بقلم : حسن حرحش
رغم أن الشرطة المصريه قد أثبتت وبجدارة قوتها بفرض النظام ، وتوفير الأمان لإحلال السلا م الإجتماعى فى البلاد ، والمشاركه بدور فعال مع القوات المسلحه المصريه للعمل على تحرير أقاليم مصر من سطوة العنف والإرهاب ، إلا أن البعض من ضباطها وأمنائها و أفرادها لا يزالوا يمارسون أسلوب العنف والإجرام والبلطجه بكافة أشكالها ، وهذا ما يسىء إلى الشرفاء من الشهداء و المصابين الذين صمدوا رغم قلة عددهم وضآلة أسلحتهم رافضين تسليم الإسماعيليه للبريطانيين ، كما يسىء أشد الإساءة للشهداء الذين ضحوا بأنفسهم فى مواجهة الإرهاب ، بل والإساءة الفادحه للأبطال الواضعين أرواحهم على أكفهم من الواقفين جنبا إلى مع زملائهم من رجال الجيش لبتر الإرهاب واقتلاعه من جذوره ..
فما شاهدته من تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسى لآباء وأمهات وأبناء وأرامل الأبطال من شهداء الشرطة الأسبوع الماضى قد أثلج صدرى ومنحنى الكثير من الأمل فى تطوير جهاز الشرطة وتطهيره من العناصر المشينه التى تسىء إليه وإلى الشرفاء منهم ، وذلك حينما أُعلن إسم الشهيد اللواء محمد سلمى سواركه ( البدوى ) إبن الشيخ زويد بشمال سيناء و الذى عرفته منذ أن كان طالبا بكلية الشرطه وكان شغله الشاغل هو الحصول على معلومات عن العلاقات الإنسانيه كأحد أساليب وفنون التعامل مع الجماهير بروح القانون لإستغلال مهامه كضابط شرطه يبتغى الإصلاح ودرء النزاعات لنشر السلام الإجتماعى فى مجتمع يسوده القضاء العرفى ، و استمرت علاقتى به يسودها روح الصداقه و الأخوة لما يتمتع به من دماثة أخلاق عاليه إلى أن إستشهد بيد الإرهاب الآثم والغادر ..
ورغم أن جهاز الشرطه هو الملاذ الآمن الذي يحمى الضعيف ويحافظ عليه من ظلم القوى الجائر ، وهو صاحب اليد العليا بتوفير النظام و الأمن والأمان للمواطن المصرى لتفعيل شعارها ( الشرطه فى خدمة الشعب ) ولطبيعة عمله الأساسيه المتمثله فى الحفاظ على حريات المواطنين و إحترام حقوقهم المعنويه والماديه بتوفير الأمن لهم و كف الأذى عنهم بمواجهة العنف والتصدى له ، إلا أنه وللأسف قد ينتشر فيه الكثير ممن يسيئون إليه ويستلغون وظائفهم كضباط أو أمناء شرطه للتنكيل بالمواطن المصرى دون ذنب أو جريمه تقترف ، والأمثله كثيرة ومنتشرة على مستوى المحافظات من بينها قيام أمين شرطه بالسير عكس الطريق ، وإحتكاكه الشديد ( بتاكسى) يقوده رجل مُسن يفوق ال65 سنه . ولم يكد السائق يوجه إليه اللوم ، ففوجى به يضع ( الكلبشات ) بيده ، ويعتدى عليه بالضرب العنيف والسباب أمام المواطنين بمنطقة كليوباترة بالإسكندريه ، وظل هكذا حتى تم عرضه على النيابه فى صباح اليوم التالى .. وهذه الواقعه تؤكد إرتكاب أمين الشرطة جريمة السير فى عكس الإتجاه ، وجريمة إستغلال وظيفته بوضع الكلبشات فى يد السائق دون أى ذنب يقترف بشهادة الشهود ، وممارسسة أسلوب العنف والبلطجه بالسب والتعدى على السائق المسن بالضرب المبرح لمجرد أنه كاد يوجه إليه اللوم للسير فى الطريق المعاكس !!!
ليس فقط بل ما يعانيه الزملاء من المصورين الصحفيين أثناء قيامهم بمهامهم لنقل الواقع من خلال الصورة التى تترجم الحقيقه لتبصير المواطن بحقائق الأمور.. للأسف الشديد يظهر بجلاء أسوأ أنواع البلطجه من بعض رجال الشرطه الذين لايدركون ماهية القانون وماهية الصحفى الذى يعمل معه فى الميدان جنبا إلى جنب لنقل الحقيقه ، ويتجاوزون مهام عملهم التى تستوجب عليهم توفير الأمن والأمان للمواطنين ، و يتحولون إلى مرتكبى جرائم وبلطجه باعتدائهم على الصحفيين بالضرب والسب وإتلاف كاميرات التصوير .. علاوة على الخروج عن آداب التعامل مع الجماهير بإثارة الرعب والفزع والإرهاب لدى الآمنين فى بيوتهم .. جرائم لا حصر لها يمارسها بعض صغار الضباط وأمناء الشرطه وضباط الصف والجنود ، وغيرها من مظاهر بلطجة تلفيق التهم لإخفاء جرائمهم وتعديهم على الشرفاء .. وجرائم شرطيه أخرى تظهر فى إلقاء القبض على طلاب الجامعه أثناء خروجهم من الإمتحانات والإعتداء عليهم بالضرب والسب بأفظع الألفاظ دون أدنى ذنب يقترف ودون الإطلاع على هوياتهم .. مساوىء عديدة تؤكد قمة الإنحدار الأخلاقى متمثله فى التسلط والتواطؤ والمحسوبيه والمداراة والتقاعس والإهمال عن آدء واجبهم المنوط بهم من خلال عدم تحرير المحاضر ، والنفاق والمجامله المفرطه التى تؤدى إلى الرذيله ، والغطرسه والعظمه والكبرياء ، والتهور والإندفاع العشوائى ، والرشوة وعدم الأمانه وتغليب المصلحه الشخصيه على المصلحه العامه ، وإنعدام العداله الإجتماعيه فى التعامل مع الجماهير ..
ظهور أمور غريبه فى جهاز الشرطة بعد الثورة وبعد تعافيه ، تثير الفزع والرعب فى نفوس المواطنين المصريين الشرفاء الذين وقفوا جنبا إلى جنب مع الشرطه وقت إنكسارها من قبل الإرهابيين والمجرمين إخوان الشياطين .. أمور تؤكد عودة بعض رجال الشرطه لممارساتها الإجراميه والإرهابيه والعدوانيه والعنيفه ، وعودة بلطجة بعض أفرادها الأمر الذى أدى إلى فقدان ثقة المواطنين فى جهازهم الشرطى من جديد بعدما كانوا يتغنون بـ (الجيش والشرطه والشعب إيد واحدة ) …
ورغم ذلك فإن الشعب المصرى بدأ يعيش الآن ذروة فرحته بعودة جهازالشرطة إلى الشارع المصرى قويا عافيا متعافيا أملا فى توفير الأمن والأمان والإستقراروالسلام الإجتماعى ، ولكن ينتظرالآن أيضا من جهاز الشرطه أن يراجع نفسه ، وأن يصلح ما أفسدته الأنظمه الفاسدة التى سبق وأن جعلته سوطا على أجساد الأبرياء والبسطاء والفقراء من بنى وطنه ، وذلك بفتح صفحه جديدة مع الشعب معربا عن تقديره له ولثورتيه اللتين أخرجته من فك الأنظمه الفاسدة بل وحررت كل رجال الشرطة من عبودية النظام الفاسد الفاسق الذى وضعهم فى مواجهه دائمه مع الشعب وتحريضهم عليه بممارسة كافة أنواع البطش والإذلال والإستعباد والإنتقام منه ..
وبما أننا جميعا (شرطه وجيش وشعب ) أبناء وطن واحد وهمنا واحد وأملنا واحد فينبغى علينا أن نتفاعل جميعا ونتعامل باحترام وكرامه ونضع أيدينا فى يد البعض للقضاء على الظلم والظالمين ، والمؤازرة لمواجهة البلطجه والإرهاب والخارجين عن القانون وترويع الآمنين .. خاصة وأننا فى مرحله إنتقاليه نسعى من خلالها لإستعادة الثقه والأمل فى إصلاح بلدنا وسلوكياتنا فإنه من الضرورى أن نهتم بجهازنا الشرطى وأن نبدأ بتطوير المناهج التى تدرس فى كلية الشرطه و معهد أمناء الشرطه بل وعمل دورات تدريبيه لتشمل كيفية التعامل مع جماهير الشعب من خلال الدراسات الإنسانيه بالتوازى مع التعامل مع الإجرام والمجرمين ليجمع بين الإثنين من أجل الحفاظ على كرامة المصرى فى إطار القانون ولإحترام آدميتة ، بعيدا عن أساليب إستخدام التعذيب لإنتزاع الإعتراف ، وبعيدا عن توجيه الإتهامات العشوائيه علاوة على مراعاة كبار السن ، والضمير فى الضبط العشوائى مع عدم إهانة المشتبه فيهم .. وهذا يستوجب إلقاء محاضرات توعويه وتدريبيه لرجال الشرطه على كافة المستويات لإحترام المواطن المصرى مهما كان مركزه ووضعه الإجتماعى ، وفقره أو ثرائه ، ومهما كانت جريمته لنرتقى ونسمو بأنفسنا وشعبنا بالإلتزام بالقانون دون إختراقه ، ولينشأ جيل جديد قادرعلى العطاء والتفاعل مع الشرطه بروح المسئوليه والإنضباط فى تطبيق القانون .
التعليقات مغلقة الان