم السحري قد نالا السعادة الحقيقية بلا توقف، لكن الحقيقة أنها بدأت تمل ويضيق صدرها بشكل غير مبرر.

وجدها ( تيدي)  جالسة مكانها لا رغبة لها في شيء، لا لعب ولا لهو ولا حتى تناول الوجبات السريعة والحلوى المفرطة دون قيود، فقد بدت حزينة، فربت عليها بشفقة متسآلًا: ما الخطب يا صديقتي؟!

فرفعت كتفيها وقالت بأسى: اشتقت إلى أمي.

– غريب! لقد ظننتك لن تشتاقي إليها أبداً؛ كانت دائمة الصراخ والتحكّم فيكِ، كانت تلزمك بالدراسة والإستيقاظ باكرًا والذهاب إلى تلك المدرسة المملة.

فأسرعت قائلة: بل ما أنا فيه هو الممل.

– كيف؟! أنتِ تفعلين ما تريديه وقتما تريديه، لا مذاكرة ولا عمل ولا أي تعب مهما مر بكِ العمر.

– كنت أظن أن هذا هو السعادة الحقيقية، لكني كنت مخطئة.

– مخطئة!
قالها بصدمة ، ثم تابع : كيف؟! وهل هناك أجمل من الراحة التامة؟!

– لقد صدقت أمي، إن سعادة الفرد الحقيقية تكمن في نجاحه، والنجاح يعني تعب وجهد وصبر وتحمّل، فبدون نجاح لا تتحقق السعادة الحقيقية، لذلك أريد العودة لأمي لعالمي؛ أريد أن أتعب وأجتهد حتى أنجح وأصل.

– وأخيرًا قد استوعبتي الدرس!

– هل ستعيدني لأمي؟!

فأومأ برأسه موافقًا، فتسآلت: لكن ماذا سأخبر أمي بشأن غيابي؟!

فإبتسم قائلًا: هذا عالم سحري وغيابك غياب سحري، ستعودي لأمك وكأنه فقط كان سواد الليل.

فصاحت بسعادة: حقًا!

فأومأ برأسه مجددًا، ثم تابع: لكنك ستعانين من نتيجة خياراتك.

فعكرت حاجبيها بامتعاض وتسآلت: كيف؟!

– تناولتي كميات هائلة من الحلوى و دون تنظيف لأسنانك، فحتمًا سيظهر تأثير ذلك على أسنانك، وتناولتي كميات من الطعام الغير صحي وأيضًا سيظهر ذلك على معدتك، ربما تمرضين.

فضربت جبهتها بيدها الصغيرة، فتابع ( تيدي): كنتِ تعلمي  لكنك اخترتي، وعلى كل شخص تحمّل نتائج اختياراته.

فتنهدت بتثاقل وجذبته من يده لينهض وهي تهدر: هيا إذن إلى طريق العودة.

فنهض وسار بها عائدًا، بينما هي ظلت تتلفت حولها بعينيها؛ تودع ذلك المكان الرائع بكل ما فيه من ذكريات رائعة حتى وصلا إلى درجات الدرج فصعدا فيه وفتح ( تيدي)  الباب ومرا من الممر الضيق حتى عادت من المرآة مثلما دخلت، وبمجرد أن استلقت في فراشها سمعت صوت أمها ينادي: بوسي! هيا استيقظي عزيزتي؛ موعد المدرسة!

فضربت جبهتها بوسادتها وتمتمت بغيظ: تبًا! لم أنم بعد!

• تمت 🌷