رواية ” روح الفؤاد ” الفصل الأول الجزء الثانى

  1. بقلم نهال عبد الواحد

ذات يوم بينما كانت روح عائدة من السوق، تحمل الكثير من الأكياس إذ انقطع أحد الأكياس وسقط ما فيه أرضًا.

فوقفت في منتصف الطريق تخرج كيسًا آخر كان معها لتجمع فيه ما سقط منها وإذ بقدم أحدهم تدعس الثمار فصاحت فيه: أنت يا هذا! ألا ترى ما تدعسه في الأرض؟!

فالتفت إليها ذلك الشاب والذي كان بالطبع هو نادر زوجها الحالي، وكان ذلك هو اللقاء الأول فنظر نحوها نظرة طويلة يتفحصها من رأسها لأخمص قدميها ثم اقترب يعرض مساعدته.

فتنحنح بلطف قائلًا: مهلًا! اتركي لي جمعهم سيدتي.

فأجابت بغضب: شكرًا!

فأسرع بقوله: كأنك متعجلة! دعيني أحمل عنكِ.

ومد يده ليجذب الأكياس التي تحملها لكنه لم يمسك بها بل أمسك بيدها فجذبتها بقوة ثم وضعتهم جانبًا كأنها تريح يدها ثم فجأة خلعت نعلها وضربته به ضربًا مبرحًا حتى فر من أمامها، ثم أعادته في قدمها وحملت تلك الأكياس من جديد وهي تسبه وتلعنه في سرها.

وبعد ذلك الموقف بيومين إذا بجرس الباب يطرق فذهبت لتفتح فوجدت هذا النادر أمامها فوجم فارغًا فاه ثم ابتسم ابتسامته المستفزة وهو يتفحص فيها.

فصاحت فيه: وماذا يعني هذا؟! أتلاحقني! هل سرت خلفي حتى باب بيتي؟! يا لك من وقح! لا حياء ولا أدب! إسمع يا هذا! أقسم إن لم تختفي من أمامي فورًا لم أضربك هذه المرة بنعلي بل بيد الهون.

وهنا جاء من الداخل شاب نحيل، طويل وقمحي اللون فيأتي مسرعًا متسآلًا: ما الخطب؟ ما هذا الصوت العالي يا روح؟! هل هكذا نعامل ضيوفنا؟!

فابتسم نادر وقال: إسمك روح! ما أجمل الإسم وصاحبة الإسم!

فصرخت فيه: إنظر! أسمعت ما قال؟ لم أرى أوقح منك في حياتي، اتركني يا أيمن! دعني ألقنه درسًا لا ينساه، ما هذه المصائب التي تأتينا حتى باب البيت؟!

فتابع أيمن بهدوء: إهدئي أختي! هو لا يقصد السوء، إنه أستاذ أيمن مدرس الرياضيات الجديد في المدرسة، أعتذر إليك يا نادر؛ أختي شديدة العصبية دائمًا لكنها لا تقصد الإساءة أبدًا.

فمد نادر يده ليصافحها فتركته وانصرفت متأففة، ثم دخل نادر وجلس بعض الوقت مع أيمن يتحدثان في بعض أمور العمل وبدأت تتكرر زيارة نادر لأيمن في المنزل ولازالت روح متعمدة ألا تخرج للقاءه حتى لا تفتح له الباب.

وذات يوم قد قابلها نادر في الطريق ونادى عليها: روح يا روح!

فالتفتت إليه وقالت بتوعد: كيف تجرؤ أن تستوقفني في طريقي هكذا بل وتناديني باسمي؟!

– كأنك نسيتيني؟!

فتأففت وأجابت بتذمر: أنت من ضربته بنعلي في وسط الطريق.

فتنحنح مبتسمًا محاولًا إخفاء إحراجه: بل أنا نادر صاحب أخيكِ أيمن.

فتسآلت بفرغ صبر: ثم ماذا؟!

– كنت أريد التحدث إليك قليلًا.

– كيف تجرؤ أن تطلب هذا الطلب؟!

– ماذا فيها إن تحدثنا قليلًا معًا؟ ماذا لو جلسنا في مكان ما؟

– هناك أشخاص تراها تنبش قبورها بيدها، أراك منهم.

– إسمعي مني أولًا!

– أغرب عن وجهي وإلا قذفتُ بك تحت عجلات أول سيارة مسرعة.

– ستكون أسعد لحظات حياتي.

فنظرت إليه باشمئزاز وتركته وانصرفت ولازال يقف يتابعها بنظره………….

انتظرونا فى الفصل التالى غدا إن شاء الله

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان