صــــراع الأجيــــال … الفائز والمهـــزوم ..!

بقلم-حسين الفطرانى

ليس من الضرورة أن تتوافق وجهات النظر بين جيل ثورة 23 يوليو 52 وشباب ثورة 25 يناير 2011 وثوار 30 يونيو 2013 ؛ فالأفكار متناقضة والأهداف متناقضة والنتيجة هو ما
وصلنا اليه الآن من تردى أحوال الوطن ..!
جيل ثورة يوليو 52 تربى فى ظل حكم الفرد الواحد ولكنه تربى على حب الوطن والانتماء له ، عشق جمال عبد الناصر الذى استأثر بحب هذا الجيل من الشباب ، ولكن لكل حقبة من الزمن أخطائها ، فقد يحلوا للبعض أن يتصيد الأخطاء التى وقعت فى عهد ناصر ولا يذكرون انجازاته ، ولكل ثورة سلبياتها وايجابياتها ، وأما ثورة 25 يناير 2011 التى بدأت بمظاهرات ضد حكم الفرد وكراهية الداخلية ولم يكن فى الحسبان تنحى محمد حسنى مبارك والذى أسند ادارة البلاد الى المجلس العسكرى وهذا ليس من حقه فقد أعطى من لايملك الى من لا يستحق ، ولكن الوطن كان بحاجة الى قيادة تدير شئون الوطن ، فالثورة قامت بلا قائد حتى سطا عليها جماعة الاخوان التى رفضت المشاركة بداية فى المظاهرات حتى دانت لها الفرصة فاستولت عليها وفرضت نفسها بمساعدة المجلس العسكرى الذى ترك لهم الفرصة رغبة فى التغيير وتجنبا لتحول البلاد الى ساحة من العراك الدموى بعد انسحاب الشرطة وانكسارها واحلال القوات المسلحة مكانها لفرض الأمن والأمان فى البلاد ، ورغم ذلك فقد أخطأ المجلس العسكرى الذى أدار البلاد عندما سمح لجماعة الاخوان بالسيطرة على مقاليد الأمور فسلمهم مفاتيح الوطن دون النظر الى المستقبل المظلم الذى عاش فيه الوطن وأراد بذلك أن يظهر أمام العالم بأنه استجاب لارادة الأمة التى تحول كثيرون الى التعاطف مع جماعة الاخوان ظنا بأنهم سيديرون الوطن بشريعة الله وعدالته ، لكنهم كادوا أن يضيعوا الوطن فلا هم أحكموا سيطرتهم على الشارع المصرى ولاهم حققوا العدالة الاجتماعية ولا الكرامة الانسانية ، بل وظفوا أعوانهم وسلموهم مقاليد ادارة كل مناحى الحياة , مما أدى الى غليان غالبية الشعب المصرى الذى شهد وشاهد أن الوطن يباع ويضيع ويديره رئيس استبن ظلم فى وضعه فى هذا المنصب الرفيع فلم يكن فى صورة مشرفة لوطن فى حجم مصر وكان يتلقى الأوامر وينفذ التعليمات التى تصدر اليه من المرشد العام للاخوان ، أستاذ جامعة ليست له دراية بالعلاقات الدولية والأمور السياسية فهناك من يخطط وهو ينفذ وصار كالدمية أو لعبة الماريونيت التى يحركها من أعلى منه ، ولما انتفض الشارع المصرى فى ثورة 30 يونيو 2013 بهدف ازاحة حكم الاخوان والمرشد لم يأت أى هتاف فى الشارع المصرى الثائر ضد مرسى بل كانت الهتافات كلها ” يسقط حكم المرشد ” حتى ظهر السيسى وسطع نجمه وهو القائد العام للقوات المسلحة والذى عينه مرسى معتقدا أنه سيكون يده وينفذ ما يطلب منه ، ولكن ارادة الله كانت أقوى من ارداة المرشد العام وعروسة الماريونيت فأزاحه عن سدة حكم الوطن بل وتم القبض على جميع من كانوا يسيطرون على مقاليد الحكم فى البلاد ، وأقولها بكل أمانة أن من قاموا بتغيير الأوضاع فى مصر هم أبناء ثورة يوليو مع بعض شباب ثورة يناير الذين شعروا بأن أحلامهم ضاعت ولم ينالوا قطعة من تورتة ثورتهم ، لهذا لن ينتهى الصراع بين أجيال الثورات ولابد أن نصبر صبرا جميلا وطويلا فلن ينصلح الحال بين يوم أو شهر أو عام فالمعركة مستمرة حتى يلفظ أيا من أصحاب النفس القصير أنفاسهم … وقتها نستطيع أن نقول أى أبناء تلك الثورات هو المنتصر .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان