فى المسألة الاستثنائية للحضارة المصرية
جلال معوض
عندما تصف الحضارة المصرية بصفة الإستثنائية) وتجد من يسألك ( يعنى إيه إستثنائية) ؟؟؟ يصبح سؤالا مستفزا لواقع أقره العالم القديم والحديث والمعاصر ، يصبح بصفة شخصية مستفزا للعاطفة والوطنية والإحساس بالوطن العظيم وما قدمه للعالم أجمع من حضارة خارج المقارنة أثرت تأثيرا إستثنائيا فى البشر والبشرية من بدايات التاريخ الإنسانى وحتى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة ، إن نظرة الإنبهار لطفل أو أى زائر أجنبى أمام عظمة وإعجاز هرم خوفو وتمثال أبو الهول هى نفس نظرة طفل أسيوى أو بابلى أو آشورى أو ميتانى أو عبرانى أو هكسوسى أو كوشى أو ليبو أو حامى أو سامى أو إغريقى أو رومانى أو قوقازى أو أناضولى أو أورشليمى أو عربى على مدى آلاف السنين التى مرت من عمر البشرية ، الإستفسار عن صفة (الإستثنائية) للحضارة المصرية يصبح تساؤلا مستفزا ومعارضا لما يعترف به العالم أجمع ، سؤال تكون إجابته صعبة جدا لمن لا يعى ولا يفهم إستثنائية هذه الحضارة ماذا يكون معناها ، سؤال تبدو إجابته مستحيلة لأنها كل ما كتب عن عظمة هذه الحضارة وكل نظرة إنبهار وكل لحظة عجز عن إدراك ( كيف فعل المصريون هذا الإعجاز) ، لا يمكن أبدا أن أفسر كيف ركع الإسكندر الأكبر فى معبد أمون فى واحة سيوة وإدعى أنه أبوه الذى أنجبه من أمه الملكة أوليفيا ويفتخر ويسجل ذلك، ولا حرصه على تنصيبه إمبراطورا للعالم القديم كملك مصرى على الطريقة المصرية ويحمل ألقاب الملك على طريقة العرش المصرى ، وكذلك فعل من قبله حكام الهكسوس و حكام الغرب الليبى والجنوب الكوشى ومن بعده الملوك البطالمة والقياصرة الرومان ، ولا يمكن أن أفسر على تعدد آلاف العقائد والديانات القديمة أن يكون للنترة إيزيس معابد فى روما وأوربا القديمة ، أو أن إسكتلندا تفتخر بإدعاءها أن أصل إسمها ونشأتها ملكة مصرية آتونية ، أو أن أصل حضارات أمريكا الجنوبية وأهراماتها مصريون قدماء ، أو الإدعاء بأن المصريين هم من بنوا هرم المريخ ، أو الإدعاء بأن الحضارة المصرية توصلت للكهرباء أو علوم الطاقة وإخترعت الطائرات والغواصات وسفن الفضاء والأطباق الطائرة والسيارات فائقة السرعة ، إنه الجنون بالحضارة المصرية ، إنها صفة ( الإستثنائية لحضارة مصر العظيمة) ، إنها مقولة ( أبو التاريخ هيرودوت ” مصر هبة النيل” ) ، إنها مصر التى جاءت ثم جاء التاريخ ، وإن أردنا تفصيلا بسيطا لصفة ( الإستثنائية) للحضارة المصرية ، فيمكننا ببساطة شديدة نقول ماذا تعنى ( مصر العظيمة وحضارتها الإستثنائية) يعنى .. مصر العظيمة أول صفحات كتب التاريخ لكل مناهج الدراسة فى العالم كله ، يعنى عالم لغويات مصرى عالمى يجبر أوروبا وأمريكا على الإعتراف أكاديميا بأن اللغة المصرية القديمة هى أقدم أبجديات التاريخ البشرى كله ومنها أخذت لغات العالم القديم حروفها وبعض كلماتها وصوتياتها وهو العالم المصرى النمساوى الدكتور أحمد دياب ، يعنى حضارة للتراث الإنسانى كله مش بس مصر ، يعنى هندسة معمارية مذهلة فى بناء أضخم بناء حجرى هرمى فى تاريخ البشرية وإلى أن تقوم الساعة ، يعنى مهد كل العلوم هندسة طب فلك صناعة زراعة تحنيط عقيدة ديانة ، يعنى مهد الضمير الإنسانى كما قال العالم والمؤرخ هنرى بريستد ، يعنى أول دولة موحدة فى الدنيا ، أول عاصمة سياسية وإدارية فى التاريخ الإنسانى ، أول جيش وطنى منظم ومهد العلوم العسكرية فى العالم ، يعنى تحتمس الثالث أول أباطرة التاريخ وملهم الأسكندر الأكبر ونابليون ، يعنى رمسيس العظيم ومعركة قادش ، يعنى أول معاهدة سلام فى التاريخ وإقرار حق اللجوء السياسى وفق ما يتوافق المجتمع الدولى عليه حاليا ، يعنى أول ملكة حاكمة فى التاريخ البشرى ، أول قاضية فى محكمة ، أول طبيبة ، أول كوافيرة بالمعنى الحديث ، وأول طبيبة ولادة ، يعنى أول دار أزياء وأقدم فستان وملابس فى التاريخ البشرى ، يعنى أول دار أيتام ومدرسة وجامعة ملحقة بالمعابد ، يعنى أول طبيب أسنان ، أول طبيب نفسى ، يعنى أسس علوم الروحانيات والسحر ، يعنى مهد الموسيقى والسلم الموسيقى والدراما والمسرح والأدب والشعر والرواية وأدب الحكمة ، يعنى أول أولمبياد رياضية فى التاريخ مصارعة وعدو وقفز وحمل أثقال ، يعنى كرة القدم الجلدية فى مقبرة توت عنخ أمون ، يعنى أول من عرفوا أن الإله واحد وله إسما أعظم إحتفظ به لنفسه وله أسماء وصفات وتجليات حسنى وقدرات وقوى كونية أطلق عليها ( نترو) ، يعنى أول بلد يدشن لتاريخها علم يدرسه كل العالم ( علم المصريات) ، يعنى ( إيجيبتومنيا ، حالة مرضية الجنون بالحضارة المصرية) ، يعنى حلم كل أطفال العالم ( زيارة مصر وآثارها) ، يعنى الإنبهار الإنجليزى باللاعب المصرى محمد صلاح فيلقبه ( الفرعون المصرى Egyptian king ) ، يعنى .. ويعنى .. ويعنى حتى تبلغ الإستثنائية منتهاها ..
هذه هى ( مصر العظيمة وحضارتها الإستثنائية)
التعليقات مغلقة الان