رواية ” روح الفؤاد ” الفصل الخامس والسادس عشر

بقلم:نهال عبد الواحد

زاد نجاح البرنامج وشعبية روح كثيرًا وبدأ البرنامج يُبث بثًّا مباشرًا ويُسمح فيه بتلقي المداخلات الهاتفية في نهاية الحلقات من أجل الأسئلة والإهداءات.

وذات حلقة بينما كانت روح قد انتهت من إعداد أطباق اليوم وعلى وشك بداية فقرة تلقّي المكالمات   فقالت روح: أما الآن بعد الإنتهاء من الطبق لم يتبقى إلا تقطيع بعض الخضروات من أجل تزيين الوجه.
ثم وضعت يدها على أذنها وقالت: المخرج قد فتح الاتصالات، فيمكننا تلقّي المكالمات أثناء تقطيعي لهذه الخضروات.
ثم ضحكت قائلة بمرح: المخرج يريد إنهاء البرنامج فرائحة الأكل تملأ المكان…..
ثم أكملت بابتسامة: ونستقبل أول اتصال …. مرحبًا!

-مرحبًا بك أنت جميلة الجميلات!

بدأت الإبتسامة تختفي من وجهها فتحدثت بعملية: أي سؤال سيدي؟!

-ترى هل عدسات الكاميرات تزيد جمالًا و رونقًا هكذا أم أنها حقيقة؟

اختفت أي ابتسامة من وجه روح وقد بدا التوتر والإنزعاج يظهر عليها خاصةً في حركة بؤبؤة عينيها المضطربة تلك ثم قالت: إن كان لديك سؤال فتفضل به! من أجل وقت البرنامج.

وكان مراد قد لمح هذا التوتر والإضطراب في ملامحها من الوهلة الأولى للمتصل دون أن يدرك حقيقة الأمر، لكن قد بدأ ذلك المتصل يثير غضبه بطريقة كلاماته المبتذلة غير اللائقة.

-هل القمر هبط من السماء وهلّ أمامي يا جميلة الجميلات؟

وهنا تحول غضب مراد لصاعقة فجائية قطعت الإتصال عن هذا الوغد الحقير وقال ولازال ثائرًا في سماعات أذن روح: قد قطعت الإتصال، إخرجي في فاصل إعلاني فورًا.

فقالت بأنفاسٍ مقطوعة: معذرةً، لقد انقطع الإتصال، وسنذهب إلى فاصلٍ إعلاني، كونوا بالقرب.

لم يفهم مراد سر تحول روح هكذا رغم ثورته وغضبه الجم من ذلك الوقح لكن قد دخل حامد إليه في غرفة التحكم فجأة وقال له: ما الخطب؟!

فصاح مراد بغضب: أسمِعوه كيف كان ذلك الحقير يتعدى حدوده! وهذه المرة الأخيرة لاستقبال مداخلة تليفونية من أي رجل، فهو برنامج للطبخ أي لا شأن لأي رجل بمداخلةٍ فيه.

ثم التفت ناحية روح وهيئتها وأكمل قائلًا: نزلوا تترات النهاية! كفى اليوم! لقد انتهت الحلقة.

وما أن سمع حامد صوته وطريقته حتى تأفف وقال: إنه الوغد نادر.

فزم مراد حاجبيه بدهشة وتسآل بضيق: ومن يكون هذا؟!

تابع حامد بغضب: هذا الوغد الوقح هو طليقها.

فسكت قليلًا ثم نظر لهيئة روح غير المبشرة عبر الكاميرات ثم تركهم واتجه لروح التي منذ أن سمعت ذلك الصوت وقد عرفته وعرفت من يكون صاحبه، وسار شريط ذكراه الأسود يمر أمامها وبدأت تتحول وتزداد ملامحها سوءًا وكأنها تختنق فوقفت شاردة لا تأبه لأحد ولا لنداءات مراد وصيحاته لها ولا لهذه السكين التي كانت تقطع بها الخضروات منذ قليل وقد ضغطت بها على كفها بلا وعي فجرحت كفها جرحًا قطعيًا عميقًا وصار ينزف ويسيل على ملابسها وبدأ يقطر على الأرض ولا زالت لا تعي حتى وقف مراد أمامها صاح فيها: يا روح!

فانتبهت ونظرت نحوه فسقطت السكين من يدها على الأرض دون أن تشعر ونظرت نحو مراد بعينين زائغتين وبدأت ترتعش وعينيها تندفع منهما الدموع لا لم يكن مجرد بكاء بل هو انهيار فجائي وصوت شهقات هيستيري فأمسك مراد بيدها المجروحة تلك ينظر فيها والدم يتدفق بها فنظرت هي الأخرى ثم صرخت بشدة فجأة وفقدت وعيها وقبل أن تسقط على الأرض قد لحقها مراد وحملها وأسرع إليه حامد وأسرع الاثنان بها إلى المشفى.

كان الجرح غائرًا ويحتاج لخياطة وقد بدأ الأطباء في ذلك بالفعل لكن المشكلة تكمن في ذلك الإنهيار الذي تمكّن منها فجأة.

وقف مراد وحامد بالخارج ينتظران الطبيب ينتهي من خياطة الجرح، وكان مراد في قمة قلقه وحزنه عليها ثم نظر نحو حامد وسؤالًا ملحًّا يراوده فقاله بدون مقدمات: هل لهذه الدرجة كانت تحبه؟!

أمال حامد فمه معترضًا قائلًا: كانت تحب من؟! تقصد طليقها هذا!

أومأ مراد برأسه أن نعم.

فأومأ حامد برأسه أن لا وتابع: لا أظن ذلك، لم يكن الأمر لروح هو كسرة لقلبها بقدر ما كان جرحًا في كرامتها، فروح تتسم بشخصيتها القوية ولا ترضا أبدًا بأي نوع من الإهانة.

اتسعت عينا مراد بفجأة وأهدر: إهانة! هل خانها بعد أن أهانها؟!

– الإهانة ليست ضربًا ولا شتمًا فذلك النوع من الإهانة لن تسكت عليه روح إطلاقًا، لكنه قد أهانها بتجاهله لها وتعامله معها بجفاء وسخرية وعدم تقدير.

– وإن كان ليس بينهما حبًا فلم تزوجا إذن؟!

– إذن هل أنتِ في كل زيجاتك قد تزوجت بعد قصة حب؟ أم أن كل المتزوجين يتزوجون بعد قصة حب! كل ما هنالك أن روح قد صارت مسئولة عنا من زمن منذ وفاة والدينا وقد عيّنت نفسها كأُمنا المسئولة عن كل صغيرة وكبيرة في حياتنا وقد أثر ذلك عليها في دراستها في مجموع الثانوية العامة وفي التحقاها بكلية التجارة وكانت تنجح كل عام بالكاد ليس لأن تلك هي قدراتها بل لأنها حملت همّنا أكثر من اللازم رغم أنها أختنا الصغرى، وعندما ظهر نادر وقد كان متقمّسًا لدور القديس المجنّح فوافقنا عليه، أردنا أن نفرح بها وأن تكون لها حياتها الخاصة ولا تعلّق نفسها بنا، لكن الحقيقة أنه أحقر ما يكون فقد كان يريد التسلية وعندما فشل في ذلك اتضطر للزواج منها، خاصةً وأننا لم نضغط عليه أو نبالغ في طلبات وتكاليف الزواج فهو مثلنا شاب في مقتبل عمره ولا فائدة من عرقلة الزواج بسبب أمور مادية خاصةً وأن روح لا تهتم بمثل هذه الشكليات فتزوجت على أثاث بيته القديم ورضيت بحالته، لكن ما أن مر بعض الوقت حتى اكتفي منها ومل، وبدأ يخونها مع غيرها وغيرها… حتى ضبطته مع جارتها  وحدثت مشاداة بينهما انتهت بأن دفعها على درجات السلم وقد كانت حاملًا ففقدت جنينها.

كان مراد يستمع لحامد بتأثر ووجع كبير وكادت عيناه تبكي ألمًا عليها ثم قال بصوت مختنق: إذن هذا سر موقفها العدائي اتجاه أي رجل.

فأومأ حامد برأسه أن نعم ،فقال مراد: كنت أتوقع ذلك.

وسكت الاثنان حتى انتهى الطبيب ودخلت روح في غرفة وعُلّق لها المحاليل، فشكر حامد مراد وانتظره ينصرف لكنه لم ينصرف وظل معه فاندهش قليلًا لكنه اعتبره موقف شهامة منه حتى لا يتركه بمفرده وقد كان حامد قد أخبر أيمن بما حدث وهو على وصول.

جلس الاثنان بجوار السرير المستلقية عليه روح وساد الصمت لكن بداخل مراد أحاديث كثيرة لم تسكت أبدًا حتى إنه لم يلتفت بعينه عنها ولا حتى كان يطرف بعينه.

رن هاتف حامد فذهب ناحية النافذة ليتحدث حتى لا يزعج روح وحتى تكون تغطية الشبكة أفضل، وفجأة انتفضت روح بشدة، هزيت وصرخت بكلماتٍ غير مفهومة رغم كونها لا زالت نائمة فالتفت حامد وهو يتحدث فوجد مراد اقترب منها وأمسك بيدها السليمة دون أن يحركها فقد كان معلّقًا بها المحلول وانحني ناحيتها وهمس لها: إهدئي! أنتِ بخير، نامي لا تخافي، أنا مراد، أنا جوارك، إهدئي!

وبالفعل قد هدأت فهمّ بالعودة لمكانه لكنه قد شعر بها تمسك بيده فابتسم ابتسامة عريضة وكانت عيناه تدمعان فجلس جوارها على السرير في ذلك الحيّز الصغير.

كان يتنفس بعمق وبداخله إحساسٍ قوي أنها قد سمعته وشعرت بلهفته وخوفه عليها بل وشعرت بأشياءٍ أخرى، كان يتنفس بعمق فكانت تصله رائحة عطرها كأنه يريدها تملأ رئتيه ولا تخرج أبدًا.

تحدّث إليها بحديثٍ من داخل قلبه لا كلام فيه، يقول بدقات قلبه: في مسكة يديكِ هذه أشعر بحبك المشتعل في قلبي الذي لا أعلم متى بدأ ولا متى اشتعل؟!
أنتِ أجمل من القمر وفي عينيك الرائعتين تلك أتجول في بحورهما تائهًا أضل الطريق وليتك دليلي حتى أصل لبر الأمان.
أنتِ يا من بحثتُ عنك كثيرًا حتى وجدتك لكنني أصرخ فيكِ من داخل قلبي ليتك تسمعيني.
أشعر وأنا معك كأنكِ لحظة لم أعيشها وليتك لا تنتهي أبدًا.

كان حامد يتابعه وأدرك أخيرًا سبب صبر مراد على روح وهي التي تحتد عليه كثيرًا في حديثها القاسي وبهجومها الدائم فابتسم بمرارة لأنه يعرف أخته التي صارت تهاجم أي رجل لمجرد كونه رجل…………………..

الفصل السادس عشر

وخرجت روح إلى البيت وبعد عدة أيام تحسّنت صحتها لكنها عادت للعزلة من جديد، لا تتحدث ولا تخرج ولا تتواصل مع أحد حتى أنها قد أغلقت هاتفها فقد عاد ذلك الوغد يتصل بها مجددًا وذلك قد أتلف أعصابها كثيرًا ثم غيرت رقم هاتفها لكنها لم تعد قادرة على مواجهة الآخرين ربما تخشى أن يتعرض لها بشكل مباشر.

و ذات مساء رن جرس الباب فاتجهت ناحية الباب وفتحت وكانت ترتدي ملابس منزلية رياضية جامعة شعرها لأعلى، و وجها صافي بدون أي مساحيق تجميل ولا حتى كحل.

وكان مراد هو الطارق حاملًا باقة كبيرة من الزهور الرائعة وقد كان إعجابها بتلك الباقة بادٍ على وجهها.

– مساء الخير.
هكذا أهدر مراد بلطف فأجابته مبتسمة: مساء الخير.

– مرحبًا سيدتي! لقد طالت عزلتك تلك، ألم يأن الأوان لتعودي وتنيري حياتنا من جديد؟!

– معذرةً، لكني فعلًا لازلت متعبة ولا أحب أن يراني أحدًا وأنا هكذا.

– هل إذا قلت لكِ أن وجهك بدون أي مساحيق تجميل أجمل من القمر في ليلة تمامه، ترى هل سأعود لبيتي سليم أم سأذهب للمشرحة؟!

فوضعت يدها على فمها لتكتم ضحكتها لكنها خرجت بملئ صوتها رنانة، فوجم مراد محملقًا فيها وكأن أحدهم قد ضربه على رأسه فصار لا يعي ولا يسمع ولا يرى سوى هذا الوجه وهذه الضحكة.

فجاء حامد من الداخل على صوت ضحكة أخته وقد رأى حال مراد ولازال يشفق عليه ثم قال بمزحة: هل تعلم لو كنت أمتلك جائزة نوبل لكنت قدمتها لك لأنك جعلتها تضحك، كيف حالك؟

فأجاب مراد ببلاهة: هه!

تسآل حامد بمزاح: أخبرني كيف فعلتها وجعلتها تضحك بملئ فمها هكذا؟

فأومأ مراد هامسًا: أنا أفعل أي شيء من أجل فقط أن تضحك..
ثم أكمل بمزحة: حتى لو اضطررتُ لأن أتقلب هنا أمامكم أرضًا …المهم أن تظل تضحك.

فقالت بهدوء: تفضل يا أستاذ.

تابع مراد وهو يتحرك داخلًا: حقيقةً من يحاول زيارتكم يتعب كثيرًا حتى يدرك ماذا يمكن أن يشتري لكم، فكلما أقف أمام محل اكتشفت أنكِ تستطيعين صنع ما يبيعه بل وأفضل.

– لا عليك سيدي، لِم كل هذا؟! كانت تكفي باقة الورد الرائعة هذه.

قالتها روح وهي تشير إلى باقة الورد من بين يديه فانتبه فجأة وقال: آه الورد! تفضلي، هل بإمكاني تقديمه إليكِ كأمرًا تلقائيًا؟!

فضحكت وقالت: ماذا أخبروك عني بالضبط؟!

مراد بخفوت في نفسه: آه وآه منك ومن ضحكتك هذه…
ثم قال جاهدًا ليخفي حالته المتيمة تلك: لم يخبرني أحد ، بل أدركت من نفسي.

فمدت روح يدها وأخذت منه باقة الورد وقالت بامتنان: أشكرك كثيرًا، هيا تفضلوا وسأذهب لإعداد العشاء.

صاح مراد بسعادة: أخيرًا! هذا ما كنت أنتظره.

فضحكوا، وتركتهم روح واتجهت إلى المطبخ وجلس مراد وحامد يتحدثان في أمور العمل ثم جاء أيمن وانضم إليهما وظلوا يتحدثون في أمور شتى حتى هجمت عليهم رائحة الكبدة الإسكندراني والسدق فشلّت تفكيرهم وذهبت بعقولهم.

وبعد قليل خرجت إليهم روح بأطباق كبيرة من السندوتشات ثم طبق للباذنجان المخلل المحشو بالفلفل الحار والثوم…

وكالعادة اندمج الجميع في الأكل الذي لا يقاوم وكانت تشاهدهم بابتسامة خفيفة فرفع مراد عينيه نحوها وأخذ نفسًا عميقًا، كم تبدو جميلة في جميع أحوالها! ثم مد يده نحوها بسندوتش وقال: هل ستجلسين هكذا تتابعينا دون مشاركة؟ كأنك تعدين اللقيمات! ترى هل التزمت بالعدد المطلوب؟!

أومأت روح برأسها أن لا قائلة: أعتذر منك، لكن لا أستطيع.

فوضع مراد السندوتش قبل أن يأكل منه وقال: إذن فلن آكل أنا أيضًا، رغم أني أريده وروحي تذهب إليه.

قال تلك الجملة الأخيرة بطريقة مختلفة تفيض شوقًا ولهفة لاحظها حامد وانتظر أن يرى رد فعل أخته والتي لازالت تتحدث بجدية: تفضل ولا تشغل نفسك بي.

لكنه مد يده بإصرار حتى أخذته منه وبدأت تأكل وهي تحاول أن تهرب من تلك العينين التي تلاحقها خلسة بين الحين والآخر ولا تفهم نفسها لماذا لا تضيق منه؟ لماذا لا تثور أو تنفعل كعادتها؟! ولماذا تشعر بسعادة داخلية من تصرفاته تلك؟!

وبعد العشاء جاءت روح بأكواب الشاي بالنعناع الأخضر ثم وضعته و جلست.

وبدأ مراد بجدية: وحان الآن موعد الكلام المهم، متى ستعودي سيدتي؟ لقد ظللنا طوال شهر كامل نذيع حلقاتٍ معادة، وقبل أي رد أود أن تطمئني لقد منعت التواصل الهاتفي مع أي رجل.. فما شأن الرجال ببرامج الطبخ؟! وإن أردتِ إلغاء تلك الفقرة بالكامل فكما تريدين.

أومأت برأسها موافقة وهي تقول: حسنًا سيدي! سأعود مجددًا، حدد موعد التصوير الجديد وسأستعد فوراه.

تدخل حامد قائلًا: ليتك جئت منذ زمن، لقد تعبت كثيرًا معها وأنا أحاول إقناعها وقد باءت كل محاولاتها بالفشل.

تابع مراد بمزحة: هل ستقارن نفسك بي؟
فضحكوا ثم قال مراد بجدية: وهناك أمرًا آخر..برنامج جديد، برنامج مسابقات.

صاح حامد: آه!

فأومأ مراد قائلًا: أجل!

نظرت روح بينهما بعدم فهم وتسآلت: ماذا يجري بالضبط؟!

أردف مراد بشرح: هو عبارة عن برنامج للمسابقات ستقدم فيه سيدات وفتيات لتطبخ أكلات والأفضل هي الفائزة وسنكون الجائزة مادية متواضعة.

اتسعت ابتسامتها وأومأت موافقة: فكرة عظيمة!

فتابع مراد بسعادة: وأجمل ما فيها أنك أنت من ستقيّمي.

أهدرت روح: لا والله!

فأومأ مراد قائلًا: مؤكد! أم تظني أني سأحضر لجنة تحكيم أخرى؟! ماذا لو سمحتِ لي بمشاركتك في لجنة التحكيم؟!

فابتسمت مجيبة: هذا شرف كبير سيدي.

قال مراد بمزاح: هو برنامجك وأنتِ من ستحكمين.

أومأت روح بترحيب قائلة: أوافق جدًا وعلى الرحب والسعة.

فتدخل أيمن: كدتُ أنسى.

ثم اتجه لحجرته ثم خرج منها بعد قليل وقال: لقد حجزنا موعد الفرح وقاعة الأفراح، وهذا هو كارت الفرح.

فأمسكت به روح تشاهده وتتفحصه بسعادة كبيرة ثم وقفت فجأة وعانقت أخيها وهي تقول: مبارك عليك عزيزي، ربي يسعدك ويتمم لك أمورك!

ثم خطفت روح القلم من جيب أيمن وكتبت على الظرف ( الأستاذ / مراد عزمي).

ثم مدت يدها بابتسامة قائلة: تفضل لتكون أول المدعووين.
فأخذه بابتسامة أيضًا وبارك لأيمن.

وبعد فترة ليست طويلة قد عادت لتقدم حلقات جديدة من برنامج الطبخ، وبدأت تسجل ذلك البرنامج الخاص بالمسابقات وقد كان يقام على المسرح ويحضره عدد من الجمهور ويدخل مراد وروح على المسرح كلجنة تحكيم يجلسان ثم تجئ
متسابقتان ويتم اختيار رقم عشوائي ومنه اختيار وصفتين أحدهما حادقة والأخرى حلوة وعلى المتسابقين صُنعها وتقديمها تبعًا للوقت، الشكل والمذاق، كان البرنامج يذاع مرة واحدة أسبوعيًا وقد نجح هو الآخر مثل برنامج الطبخ.

لكن تميّز هذا البرنامج بأنه سمح لمراد وروح فرصة التقارب نوعًا ما وبدأت تقل الحدة قليلًا لكنها لم تختفي، لكن الشاهد أنهما أمام الكاميرات ثنائي رائع ومتناسق.

جاء يوم فرح أيمن وكان حامد قد تكفل  بذلك الحفل أما روح فقد تكفلت بفستان العروس وتزيينها فكانت العروس جميلة وهادئة، يُزيّن رأسها الحجاب وفستانها منفوشًا من أسفل الخصر حتى أسفل ومنقوشًا بتطريزات هادئة فقد كانت حقًا عروس رائعة.

أما روح فقد ظهرت في فستان من البنفسج الداكن (الباذنجاني) منفوشًا من الوسط وحتى الركبة بأكمام وظهر مفرّغًا ورفعت شعرها لأعلى في فورمة فكانت رائعة بحق، وكانت مرتدية حذاء أسود ذات كعب عالٍ.

كان الفرح رائعًا والجميع سعداء فالعروسان يرقصان وروح وحامد أيضًا، وصل مراد وقد انتصف الفرح ورأى حامد وروح يرقصان فظل ناظرا إليهما بإبتسامة ، ثم بارك للعروسين وسلم على حامد ثم وجلسا معًا بينما روح قد انشغلت باستقبال المدعويين مع زينب والتأكد من كفاءة البوفيه وجميع أصناف الطعام المطلوبة.

كان مراد يتابعها بعينيه وكيف تبدو رائعة اليوم! فهيئتها تختلف من برنامج الطبخ عنها في برنامج المسابقات والتي تختلف تمامًا اليوم.

ولم يخفى على حامد حال مراد أبدًا ولازال مشفقًا عليه فهو يشعر بمدى حبه الصادق لكنه لازال يرى أنه حب قد حُكم عليه بالإعدام  فهو للأسف يعرف أخته جيدًا.

وقبل نهاية الفرح استأذن مراد لينصرف لكن كان ينتظر روح ليسلم عليها قبل الإنصراف، وبينما كانت هابطة لدرجٍ موجود لتعود إلى القاعة، فإذا فجأة من يعترض طريقها………………………
 
انتظرونااا

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان