بقلم/ أحمد البحيرى
القهر..مادون ذلك كانت لتعالجه بسمات متلاحقة يطلقها ثغر تزين بالبهجة
وما شهدته عيناى طوال سنينى لم يكن ليقُارن بذلك المشهد ,ورب كلماتى هى الآخرى لن تكون قادرةً على ادراك جزع هذا الرجل ..
هولاجئ سورى …
وضعته الأقدار قيد تجربة الموت البطئ مابين طلات عيون طفله وويبدو انه قد أصابنى بعض الشئ مما قد اصابه
وللوهلة الاولى,ظننت أنى سأكون قادراً على تخطى ذاك المشهد ..أنى سأكون قادراً على تأجيل مناقشة الأمر بينى وبين نفسى..أو حتى سأجعلها مجرد خاطرة يخاطبنى بها عقلى قبيل نومى ..
ولم يكن الأمر كذلك ..
ذلك الرجل ..الأب كان أو الطفل …أخذ يشق داخلى باحثاًعما قد يستر الباقى من انسانيتى كاشفاً رداء الانسانية جمعاء ..
أرانى كيف هو تبجحنا وانهزامنا…
أرانى كيف يكون القهر سيداً يذبح آمال أيما شاء وقتما شاء
أرانى كيف تموت زهراوات الأمل مادون عينى طفل خاض موتاً محققاً لتستقر قدماه برفقة أبيه على أرض غريبة ..ليست بالحاضنة ولاالحامية ..وأعظمهم املاً حينها أن ينالو جميعاً هم واقرانهم بعضاً من لحظات الأمن والكرامة …لحظات فحسب ..قبل أن تسآله نظرات طفله عما سيحل بهم فى اليوم التالى .
اعتقادى ومن ثم اعتقادك ينطوى على حقيقة أن الاثنين لايستحقا أن يعيشا مثل تلك اللحظة الظالمة
لا ..لم أبحث عن اسمائهم ..لم أدع عقلى يجادلنى إن كانو يحملو صليباً ام يتلون الصلاة على النبى محمد .. لم اكترث لطائفتهم … ذاك كان ما ادرانى أنى انسان يبحث عن أخٍ لى مقصوف اجنحته لايقدر حتى أن يعد صغيره بمزيد من الأمل ربما سيحل بالغد ..
ولا اعتقد انه يوجد احدُ ما ينتمى الى كنف الانسانية سيتحمل ماقد حلّ بالرجل وصغيره بدءاً من بوادر ضياع وطنهم مروراً بسؤال الطفل لأبيه ان كان قادراً على ان يمنحهم وقت اضافى دون ان يلحق بهم أذى من الغارات المتتالية مروراً برحلة البحر وتشبث الرجل فى كل لحظة تمر بهم بقليل من الأمل أن البحر سيحملهم من دون أن تدركه عيناه طفله باكياً قبيل لحظات غرقهم ,وكل هذا يمر به وسط طلات تلاحقه ان كان سينجح الأمر ام ماذا ..
وكل ذنب هذا الرجل انه قد وجد نفسه فى جمع من أهل الشر ..وجلّ ما قد فعلوه أن ادانو ما وجدهم عليه ولا أخفيك سراً ياعزيزى انهم لن يكونو قادرين على فعل المزيد ..وعلى مايبدو ان طفلك سيتخلى عن احلام طفولته ويستقر مابين راحتيك يسألك اين المفر يا أبى …
احسستها عيناك وهى تتلو صلوات الغفران لطفلك أنك قد انجبته ليلاحقه هذا الجحيم .. احسستها وهى تحدثه بالرجاء أن يتقبل دموعك مابين عينيه …وقد شاركتك اياها ياصديقى ..
لا أثم عليك اليوم .. انما شر الخلق ما قد كان سبب فى ذلك .. هتكو الآمال وقطّعو الاوصال وشتتو الشمل ..ووضعوك قيد سجن طرفه وطنك والآخر أمنك انت وطفلك ..وجلسو بعدها يتفاوضون أيهم يتلو خطاب قلق عما قد أحلّ بك ..
اعلم انك قد تركت وراءك اكثر مما ينبغى.. اعلم انك ضحيت بالكثير .. جميعكم ربما كان يمتلك اهلاً ماكان بينهم المودة وطيب اللقاء .. ربما كان يزين احدكم ماحول بيته بالورود ؛عساها تزين وجنتى طفلته اذا ماطلت عليه مستبشرة.. وربما كنت تخطط انت ان تعلم ابنك فصلاً من فصول التربية والنشاءة الصالحة .. ذلك طرحك الأخضر .. الذى اصبح هشيما
التعليقات مغلقة الان