صلالة.. مدينة الضباب والذكريات التي «تحب مصر من بعيد»

متابعة : خالد متولــى

«لا تأخذ من المكان إلا الذكريات الجميلة، ولا تترك إلا آثار أقدامك». هذه العبارة التى لا تخطئها العين خطتها وزارة السياحة العمانية بالقرب من مواقع سياحية بمدينة صلالة أحد أشهر معالم السلطنة.

هنا صلالة حيث قضى مجموعة من الصحفيين المصريين والعرب مؤخرا نحو أسبوع ضمن فاعليات ملتقى المراسل الصحفى الثانى الذى أقامته جمعية الصحفيين العمانية.

صلالة لمن لا يعرفها تقع فى قلب محافظة ظفار (جنوب سلطنة عمان) اشتهرت فى التاريخ بتجارة اللبان والبخور، وتعرف اليوم بخريف النسيم العليل والغيوم المعبقة بالرذاذ، والضباب الذى يغطى الجبال والهضاب، والخضرة التى تكسو الأرض.

جمال الطبيعة وسحرها في صلالة انعكس بشكل واضح على نكهة ومذاق الطعام والشراب بالمدينة، حيث يشتهر المكان بأكلات شعبية خاصة مثل «المَظْبي»، في المناسبات والأعياد، وهو عبارة عن شوي  لحم الخراف أو الدجاج بطريقة خاصة، فضلا عن مشروبات مثل النارجيل الطبيعي، حيث تشتهر المحافظة بـ«النارجيل»، جوز الهند، وزراعات أخرى كالموز خلال موسم الخريف.

وعلى مد البصر من الجهة الشمالية لصلالة، نصب عشرات الأسر الخيام في السهول  فيما يعرف بـ«التخييم» لزيادة أواصر المحبة بين الأهالي والأقارب.

يلفت الزائر للمكان أيضا مهرجان «صلالة» حيث التنوع الهائل في موروث عمان الشعبي، فتعرض أهازيج ورقصات عديدة على إيقاع الطبل والأناشيد الوطنية فضلا عن أنشطة فنية وثقافية، إضافة إلى معارض الصور التراثية والبيئية.

لم يكن المناخ  ولا المواقع السياحية والطبيعية وحدها عنصر جذب لزائري صلالة، فحسن وطيبة شعب عُمان من العوامل الإضافية.

ولا يختلف مزاج عمان السياسي كثيرا عن الثقافي والإجتماعي، فالإبتسامة والإصغاء، وسماع الآخر وقبوله، وتجنب الانفعال من ملامح السياسة الخارجية للسلطنة سواء مع دول المنطقة أو العالم.

وتوصف علاقات مصر مع عُمان دائما بأنها تاريخية، إلا أن الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية فى السلطنة، يوسف بن علوي، أقر فى تصريحات خاصة لـ«الشروق» بـ«بضعف المستوى الاقتصادى والتبادل التجارى بين بلاده ومصر»، وهو ما عزاه إلى ضعف شبكة ووسائل النقل التى «تكاد تكون معدومة بين البلدين» وهو ما أضعف من إيجاد شبكة للتجارة البينية.

وأضاف الوزير أن أعمال اللجنة العليا المصرية العمانية توقفت عقب أحداث الثورة المصرية، مستدركا «لكننا نأمل فى استعادة أعمال واجتماعات اللجنة المشتركة بين وزارتى خارجية البلدين، وإعداد برامج فى الفترة المقبلة لتبادل زيارات بين دبلوماسيين مصريين وعمانيين»، مشيرا إلى «ثبات السياسة الخارجية للسلطنة المرتكزة على محاور واضحة ومعروفة للجميع جعل السلطنة واحة أمان وسط الاضطرابات العالمية المختلفة».

مؤكدًا، أن “ثبات السياسة الخارجية للسلطنة المرتكزة على محاور واضحة ومعروفة للجميع جعل السلطنة واحة أمان وسط الاضطرابات العالمية المختلفة”.

وتخللت فاعليات الملتقى الصحفي الثاني، جولات ميدانية؛ للتعرف بشكل أكبر على خصوصية عمان المناخية، حيث تشهد منطقة الخليج العربي المحيطة بالعاصمة (مسقط) درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية في هذا الوقت من العام، في حين تبهرك صلالة بدرجة لا تزيد عن 25 درجة.

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان