قائد لواء «بالوظة الإسرائيلى»: شارون استبعد نشوب الحرب لأن المصريين «غير مؤهلين» لها

متابعة : خالد متولــى

فى شهادته التى نشرها لأول مرة عن الحرب، اتهم الكولونيل المتقاعد بينحاس نوى قائد اللواء بالوظة 275 خلال حرب أكتوبر شعبة العمليات فى الجيش الإسرائيلى بارتكاب أخطاء وسلبيات تسببت فى تكبيد الجيش الإسرائيلى خسائر فادحة على القطاع الشمالى لقناة السويس خلال الأيام الاولى للحرب، الأمر الذى رسخ الشعور بالنصر لدى المصريين، والإحساس بالفشل لدى كثير من الإسرائيليين، على حد قوله.

وخلال ورشة عمل نظمها منتدى ألفريدو الذى يضم مجموعة من المؤرخين والخبراء العسكريين الإسرائيليين، تحدث نوى الذى كانت وحدته مسئولة عن حماية حصن ميلانو أحد حصون خط بارليف خلال الحرب، عن أوجه القصور فى الجبهة الشمالية للقناة التى لم يكشف عنها حتى الآن.

ووصف «نوى» فى شهادته شعور اللامبالاة والغرور اللذين سادا أوساط الجيش الإسرائيلى خلال الفترة التى سبقت الحرب. وقال إنه تولى قيادة اللواء قبل اندلاع الحرب بخمسة أسابيع فقط، وعندما وصل إلى مقر قيادة اللواء فى بالوظة وجده خاليا، ولم يكن القائد السابق موجودا ليسلمه القيادة.

وتابع القائد الإسرائيلى شهادته قائلا إن حالة حصون بارليف الست عشرة كانت مثل حكايات ألف ليلة وليلة، فبعضها هجر تماما بعد قبول عبدالناصر لمبادرة روجرز لوقف إطلاق النار فى عام 1970، وحتى الحصون التى لم تهمل تماما فلم يكن فيها أحد من الجنود، بل كان الجيش يرسل إليها جنديا يرفع العلم فى صبيحة كل يوم لكى يترك انطباعا لدى المصريين بأنها لا تزال تعمل.

ويتضح مما رواه نوى عن لقائه بأريئيل شارون قبل اندلاع الحرب بأسبوع واحد أثناء زيارة الأخير لجبهة قناة السويس للقيام بدعاية انتخابية لحزبه الجديد، أن القيادة السياسية والعسكرية فى إسرائيل كانت تستبعد قيام مصر بشن الحرب، وأن هذا كان سببا فى حالة التراخى داخل الجيش. يقول نوى «قبل اندلاع الحرب بفترة قصيرة طلب منى قائد الفرقة الجنرال ألبرت مندل استضافة الجنرال احتياط أريئيل شارون الذى كان يقود حزب «شالوم تسيون» لخوض الانتخابات. وجاء شارون مع حاشية كبيرة لتصوير فيلم دعائى لصالح حزبه، ولوح له جنود حصن ميلانو يسلمون عليه. وسألت شارون ما الذى سيحدث؟ فأجابنى لن تنشب الحرب لأن المصريين غير مؤهلين لها».

التقى نوى بشارون فى عام 2005 للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب فى مقر الرئيس الإسرائيلى، وعندما ذكره نوى بما قاله عن استبعاد نشوب الحرب قال شارون سامحنى على الخطأ. وتابع القائد الإسرائيلى شهادته فقال إن جنود الكتيبة 68 التى جاءت من القدس لتحل محل الجنود الموجودين فى حصون بارليف قبل الحرب بعشرة أيام لم تكن لديهم أى فكرة عن استخدام البنادق على الرغم من أنهم أرسلوا لتلقى دورة تدريبية، ولذلك طلب منه المسئول عن التدريب العسكرى ألا يرسلهم إلى الجبهة الأمامية للقناة.

لكن نوى رد عليه بأنه لا يملك خيارا إلا أن يرسلهم، مبررا ذلك بأن خطة برج الحمام التى وضعها الجيش الإسرائيلى فى حالة نشوب الحرب تقضى بإرسال كتيبة مشاة أو مظليين أو من لواء النخبة جولانى لتحل محلهم. ولكن عندما اندلعت الحرب رفضت القيادة إرسال أى من هذه الكتائب إلى الجبهة بحجة أنها مشغولة. واتضح فيما بعد أن كتيبتين مظليتين كانتا فى إجازة رغم إعلان حالة التأهب القصوى، وأن كتيبتى جولانى كانتا تجهزان للاحتفال بمرور 25 عاما على إنشاء اللواء.

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان