رواية ” راضية ” الفصل السابع والثامن للأديبة ” نهال عبد الواحد “

الفصل السابع

 

ما أن لمس يديها التي تفركهما ببعضهما البعض توترًا وقلقًا حتى سحبتهما فجأة وانتفضت واقفة متراجعة بخطواتٍ للخلف.

فقال لها متقدمًا نحوها: إهدي يا راضية، ما تخافيش، إهدي يا عروسة.

فنبست بغضب: بعّد عني!

-أبعد كيف وأنا عريسك؟!

-جلتلك بعّد عني وإياك تجربلي!

-طب إهدي ونتفاهم.
وكان على المنضدة صينية عشاءكبيرة مغطاة (عشاء العروس فيه مالذ وطاب) وجوارها طبق من الفاكهة وجانبه سكينًا فأمسكت بها وصاحت: على جتتي!  بعّد عني! لو جربتلي هضرب نفسي.

– عايزة تموتي كافرة! إهدي واستهدي بالله وتعالي ن…

فقاطعهما صوت أمه: يلا يا علي خلصت يا وليدي!
أبوها واخوها عايزين يطمنوا.

همس علي بصوت خافت: إيه العمل دلجيتي!

قوست راضية شفتيها بضيق: دلجيتي نطجت! ماليش صالح.

– إستهدي بالله يا بت الناس! ما عايزينش فضايح.

– جلتلك على جتتي.

فصاحت أمه مجددًا طارقة على الباب: يا علي! ماترد.

فرفع صوته الواضح فيه التوتر: نعم يا مي.

-الناس عايزين يطمنوا يا ولدي.

فخفت صوته مجددًا: أعمل ايه ما تنطجي!

وفجأة ضربت ذراعها بالسكين فنزفت دمًا.
فانتفض علي بفزع قائلًا وعيناه متتبعة الدم النازف: إنتِ إتدبيتي! إيه اللي عملتيه دي!

فمدت راضية ذراعها وقالت: طمنهم اهو.

فلم يجد علي بدًا أمام عناد راضية و إلحاح حُسنى و طرقها ونداءها المتواصل إلا أن يلبي لها طلبها فخلع جاكيت البدلة ونزع ربطة العنق وفك القميص وبعثر من هيئته ونثر في وجهه ماءً كثيرًا كأنه متصببًا بالعرق وأخذ المنديل القماشي ومسح به من دماء راضية ثم فتح الباب قليلًا مطلًا برأسه معطيًا المنديل لأمه.

وما أن رأته أمه حتى تهللت أساريرها و زغردت كثيرًا ثم قالت بفرحة: مبروك يا ولدي مبروك….
شوفت عروستك حلوة كيف؟

فتنهد و قال بتثاقل: شوفت يا مي.

– مش هتروح تجعد مع الرجالة؟

– لا.

– طب كريمة كانت عايزة تدخلها.

– ماحدش عيدخل ولا حد ياجي ولا حد يخبط تاني يا مي.

فضحكت وقالت: ماشي يا عريس.

وانصرفت ولازالت تزرغد وأغلق الباب مرة أخرى وجلس على أريكةٍ أمامها مصدومًا من فعلتها فكيف يحبها كل ذلك الحب وتكسره بعندها و وضع رأسه بين كفيه.

كان جرح راضية ينزف كثيرًا حتى بلل الفستان و غطاء السرير الذي تجلس عليه دون أن تشعر.

رفع علي رأسه بعد مرور بعض الوقت ونظر نحوها فوجد كم الدماء الهائل هذا فانتفض نحوها فقالت بتعب: جلتلك بعّد عني.

فأجاب بقلق: أنا جاي أشوف الجرح اللي بينزف دي، مش حاسة ولا ايه! عتتصفي وإنتِ جعدة مُطرحك.

– أحسن خليني أموت وأرتاح.

كانت ردودها تصدمه أكثر وأكثر لكنه اقترب وأمسك ذراعها ناظرًا فإذا بالجرح غائرٍ و يحتاج لخياطة، فهمست راضية بصوتٍ ضعيف: بعّد عني.

قالتها جاذبةً ذراعها نحوها، فقال علي: شايفة غباوتك! الجرح محتاج لخياطة، ربنا يستر وألاجي شنطتي إهني ف الأوضة ويكون فيها ولو إبرة واحدة.

فتركها و ظل يبحث عن حقيبته متمنيًا أن يجدها وبعد قليل من البحث قد وجدها، فتحها و أعد كل شيء لكن للأسف لم يجد أي مخدر.

فتحدث علي: نامي ع السرير عشان أعرف أخيطك، نامي ما تخافيش.

فاستجابت له أخيرًا ونامت حيث بدأت تشعر بالدوار أكثر و قوتها تخور فلم تأكل منذ زمن و قد نزفت كثيرًا.

فأكمل عليًا بهمس: معلهش ما لجيتش بنج،  إتحملي معاي..
ثم أحضر منشفة صغيرة و طلب منها أن تعض عليها حتى لا تصرخ بصوتٍ مدوي.

وبالفعل وبدأ يمسح الدم و يدعو الله ألا تكون الإصابة في شريان رئيسي فذلك سيلزم الذهاب لمشفى حتمًا، وبدأ علي مخيطًا جرحها ربما كانت يداه ترتعشان قليلًا خاصة وهي تتألم و تتوجع بصوتً مكتوم.

وكان من يمر من أمام الغرفة بالخارج يسمع أصواتًا خافتة وهمهمة وأنّات تتآتي من داخل غرفة العروسين فكان من يمر يضحك لأنه ظانًّا شيئًا آخر!

وانتهى أخيرًا من خياطة الجرح و ربطه، كانت من وجعها ونزفها قد فقدت الوعي وبدأت حرارتها ترتفع فأعطاها حقنة مسكنة ومخفضة، جلس جوارها يقوم بعمل كمادات ماء وظل هكذا حتى الصباح فوجد طرقًا على الباب فانتبه علي للصوت حيث قد غفلت عيناه في النوم وكان صوت منال امرأة أخيه فنادت وهي تطرق: يا علي، يا راضية، اصحو كفاياكو رجاد! الناس زمانتها جايين عشان الصباحية، جوموا عشان تُفطروا.

فصاح علي بغضب: فوتي من إهني مش وجته يا منال! فوتينا لحالنا دلجيتي!

فغضبت منال و ذهبت تشتكي لحُسنى من كلام و طريقة علي معها وتحدثت شاكية: يعني يرضيكي إكده يا مرت عمي يهب في!  كنت عملت إيه و لا عملت إيه يعني؟ ولا السنيورة اللي جاره خربطتله راسه!

أجابتها حسنى: بزياداكي يا منال، فوتيهم دلجيتي، ماجراش حاجة بعد شوي نطلعلهم تاني.

ومر بعض الوقت فصعدت حُسنى و خلفها منال بالصينية فوجدت قاسم أمامها فنادته حُسنى: جاسم، يا جاسم.

اقترب قاسم مبتسمًا لأمه: صباح الخير يا مي.

-يسعد صباحك يا ولدي! نادم على أخوك يا ولدي،  خليه يجوم بزياداه إكده.

-واه يامي ما تفوتيه لحاله،  عريس وفرحان بعروسته، ليه نزعجهم؟

فتدخلت منال بضيق: يجوموا يفطُروا الناس زمناتهم جايين عشان الصباحية، ياجوا يلاجوهم لساتهم راجدين! مش كفاية إنه دخل عنديها من عشية ومانزلش من وجتها!

اقتربت أسماء قائلة: صباح الخير، هم العرسان لساتهم راجدين؟

أجابتها منال بضيق: لساتهم ياختي، ماتنادم يا راجل!

فاضطر قاسم للنداء على أخيه: يا علي! يا عريس! جوم ياض!

فانتبه علي لصوت أخيه وكان يفكر فيما سيفعل فرد عليه: أيوة يا خوي.

– جوم عشان الصباحية وابجى روحلها بعديها،  ايه ياعم ما جادرش على بعدها!
وضحك.
فضحكت حُسنى و أسماء لكن منال بالطبع لا، فقال علي: خليك يا خوي مُطرحك عايزك.

كان علي متوترًا وفي حيرة لا يستطيع ماذا عليه فعله فراضية تكاد تكون فاقدة للوعي ومستلقية على سريرها بفستانها الملطخ بالدماء و غطاء السرير أيضًا.

حاول علي إيقاظها بهدوء دون أن يسمعه أخيه فقال هامسًا ومحركًا لها: راضية، راضية، جومي جومي أهلي برة، جومي غيري هدوماتك دي.

وظل ييقظها حتى بدأت تستفيق قليلًا ولازالت عند قولتها: بعّد عني،  بعّد عني.

– جومي غيري طيب، هساعدك عتجعي من طولك.

– بعّد عني.

نهضت واقفة مترنحة وأصرت أن تدخل الحمام وحدها وكان على مقربةٍ منها تحسبًا لأي شئ ثم تذكر غطاء السرير الملطخ بالدماء فنزعه سريعًا وبدّله، بدل ملابسه وارتدى جلباب الصباحية، طرق عليها باب الحمام فقد إستأخرها فخرجت و تكاد تقع فأسندها حتى وضعها في الفراش.

أحضر ورقة وكتب فيها سريعًا شيئًا ما ثم فتح الباب قليلًا لأخيه وكان يظنه وحده.
وما أن فتح الباب حتى عانقه أخيه بشدة وصاح: صباحية مباركة يا عريس.

فهمس له علي: خد هات العلاج دي بسرعة.

وهنا تدخلت أمه: علاج إيه يا علي! فين عروستك؟! في ايه!

جاءت منال من خلفها دفعت الباب على مصراعيه فوجدوا راضية في سريرها فاقدة للوعي.

صاحت حُسنى وهي تضرب على صدرها: مرتك مالها يا علي!

كان علي واجماً مفكرًا في سببٍ منطقي يقوله لكن لحظاتٍ و وجد الجميع داخل غرفته يطوفون بها.

نظرت منال نحو صينية العشاء فوجدت الطعام بكامله فقالت بنبرة ماكرة: واه! الوكل لساته بحاله!  للدرجة دي مافضيتوش تاكلوا!

جلست حُسنى بجانب راضية على السرير بينما سارت أسماء من جانب السرير الآخر لتجلس فوجدت فراش سرير آخر ملقى على الأرض ملطخًا بالدماء.
فصاحت: وااه! دم مين دي ياواد عمي؟

فانتفض الجميع ذاهبًا لحيث تقف أسماء.
فرد علي بارتباكٍ شديد: أ أ أ… أصل… أصل… راضية نزفت و…..

فصاح فيه قاسم: هو البعيد غشيم للدرجة دي!  ما جولتلك و وعيتك وسايبها تتصفي إكده!

تحدث علي على استحياء: إديتها حجنة، بس هي محتاجة لمحاليل عشان نزفت كتير، وكِيف ما واعيين ما درياناش بحالها.

فصاحت حُسنى: هِم يا جاسم بسرعة جبل ما أهلها والناس ماياجوا، وإنت ياعلي حطلها السخامة دي ف حتة مدارية ماحدش م الحريم يشوفها ما عايزينش فضايح!

وهمت منال بالخروج فهمست لها أسماء: على فين؟

تغنجت منال بحاجبيها وأجابت بشماتة: على صباحية أختي ربنا نجاها ودخلت عشية وكله تمام، لما يجيلكم خبر المدعوجة دي إبجو شيعولي.

– تفي من خاشمك، ايه اللي عتجوليه دي!

فدفعتها منال قائلة: يا شيخة.
ثم انصرفت……

الفصل الثامن

انصرفت منال وبعد قليل جاء قاسم بالعلاج وعلّق علي لراضية المحلول المغذي وحقن عدة حقن إليها، بعد مرور بعض الوقت بدأت راضية تستعيد وعيها فغادر الجميع الغرفة وظل علي فقط معها.

فتحت عينيها ناظرة حولها محاول أن تستوعب ما حدث فتذكرت ثم جلست فجأة و هي تجد عليًّا أمامها ثم تذكرت ما حدث وما فعلت بالأمس.

أهدرعلي: حمد الله على سلامتك!

أجابته راضية محاول الاعتدال في جلستها: الله يسلمك! تشكر على تعبك معاي و آسفة عل إزعاج.

فصاح فيها علي: آسفة! أصرفها منين آسفة دي؟! كسرتي فرحتي و جليتي بجيمتي وخلتيني أضطر أكدب على آخر الزمن جدام أهلي عشان الفضايح!

اتسعت عيناها واستطردت معترضة: كسرت إيه! كسرت فرحتك! إنت كنت فرحان بجوازك مني أساسًا!
يا راجل جول حديت غير دي، إحنا متغصبين على بعض وإنت ماكنتش فرحان ولا حاجة، ده إنت ماجدرتش حتى تطلع فيّ لا جبل سابج و لا يوم الدهب ولا حتى عشية، ماجدرتش ترفع الطرحة وتطلع فيّ حتى حب استطلاع، شيلتني وحطتني وما نطجتش بولا كلمة،  فضلت جاعدة إهني زيادة ع الساعة ولا نطجت بحرف إلا لما أمك نادمت عليك وجالتلك خلِّص،  فجيتلي عشان تدوس ع الزرار ونخلِّص، لكن كِيف نسيت إنك بالنسبة لي غريب؟ كِيف تكون غريب عني وكِيف…؟! وتجولي كسرت فرحتك! لا فرحتي هي اللي إتكسرت،  فرحة كل بنتة بليلتها و فستانها و عريسها اللي ما حسيتش بولا حاجة منيها،  يمكن حسيت شوي لما إطلّعت لنفسي بالفستان لكن إنت والحمد لله رجعتني كيف ماكنت، جبل ما تحاسبني وتعلجلي المشانج، حاسب نفسك الاول.

كان علي واجمًا و مصدومًا من كلامها اللازع له وجرأتها هذه التي لم يتوقعها أبدًا.

وبعد قليل صوت طرق علي الباب و صوت كريمة تنادي عليها: يا راضية، يا راضية.

فتح علي لها فدخلت تزرغد كثيرًا وخلفها صالح وعبد الرحمن فسلموا على العروسين وعانقوا راضية بشدة وباركوا لهما فاستأذن علي و دخل الحمام، فتح الماء فوق رأسه في الحوض محاولًا أن يفيق من صدمته.

أما راضية فجلست على الأريكة ترسم ضحكاتٍ مزيفة على وجهها وعلى جانبيها والدها و أخيها.
تحدث صالح: مبروك يا بنيتي، ربنا يسعدك يا حبيبتي!

تابع عبد الرحمن: ليكِ وحشة يا بت، معجول فراج ليلة واحدة يعمل فينا إكده أمال العمر كله ايه! ألاجي دلجيتي مين أتناجر وياه و ألطشه إكده؟

ولكزها في ذراعها المصاب فانتفضت من مكانها وصرخت صرخة انتبه إليها علي وهو في الحمام فأغلق الماء وجفف شعره و خرج مسرعًا.

فصاح عبد الرحمن بقلق: دراعك ماله؟ في إيه!

تسآل متحسسًا ذراعها وهي تجذبه نحوها.

وأكمل بصياح عبد الرحمن: ماتردي!

ثم رفع كمها عنوة لأعلى حتى رأى ذراعها مربوطًا فوجم علي و راضية دون أي رد، فنظر صالح بينهما متسآلًا: حد فيكم يجول في ايه؟

تلعثمت راضية: أصل.. أصل، إتخبطت و إتعورت وعلي خيطهالي.

ضيق عبد الرحمن عينيه وقال بشك: هو أنا ليه حاسس إنك عاملة عاملة مجندلة؟

سألها صالح: حصل إيه؟

فأجاب علي: ما حصلش حاجة.

فتسآل عبد الرحمن: يعني إيه؟

فتابع علي بحنق: لما ينجال ف الصباحية ما حصلش حاجة يبجي إيه! بنتكم إتمنعت وأنا ماهغصبش عليها.

صاح صالح: إيه الكلام دي يا راضية! صوح اللي عيجوله؟

فهزت رأسها بأن نعم وقبل أن تنطق بحرف آخر كان أخيها قد خلع نعله و أخذ يضرب فيها وصاح: تتمنعي على جوزك يا بت المركوب! يا خرببت أبوكي عتفضحينا! إنتِ فاكرة نفسك إيه؟! عايزة الناس تاكل وشنا!

تدخل علي ممسكًا يد عبد الرحمن: بزيادة ياعبده ما عايزينش فضايح، أهلي مايعرفوش حاجة.

فصاح عبد الرحمن ولازال يضربها: سيبني أربيها الجزمة بت الجزمة دي.

– خلاص يا عبده بزياداك.

وجذبه وخرج  الثلاثة رجال و راضية واجمة مما حدث و لا تصدق نفسها.

ربتت عليها كريمة: معلهش… معلهش، بس إيه اللي عملتيه دي! في واحدة تتمنع على جوزها ليلة دخلتها؟! صعيبة جوي دي!

– دي راجل ماعرفوش،  دي راجل غريب عني.

– لايميها يا راضية، أبوكي و أخوكي عرفوا وما عيسكتوش واصل.

– ماعادش يهمني؛ لما أخوي على آخر الزمن يمد يده عليّ وجدام أبوي والغريب كماني وأبوي ما يجولش حاجة يبجي خلاص، عيعملوا ايه يعني؟! عيموتوني ولا عيدخلوه عليّ بالعافية؟!

– يا بت الناس…

وهنا دخلت حُسنى مقاطعتهما: حمد الله على سلامتك يا عروسة! معلهش يا كريمة جهزيها إكده وحطيلها حبة أحمر يداري الصفار دي، ومعلهش كماني إبجي إغسلي فرش السرير و الفستان م الدم اللي فيهم.

صاحت كريمة بفجأة: دم ….دم ايه؟

تابعت حُسنى: هي ما جالتلكيش؟! أصلها يعني نزفت عشية ما تزعليش يا راضية، والله علي طيب وحنين بس… يعني… معلهش، الناس  بدت تاجي لما أنزلهم ما تتأخروش.

وخرجت حُسنى، فتسآلت كريمة بتعجب: إنتو مفهمين الولية ايه؟

– هي اللي فهمت وحديها.

– وبعدهالك يا بت الناس؟! موضوع زي دي ما هيستخباش كتير.

– بزياداك حديتك دي، خلصي.

وبالفعل زينتها كريمة وخرجت بها للضيوف وهي تجلس ناحية ذراعها المصاب حتى لا تصدمها إحداهن، ظل الناس يتوافدون للمباركة و إهداء النقطة حتى انتهى اليوم وأدخلتها كريمة، سلمت عليها و تركتها.

مرت عدة أيام كانت راضية لا تخرج من غرفتها فالظاهر للجميع أنها عروس أما الحقيقة أن عليًا منعها من النزول حتى تبرأ تمامًا، وبعد عدة أيام من المتابعة و التغيير على الجرح قد شُفيت تمامًا وكان هذا آخر عهده بها.

وبدأت راضية تأخذ دورها في أعمال المنزل مع منال وأسماء، وكانت أفضلهن تمامًا من حيث النظافة و الإتقان فقد كانت ربة منزل وطباخة ماهرة من الدرجة الأولى فكان يومها في الطبخ أو الخبيز يومًا مميزًا و من يعهد أن يأكل من يدها لايستطيع تذوق غيره.

وكل ذلك جعلها تدفع ثمن مهارتها إذ بدأ يزداد نصيبها من أعمال البيت شيئًا فشيئًا حتى صارت تفعل كل شيء من خبيز، تنظيف، طبخ و غسيل و…

كانت تستيقظ قبل الفجر وتداوم عملًا حتى الليل وتعود غرفتها ليلًا تتحمم وتدخل سريرها وتغط في سباتٍ عميق من كثرة تعبها.

ولم يكن ذلك كله فحسب بل بدأ ينحرف مؤشر معاملتهم لها لأسفل حتى تحولت من إحدى أفراد الأسرة إلى خادمة بلقمتها.

ربما لم تعترض راضية في البداية لأنها تود أن تشغل حالها عما هي فيه من عيشة مع شخص لا تريده خاصة وأن عليًّا لم يحتك بها من يومها لا بخير ولا بشر……………………

انتظرونا وباقى الأحداث

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان