سيدى الرئيس :احذر .. الثورة الثالثة طرقت الأبواب

بقلم : خالد متولى

وتظل مشكلة العدالة  الاجتماعية لغم ينتظر دوما من  يلمسه لينفجر مطيحا بالأخضر واليابس ، والعجيب فى الأمر أننا لا نتعلم من الماضى ونمر عليه مرور الكرام .

قد تملك العناد الرئيس السابق محمد  حسنى مبارك وقسم الشعب الى طببقتين أسياد وعبيد (رجال أعمال والشعب ) ، فكانت ثورة الخامس والعشرون من يناير التى استغلها  أعداء الوطن لتنفيذ مؤامراتهم بالتعاون مع جماعة الأخوان التى سيطرت على مقاليد الحكم قبل ان تواصل مسلسل الغباء السياسى وتميز أفرادها  عن باقى الشعب بنفس نظرية الأسياد والعبيد ( أخوان وشعب ) فكانت ثورة الثلاثون من يونيو التى كنت انت احد ابطالها  وتحولت لرمز شعبى التف  حوله المصريين جميعا بل امتد الأمر لأبعد من ذلك والتف حولك العرب ملتمسين القوة والحكمة والحماية وفتح التاريخ أوسع أبوابه لقدومك ، ولكن ..

يبدو أنك لم تنتبه لدروس الماضى واخترت مستشارين يضلونك ويفقدونك ما وهبه الله لك من حب الشعب .

فمصر الأن مقسمة  لطبقتين  أسياد ( الجيش والشرطة والقضاء وكالعادة الشعب فى طبقة العبيد ) والدليل على ذلك المرتبات الضخمة والمستفزة لرجال طبقة الأسياد وكم البدلات الغريبة التى تصرف لهم مثل بدل  منصة وبدل عدوى وغيرها للسادة القضاة وهى طبعا بالألاف والمستتفز أخر اختراع وهو مبلغ خمسة ألاف جنيها للقضاة شهريا كبدل شموخ ؟؟!!

والحال مثله فى الجيش والداخلية الأمر الذى يكلف الدولة مبالغ طائلة فى الوقت الذى يتسول باقى موظفى الدولة مرتباتهم التى ولأول مرة يتم ألغاء علاوة 2015 الاجتماعية التى هى فى الأساس ملاليم بحجة أن البلد تعانى من أزمات اقتصادية طاحنة والحال لن يسمح بمنح الموظفين تلك الملاليم ولكن يسمح الحال بالبذخ على طبقة الأسياد واختراع مسميات مضحكة لبدلات مستفزة كبدل الشموخ !

واحب أن الفت انتباه سيادتكم إلى أن الشعب الأن فى حالة سخط عارم وبدأت شعبية سيادتكم فى الأنخفاض رغم عظيم الجهد المبذول داخليا وخارجيا وعسكريا والذى لاينكره إلا جاحد ولكن ..

طالما تم تقسيم الشعب إلى أسياد وعبيد فاعلم أن اليأس والأحباط يرتع بنفوس الشعب حتى قناة السويس الجديدة وما يصاحبها من مشروعات يقول عنها نسبة كبيرة من الشعب بأنها ستذهب للمستثمرين كالعادة اللذين سينضمون وقتها لطبقة الأسياد ويظل الشعب فى نفس طبقته التى اعتاد عليها .

وليس معنى ما أقول هو المساس والتعريض برجال الجيش والشرطة والقضاء ، فهم قاموا بواجبهم فى الحفاظ على البلد ونقدر ذلك تماما وبالفعل هم يستحقون أكثر من تلك المبالغ ولكن فى حالة ان تسمح امكانيات الدولة بزيادة مرتبات باقى الشعب حتى لا تكن فتنة وكارثة

 ستحدث بقدوم الثورة الثالثة والتى ستكون بمثابة النهاية للبلد التى طالما ضحيت من أجلها لأنك وصلت إلى مرحلة مادون التقديس مباشرة عند المصريين ببطولاتك اثناء ثورة الثلاثون من يونيو وانقاذ البلاد من أعتى المؤامرات التى تعرضت لها على مر تاريخها لدرجة أنه لم يجرؤ أعتى الرموز السياسية والوطنية على مقابلتك فى انتخابات الرئاسة ليقينهم من اكتساحك لها .

وفى حال الثورة الثالثة التى اصبح لايفصلنا عنها سوى مليمترات قليلة لن يثق الشعب مطلقا فى أى زعيم أو قائد ثانية مهما كان الأمر وستعود جماعة الأخوان للظهور بقوة مستغلة الوضع وغضب الشعب عليك وعلى الجيش والشرطة وسيصبحون ضحايا لنظامك السابق وغيرها من الأكاذيب التى سيتفننون فى تأليفها وغرسها فى عقول المصريين .

اتمنى ان تعى ما أقول ودعك من التقارير التى تقدم لك ، فأنا أنقل اليك الواقع الذى اتمنى ألا يحدث ما أحذر منه حتى لا أضطر يوما للوقوف أمام ساحة خربة مغروس بها لافتة كتب عليها ” هنا ترقد جمهورية مصر العربية “

اللهم بلغت اللهم فاشهد

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان