عش الدبابير وقئ الزنابير

بقلم احمد صبرى الشافعى

إذا نظرنا إلى عش الدبابير لوجدناه خاويا من العسل والشهد وإذا نظرنا إلى خلية النحل لوجدنا بها عسلا وشهدا،فبالرغم أن كل من النحل والدبابير يؤلمنا بلسعاته إلا أننا نتحمل لسعات النحل ،لأننا نعلم انها تجلب لنا شفاءا وعسلا،على عكس لسعات تلك الدبابير التى لا يتحملها الكثير منا لأنها لا تجلب إلا مرضا وألما فهذا ألم مستفاد وذاك ألم ومرارة.

أما عن العسل فالكثير منا يراه شهدا،وبعضنا يراه قيئا للزنابير منزلين النحل منزلة الدبابير فهم لا ينظرون إلى الاشياء إلا بنظرة سلبية تشاؤمية لا تلفت أنظارهم إلا التفاهات والسلبيات غافلين الكثير من الايجابيات.

فكما يقول الشاعر:

هذا مجاج النحل تمدحه ………وإن تشأ قلت ذا قيء للزنابير .

ذما ومدحا وما جاوزت وصفهما…والحق قد يعتريه سوء تعبير.

فهذه النظرة السلبية لا تحمل إلا التشاؤم الذى هو شبح يطارد أصحابه، فهم لا يتوقفون عند تصوير الاشياء على غير صورها بل أيضا كثيرى الشكوى من كل شىء ولا يركزون إلا فى التجارب السوداوية الفاشلة على عكس النظرة الايجابية فهى لا تحمل إلا التفاؤل الذى هو وقود للروح وسكينة للنفس، فليس هناك اقوى من سلاح التفاؤل لمحاربة هذه الافكار السلبية مستعينين بالصبر الذى هو مر بطبيعته لكن عواقبه احلى من العسل الذى تراه النظرة السلبية قيئا للزنابير ناظرين للنحل كالدبابير، وعلى النقيض تراه النظرة الايجابية عسلا وشهدا فالدبابير دبابير والنحل نحل.

فيا أصحاب النظرة السلبية لابد أن تكون نظرتكم متفائلة لكل شيئا ايجابيا ولا تجعلو أنظاركم تنحصر على زاوية معينة بل أطلقوها فى جميع الزوايا حتى تكتمل الصورة فمع إطلالة العام الجديد أحببت أن ننسج معا من خيوط الشمس حروف الأمل والتفاؤل ونتأمل فى أعماقنا ونجعل من الأمس عبرة للغد ونبدأ من جديد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان