شبح «MRSA» يطارد المصريين.. «4 قتلى» حصيلة البكتيريا الغامضة.. «الفيروس» يهاجم الجهاز التنفسي ويصيبه بالشلل
سمر الديب
أصيب المصريون بحالة من الهلع والفزع عقب سقوط أربعة أطباء قتلى، ثلاثة بالأقصر والرابع بالقليوبية، نتيجة لإصابتهم بفيروس غامض يسمى “mrsa”، وهو نوع من البكتيريا العنقودية المذهبة المقاومة لعقار المسليسم التي تصيب الجهاز التنفسي بالشلل ولا يستطيع الجسد مقاومتها.
ويعود اكتشاف عدوى بكتيريا المكورات العنقودية mrsa أو “إم، آر، إس، إي” الشديدة المناعة للمضادات الحيوية إلى أوربا في أواخر الستينيات من القرن الماضي، ومنذ عام 1975 أصبح انتشار العدوى في زيادة مستمرة خاصة ما بين أروقة المستشفيات.
وتشير الإحصائيات العالمية إلى تصاعد حدوث العدوى بهذه البكتيريا بالمستشفيات بعدما أصبح هذا الكائن الحي الصغير السبب الرئيسي للإصابة بالعدوى في المستشفيات العامة، ودور النقاهة، والمستشفيات التي تقدم الرعاية الصحية للحالات الحادة.
تنتقل بكتيريا المكورات العنقودية “mrsa” إلى أي مستشفى بواسطة مريض مصاب بهذا النوع من العدوى أو شخص آخر ناقل لجراثيم المرض، ويعتبر هؤلاء الأشخاص المصابون أو الناقلون للمرض المصدر الرئيسي له، وتشمل أماكن وجود الجراثيم في الجسم المنخرين الأماميين، البلعوم الأنفي، جروح العمليات أو الحروق، البلغم، القروح الناشئة عن الاستلقاء الطويل على السرير، العجان، المستقيم، ثقب المعدة الجراحي، وتنتقل البكتيريا بين المرضى عن طريق أيدي مقدمي الرعاية الصحية بعد ملامستهم للمريض المصاب بهذه العدوى، وقد تسبب ذلك في انتشارها في بعض المستشفيات التي تقدم الرعاية الصحية للحالات المزمنة.
ويمثل تكاثر جراثيم mrsa إم، آر، إس، إي في المنخرين الأماميين خطورة كبيرة في نقل العدوى مقارنة بتكاثر سلالة المكورات العنقودية التي لديها حساسية للميثيسيلين” arsa “ويقوم المصابون بmrsa”” في الإفرازات الموجودة في فتحة التنفس الموجودة في أسفل العنق، والجروح بنقلها بصورة سريعة بسبب الحاجة إلى استخدام اليدين بشكل مركز ومستمر من خلال تقديم الرعاية الصحية لمستقبليها.
ولا يعتبر انتقال العدوى عن طريق الهواء ذا أهمية في طريقة الانتقال، إلا في مرضى الحروق الكبيرة الذين يحملون أو يشكون من الإصابة بmrsa فقد يكون لهم دور في انتشار العدوى عن طريق الهواء، كما أن انتقال العدوى عن طريق البيئة غير الحية الجماد قد تكون لها أهميتها أيضا لنوع خاص من المرضى، مثل مرضى الحروق ومرضى وحدة العناية المركزة حيث يحتمل حدوث تلوث شامل لتلك البيئة.
أعراض الإصابة بهذا الفيروس عندما تتمكن العدوى الجرثومية من الجسم، حتى يظهر في مكان العدوى نتوء صغير أو ما يشبه البثرة، وتتغير فترة الحضانة للجرثومة من شخص لآخر، ولكن عادة ما تأخذ أياماً قليلة لتتمكن من الجسد، ويصبح الإنسان بعدها مصدرًا للعدوى.
بعد ذلك تتحول هذه البثرات إلى دمامل “أي تصبح مجوفة وتحتوي على سائل صديدي ينقل العدوى”، هذه الدمامل مؤلمة للغاية وقد تنتشر داخل الجسم لتصل إلى العظام، والأنسجة الداخلية، والأوعية الدموية والأعضاء، وما إن تصل العدوى إلى الأوعية الدموية أو الأعضاء الداخلية حتى تصبح مهددة لحياة الشخص المصاب، فيعاني المصاب من صدمة تسمم “وهي تؤثر على وظائف بعض أعضاء الجسم”، أو التهاب في بطانة القلب، وقد تؤدي أيضًا إلى تسمم الدم.
وتكمن المشكلة الأساسية لهذه الجرثومة في أنها تنتشر بسهولة، فتنتقل خلال الأنسجة الموجودة في الأنف أو الجلد، عندما يتعرض المرضى إلى جرثومة mrsa فإن 30 إلى 60% منهم قد يصابون بمرض من هذه البكتيريا كالتهاب الرئة، التهاب في الدم، التهاب بالمسالك البولية.
والجدير بالذكر أن مصطلح “mrsa” يشير إلى سلالة بكتيريا المكورات العنقودية التي تفرز إنزيم البنسلينين الذي يثبط تأثير المضادات الحيوية، كالبنسلين ومركبات البنسلين الأخرى مثل ميثيسيلين، كلوكاسلين ونافسيلين وجميع مركبات السيفالو سبورينز.
التعليقات مغلقة الان