قصة الديك الفصيح

  • 482400_333883856741372_92655583_n

    • بقلم الاديبه منى قاسم

    الديك الفصيح يخرج من البيضا وهو يصيح… تلك العبارة الشمطاء التى كانت تتشضق بها جدتى فوز ليل نهار بفمها المنكمش أشبه بالبالون الفارغ من الهواء وعيناها الغائرتين بداخل وجهها النحيل الذى إرتسم عليه بعض خطوط ريشة الزمن … برغم تقدم العمر بها الا انها لا تزال تحتفظ ببعض تقاليد عاداتها القديمة فقد لا تكل عن رسم بعض الشامات على جبينها وزقنها فما اجمل لون الحناء المائل للخضار الداكن بخطوطه المستقيمة وكأنها حدود لكل مخارج الفاظها وعباراتها تلك البواب المليئة بالامثال أشبه بالذخائر والمعدات التى تكنذها لكل من يستحق تلك الطعنات فانها ضريبة التأدب التى ندفها كل يوم كعابر مرور على كنبت الحاجة الكبيرة ام الكبار والصغار فقد كانت تخصنى انا كل يوم حينما افيق من نومى بتلك العبارة الصيحاء التى لم اعلم لماذا خاصتنى بها انا بخلاف غيرى من اخواتى ….فمع صياح الديك افق من نومى كل صباح افتح عيناى على شرفتى التى تتزين ببعض فروع الياسمين والريحان وزقزقة العصافير التى تنتشر فى كل أروقت المكان تجعل من روحى جناحين أحلق بهما لأهبط بها على المدينة الفاضلة ..فمع هطول الامانى وهبوب عواصف تنحينا عن كل السلبيات جانبا هذا الشتاء يبشرنا ان كل الاحلام ممكنه طالما ان الطبيعة دائما تفجعنا بكل ما هو غير متوقع كل ما هناك انه لابد ان تتحقق الاحلام يوما ما ….فقد كانت جدتى تترقب خطواتى نحو احلامى كلها فانا لم اكل او امل يوما من متابعت نشرات الاخبار والصحف وكاننى اقيس درجة حرارة تقدم بلادى نحو البلد الفاضلة التى انشدها فقد كنت دائما اراقب كل من بالبيت وخاصتا اختى الكبيرة التى تعددت زيجاتها من رجال على كتفيهم تحط النجوم وعلى رئوسهم قباعات النصور يرتدون لون خضار الارض الخصبة التى لم تكل يوما عن نبتها الطيب انها خير ما نبتت الارض من رجال تلك شهادة تفوهه بها خير الانام . لاثيما كانت تتعايش مع كل زيجة من أجل تربية ابنائها والوصول بهم الى عنان السماء برغم كل ما حف بها من قمع وقهر وكبت لكل الحريات الا انها تابى ان يوصمها العالم بلقب مطلقة تلك الكلمة التى تفتح بعدها كل دروب الخائنين ومطامع كل الطامعين فهى جميلة الشكل طبية الخلق كريمة محط انظار كل من حولها خصها الله بكل جميل مسكينة فأن طيبة قلبها وخنوعها كان سببا فى ان تكبل كل ارادتها نحو التمرد والتغيير هى لم تكن يوما ضعيفة فهناك شعره بين الضعف والصبر على رجلا احتماليت اصلحه توقعا ليس قابل للتحقيق ولكنها ام كبيرة يتعلم منها كل سيدات العالم معنى الصبر على الرجال ولكن ثبات الحال من المحال وكان التغيير محض صدفة من رب العباد عبرا كل الحدود على نسيم عبير الياسمين من الارض الخضراء بصوتا عاصفا عزيزا بلهيب حرارت الايام ليحرق كل ما فعله هؤلاء الرجال لياخد كل غبائاتهم الى حيث البعيد الذى يتجهمهم جميعا فالجذاء كان من جنس العمل وكلآ منهما اخذ ما يليق به تلك هى حقائق الاساطير …وحينما كانت هى صابرة مرابطة على ظلم الزوج وتكبره وتجبره وشح جيبه عليها وعلى اولادها لتظهر بين قرينتها بمظهر لا يليق بطبيعتها التى فطنت عليها … ولكنها كانت لا تعلم انه من المفجع ان ابنائها التى تربيا على يداها وشربوا من ثديها العزب على العزة والشموخ لا يرضخون لهذا القمع والجبروت فثار الابناء جميعهم ….فاذا بالفجيعه الكبرى..!!! تنظر الام لابنائها نظرت المندهش الحائر الخائف من غدر الاب العجوز الذى يتبعه اصدقائه من الماكرين الائام طلاطم الاولاد بين كل دروب الغدر وفخاخ الماكرين وخطط الائام انه قلب الام الذى لا يخطئ اى توقعات أصبحت أختى الكبرى مطمع لكل الرجال حينها كان واجب صياح الديك ليفصح بأن الاخت لابد ان يكون لها زوجا رجلا شيخا حافظا للقر أن متيقنا ان من يعرف كتاب الله يكون اخا مسلما ليس لاهله وعشيرته وانما لكل من حوله فكتاب الله به العدال لكل بنى الانسان والحق حق وكله بميزان فالكيل كيلا واحدا ورجل الدين لا يكيل بمكيالين ..صفق كل من بالبيت لصياحى هذا وشرعنا شرعية وجوده بيننا بعقد مكتوب موثق من رب السماء على سنة نبينا وجئنا لها بالطيب الذى اتثم بحلاوت اللسان مطعم حديثه بآيات من القرأن شهد الجميع بشرعيته بيننا وبعد مرور شهر ثم شهر الى ان اتم العام كاملا لا الشيخ كان بشيخ ولا كان لحكمه منصفا لها ولم يفطن ان اولادها قد خرجوا من عبائت الاب الكبير وانهم فكوا قيود الجبن وكسرو القهر فلم يتعلم الدرس جيدا …فخرج الاخ الكبير الذى يتثم بان النجوم تحط على كتفيه وعلى رئسه قباعة النسر الشامخ ليقف وقفت الديك الفصيح ينتزع من ظلمت الليل فجرا يليق بأمنا الحانية ………عاشت الام حرة مستقلة

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان