رواية ” حسن وست الحسن ” الفصول من التاسع إلى الثانى عشر للأديبة نهال عبد الواحد

الفصل التاس

وذات يوم ذهبت جميلة عند تحية و تحمل معها شيئًا ما، سألتها سارة: إيه اللي جايباه ده؟

تابعت جميلة: ده نوع كيك جبته من ع النت و جربته وطلعت تحفة وعملت الصوص بتاعها كمان.

قالت تحية: لا ده احنا عدينا، تسلم إيديكِ حبيبتي.

أهدرت جميلة: تسلمي يا ماما، إده! عندكم عزومة إنهاردة ولا إيه؟

-لا يا حبيبتي إنهاردة موسم كل سنة وانتِ طيبة وبخير حبيبتي.

-وانتِ طيبة يا ماما.

-و ف نفس الوقت إمتحان مفاجئ.

إتسعت عينا جميلة وضحكت: بمعنى؟

أردفت تحية: شمري و وريني اتعلمتي إيه طول الفترة دي!

مطت جميلة شفتيها وتسآلت: طب افرضي جبت ملحق هتتغدوا إيه؟

ضحكت تحية قائلة: ما تخافيش ياحبيبتي،  يلا عشان يادوب تلحقي الوقت ولمي شعرك ده.

قالت سارة: يا ماما! هتطفشيها كده!

تابعت جميلة بسعادة: لااا توحة دي حبيبتي وتعمل ما بدالها بغض النظر عن اللي هعمله أنا.

فضحكن جميعًا.

دخلت جميلة المطبخ بالفعل، كانت معها سارة تعرض عليها المساعدة لكن جميلة قررت خوض التجربة، بالفعل بدأت في عمل الطعام و بعد فترة من الزمن جاءت منى، دخلت هي وتحية المطبخ.

أهدرت منى: لما ماما قالتلي إنك انتِ اللي هتعملي الأكل ما صدقتش!

صاحت جميلة بسعادة: مووووني…عاملة إيه؟

وتعانقتا، تفقدت تحية ما فعلته جميلة، ثم تسآلت: إده هي البطة لحقت تستوي بسرعة كده؟

أومأت جميلة وأجابت بثقة: لا يا ماما أنا شوحتها وسيبتها تنزل ميتها وتشربها و يادوب الشوربة خدت كام غلوة وطلعتها و شرختها، وآدي باقي التتبيلة اتبلها و هكلفتها و ف الفرن وكل شوية نسقيها م الصوص بتاعها.

قالت سارة: دوقت شوربتها طلعت حلوة أوي يا ماما،  دوقي  كده.

فتذوقت تحية ثم ابتسمت وقالت: اممممم! ده بأه الطالب لما يتفوق علي أستاذه.

تسآلت جميلة: حلوة بجد؟

إبتسمت تحية وصاحت بحب: ده انتِ اللي حلوة يا حلوة.

فضحكن، ثم قالت: هه! عملتي العصاج؟

أومأت جميلة قائلة: آه وخلصت الرقاق و ف الفرن، نحط البطاية بأه عشان تلحق تستوي .

قالت تحية: طب كفاية كده انتِ تعبتي أوي انهاردة، كفاية عليكِ، ناجحة مع مرتبة الشرف كمان.

فضحكت جميلة وصاحت: لاااا لسه الرز والملوخية، عارفين،  بفكر ف مشروع مطعم واطبخ فيه، بس أمشي إيدي شوية ف كام حاجة، أحسن كده هقعد اليوم كله ف طلب واحد.

فضحكن، تابعت منى: لاااا انتِ تطلعي ف برامج الطبخ زي بتوع التلفزيون و هو جمال و شطارة و لباقة.

أردفت سارة: آه! و تسمي البرنامج أحلى الأكلات مع ست الحسن و الجمال.

وهنا تغير وجه جميلة فجأة وتلاشت إبتسامتها،  اخذت مافي يدها، وضعته في الفرن دون أي تعليق.

تسآلت سارة بعدم فهم: هو انا قلت حاجة ضايقتك؟

شردت جميلة، ابتلعت ريقها بمرارة قائلة: أصل.. أصل حسن كان بيقولي كده، يا ست الحسن والجمال، يادوب أعمل الرز والملوخية عشان ألحق أروح.

صاحت تحية: لااا ده موسم ولازم تاكلي معانا.

تنهدت جميلة بقلة حيلة وتسآلت: ولو جه حسن ولقاني؟!

قالت تحية: اطمني مش بيجي غير بليل.

تسآلت سارة بحزن: إنتِ خلاص ما بآتيش عايزة تشوفيه؟!

تابعت جميلة بصوت على وشك البكاء: أنا! ربنا يعلم اللي ف قلبي، بس مش هستحمل وجع تاني بسبب أي كلمة منه.

أكملت ما تبقى في صمت تام ثم أخرجتها منى من المطبخ لتغسل هي الأطباق و المواعين، جلست جميلة مع سارة وتحية تتسامرن، تتضاحكن ثم قامت تحية وبعدها رن هاتف جميلة.

نظرت جميلة إلى المتصل وقالت: إده! دي مامي، عايزة أخش ف حتة أتكلم فيها.

أشارت لها سارة نحو إحدى الحجرات قائلة: خشي ف الأوضة دي.

دخلت جميلة تجيب أمها، كانت معها حقيبتها حيث كانت تشتم رائحتها ورائحة يديها من أثر الطبخ فدخلت و أغلقت الباب خلفها نصف غلقة،  جلست على سرير بداخل الحجرة تحادث أمها، أسندت الهاتف برقبتها، أخرجت أنواع من الكريمات هذا لليدين وذاك للأظافر و تلك معطر لليدين ثم أنهت برش عطرها في كل ملابسها وهي جالسة حتى أنهت المكالمة ثم رجعت بظهرها قليلًا تستند إلى وسادة خلفها فقد كان يوما مرهقا لها حقًا فغلبها النعاس.

بعد دخول جميلة مباشرةً دخلت سارة مع منى إلى المطبخ، دخلت تحية تصلي العصر و ذهبت عينا جميلة في إغفاءة قليلة من النوم .

وفجأة جاء حسن من الخارج، إتجه لحجرته، دخلها و تفاجأ عندما رآها، إنها حبيبته تنام في فراشه و رائحة عطرها تملأ المكان و هيئتها الرائعة الأخاذة، كم اشتقت إليكِ يا حبيبتي! لرؤياك والكلام معك!
لمسكة يديكِ والنظر في عينيكِ! أن أغرق في زرقتهما دون أن أريد الخروج!

وفي تلك الأثناء فتحت جميلة عينيها بتكاسلٍ، فرأته أمامها، هبت واقفة على الفور متهللة أساريرها، قد انسدل شعرها خلفها بطريقة ساحرة وأخاذة.

أخيرًا قد رأته و ربما يتحدثان، كم اشتقت إليك يا حبيبي!

لكن سرعان ما انقلب الموقف رأسًا على عقب ورفع حسن صوته بغضب: إنتِ إيه اللي جايبك هنا؟ بتعملي إيه؟ ممكن افهم ده معناه إيه ألاقيكِ كده؟

جاءت منى، سارة، تحية وفتحي أيضًا داخل الحجرة على صوته.

أهدرت جميلة بصدمة: أنا دخلت أرد ع التليفون قعدت عيني راحت ف النوم ،  والله ده اللي حصل! أنا عارفة إنك بتيجي بليل مااعرفش إنك جاي دلوقتي.

أومأت سارة مؤكدة: أيوة فعلًا مامتها اتصلت وأنا قولتلها خشي الأوضة دي اتكلمي منها على إنها أوضة فاضية يعني من غير ما تعرف دي أوضة مين،  ما كنتش اعرف إنك جاي عل غدا.

تابعت تحية: خلاص خلاص ماجراش حاجة واستهدوا بالله!

صاح حسن: آسف يا أمي إزاي تسمحيلها أصلًا إنها تيجي البيت ده؟ إحنا مش فاضيين للتسلية بتاعة الهانم،  وكفاية لحد كده وياريت ماتعتبيش هنا تاني، وجودك بالعربي مش مرغوب فيه، يلا اتفضلي من هنا!

نظرت جميلة نحوه بصدمة كبيرة والدموع في عينها محبوسة، أدار بعينيه عنها حتى لا يراها و يحن إليها، الباقون في ذهول و صمت، انطلقت مسرعة تخرج من الحجرة بل من الشقة بأسرها في حالة إنهيار شديدة يرثي لها.

انطلقت جميلة منهارة تقود سياراتها متجولة في الطرقات دون هدف حتى وصلت لذلك المكان الذي جاءت فيه معه يومًا، كان من أسعد أيام حياتها وإن كانت للحظات قليلة وأخذت تبكي بحرقة ومرارة شديدة.

أما حسن فبمجرد خروج جميلة بتلك الطريقة المهينة تسلل الجميع واحد خلف الآخر في صمت تام و تركوه وحده واقف مصدوم لا يصدق أنها كانت هنا و قد طردها شر طردة،  لكن ماذا بيده لقد سدت كل السبل و شعر باختناق شديد يكاد يذهب بصدره وقلبه،  كيف لذلك الوجع أن ينتهي؟

نظر نحو فراشه، هنا جلست هنا نامت، يا لحسن حظك يا فراشي لقد نعمت بقربها،  بإحتضانها،  بعطرها، نعم بعطرها، إنه يملأ المكان،  ذلك الفراش المعطر بعطرها، أخذ يشتمه، تنفس نفسًا عميقًا و يذوب ويغيب،  و تلك الوسادة قد نعمت أيضًا باستنادة رأسها،  مهلًا ما هذا؟ إنه مشبك شعرها وبه عدة شعرات منها.

مر بعض الوقت و فجأة نهض، نزع غطاء السرير وأزال كل شيء و أخفاه، أجل بجوار قميصه…………..

(الفصل العاشر)

بعد فترة جاءت أمه طرقت الباب ثم دخلت تحية، أهدرت بنبرة حانية: يلا يا حبيبي عشان تتغدى.

أجاب حسن بضيق: ماليش نفس يا أمي.

صاحت تحية: لأ بأه هتطلع و هتاكل، ده انا محنطاهم برة وحالفة ما حد دايقه غير ما تيجي معانا.

تنهد حسن قائلًا: ليه كده بس؟ كنتِ سبتيهم براحتهم.

-هو كده بأه! يلا.

-حاضر يا أمي أغير هدومي بس.

ثم نظرت تحية نحو السرير ثم قالت: إده انت غيرت فرش السرير ليه؟  ده أنا لسه مغيراه إنهاردة.

تجاهل حسن سؤال أمه وأجاب بتثاقل: هغير هدومي و أحصلك على طول يا أمي.

خرجت من الحجرة وهي شديدة الأسى على حال إبنها فهي تعلم لأين ذهب ذلك الغطاء كما تعلم أين ذهب قميصه.

خرج حسن و جلس على المائدة، الجميع يأكل في صمت حتى هو بدأ يأكل فقد كان منذ قليل لا رغبة له في الأكل لكن الطعام اليوم مغري و قد فتح شهيته وقبيل أن ينهض.

أهدر حسن: تسلم إيديكِ يا ست الكل، الأكل طعم وحلاوته زايدة إنهاردة،  يا حلو انت يا حلو.

قال الأخيرة محاولًا المزاح، أجابت تحية: بس أنا ما مدتش إيدي ف الأكل.

تابع حسن: يبقوا اخواتي حبايبي وهم تربية إيدك برضو،  تسلم الأيادي.

استطردت منى: لأ برضو، دي جميلة.

فوقف فجأة وترك المائدة دون أن يعقب، صاحت تحية: عجبك كده! كان لازم تنسحبي من لسانك و تقولي جميلة!

قالت منى: في إيه ياتوحة؟ ماانتِ عمالة تلفي و تدوري و بعدين ماهو ماسح الأطباق أدامك أهو!  عايزة ايه تاني ؟!

صاحت تحية: يا ختاااااي، رد على طول كده.

وقامت تبعت إبنها، فهمس فتحي لمنى: ده أكل جميلة فعلًا!

فهزت رأسها بأن نعم وضحكت، صاحت سارة بضيق: بتضحكي و أخوكِ متنكد!

أردفت منى: هعمله إيه يعني؟!  مش هو اللي محبكها حد كان قاله اتجوزها حالًا؟! كان مشى اليوم، و بعدين ماهو ماسح الأطباق والله يا جماعة!

فضحك فتحي وهمس لزوجته: هحاول أقفل وآجي بدري إنهاردة هه؟!   نيمي البت بأه.

فضحكت منى بصوتها، قالت سارة منسحبة: هقوم أغسل المواعين أحسن.

انصرفت و أكملا ضحكهما ثم ألقى فتحي قبلة لزوجته في الهواء و انصرف.

دخلت تحية لإبنها في حجرته وكان مستلقيًا في فراشه، قال حسن: خير  في إيه يا أمي؟

ثم تنهد قائلًا: رايحة تعلميها الطبيخ؟!  إيه عشان توفري تمن الطباخ والسفرجي؟! عشان هي دي المشكلة!

ربتت عليه تحية، أهدرت برفق: يا حبيبي هدي نفسك، والله البت دي بت حلال وبتحبك أوي،  وعندها إستعداد تستناك لحد ما تقف على رجلك.

تنهد حسن قائلًا: و بعدين! هتستني أد إيه؟! هخللها جنبي؟!  ما ينفعش،  اللي زينا يا أمي مش من حقه يحب لأن الحب م الكماليات،  أنا بأه مش أروح أحب، لا ده أنا أبص لفوق و لفوق أوي،  و أديني وقعت على جدور رقبتي ولسه مش عارف ألملم نفسي.

-بس هي هتستناك.

-تاني!  الموضوع مطول أوي مش عشان بس أقف على رجلي، عشان أليق، عمومًا بعد اللي حصل إنهاردة عمرها ما هتيجي هنا ولا هترضى تبص ف وشي تاني.

-ربنا يخفف عنك و يكتبلك الخير يا حبيبي!

ثم خرجت وتركته في همه.

مرت أسابيع و أسابيع، حسن في ورشته يعمل كثيرًا ليلًا نهارًا لينهض بحاله و حال ورشته، ربما من أجل أن ينسى، لكنه لا ينسى فذكرياتها تلاحقه في البيت والورشة حتى في أحلامه وتمنى أن ينساها، ود لو يدعو الله لكنه يخشى أن يستجيب له وينساها فعلًا.

فهو يتألم ويعشق ألمه، يفتح خزانة ملابسه من حينٍ لآخر، يفتح قميصه و غطاء السرير، يشتم رائحة عطرها فيجدها لا تزال فيها فيتلمسها كأنه يراها.

أما هي فمضت وقتًا طويلًا لا تخرج حتى من غرفتها و أقصى ما تذهب إليه هو النزول ليلًا إلى حديقة الفيلا.

بقدر ما وجعها أسلوبه معها إلا أنها لم تستطيع أن تكرهه، التمست له العذر،  تشعر بقلة حيلته تلك وتقدر و تتمنى لو بدل الله الأحوال إلى خير حال.

بدأت بعد ذلك تخرج جميلة للعمل مع أبيها في شركته، كان صاحب لشركة سياحة، بدأت تتعلم و نفضت من حياتها أي أفكار أخرى حول الزواج وخلافه فحسن قد دخل وسكن القلب و أغلقه و ألقى بالمفتاح.

أنا وقلبي يا روحي حياري يا روحي حياري
سنين و لا بننسي يا عيني خسارة
دريتك دمعتي دريتك دمعتي خايفة ليشوفوها

و ذات يوم جاء عمها من السفر، زارهم في المنزل، كان عمها ممدوح يكبرها بأعوام قليلة فهو الأخ الأصغر لسراج أخوه من أبيه، كان مسافرًا من فترة وكان قريبًا من جميلة حتى في الطباع، لعله جاء في الوقت المناسب، فرغم انغماسها في العمل لكن لم تخرج من تلك الحالة أبدًا.

وما أن علمت جميلة بمجيئه حتى هبطت مسرعة على الفور، تعانقا، حملها و دار بها ثم جلس الجميع بعض الوقت يتحدثون في أمور شتى.

لاحظ ممدوح بسهولة ذلك التغير في شخصية و نفس إبنة أخيه فلم يعهدها بذلك الهدوء و الذبول.

تسآل سراج: هه! وقاعد أد إيه المرة دي؟

قال ممدوح: لا خلاص على طول أنا اشتريت مصنع عربيات صغير،  هو مش مصنع أوي يعني، حاجة صغيرة كده و ربنا يسهل.

ولاحظ فجأة تغييرًا في وجه جميلة فلم يعلق.

أكمل سراج: مش فاهم وجع القلب بتاعك ده ليه؟ ما تيجي تشتغل معايا وتسكت، ما كله ليك انت وجميلة ف الآخر.

تأفف ممدوح وأهدر بضيق: يا خويا ربنا يديك طولة العمر! كلام ايه اللي بتقوله ده؟!

-طب مش ناوي تتجوز ونفرح بيك!

نظر ممدوح إلى جميلة و قال بمزحة: طب وخطيبتي دي اعمل فيها إيه؟

فضحك سراج وصاح: يا بني بتكلم جد.

إلتفت نخو إبنة أخيه قائلًا: طب ما تشوفيلي عروسة يا جوجو،   واحدة صاحبتك تكون حلوة زيك.

أجابت جميلة بتثاقل غير معهود: يا ريت، إلا كلهم تافهين.

ابتسم ممدوح وقال: طب بقول إيه، ما تقومي تلبسي كده و نخرج خروجة حلوة مع بعض، وحشاني وعايزين نرغي.

أومأت جميلة: تمام.

وانصرفت.

أهدرت ديدي براحة: أخيرًا هتخرج.

وبالفعل بعد قليل نزلت جميلة بعد أن بدلت ملابسها
لكن لم تكن تلك الهيئة التي يعهدها منها عمها في السابق……………….

الفصل الحادي عشر

خرج ممدوح مع جميلة، دار بالسيارة في الطرقات و الصمت سائد فقط يستمعان للموسيقي حتى وصلا لمكان هادئ، ترجلا من السيارة، تأبط يده في يدها كما اعتادا من قبل،  دخلا، جلسا و مر بعض الوقت.

تحدث ممدوح: ما احنا مش نازلين عشان نفضل ساكتين كده، فينك من زمان قطعتي فجأة ليه؟ بطلتي تكلميني ولا تردي علي؟  مالك دبلانة كده ليه؟ فين جوجو عايز اسمع اللي ماكانش ينفع تقوليه ف البيت.

أفاقت جميلة من شرودها وسألته: إنت صحيح هتفتح مصنع عربيات؟

تأفف ممدوح: شوف باقول إيه و هي تقول إيه!

– جاوبني الأول.

– أيوة يا ستي، بس ده حاجة صغيرة لسه.

– مش مشكلة المهم محتاج مهندسين زيك؟

– ف الأول كفاية واحد أو اتنين لحد ما الدنيا تمشي،  هنزل إعلان وربنا يسهل، جاوبيني إنتِ بأه.

– أنا عندي ليك مهندس شاطر وهايل، شغله نضيف جدًا بس محتاج ياخد فرصته.

كاد أن يغضب لكنه تمهل قليلًا، أدرك أنها قد أجابتها و إن كانت الإجابة تحتاج لتفصيل.

تسآل ممدوح وهو يتفرّس ملامحها: مهندس ولا ميكانيكي؟

-مهندس ميكانيكي زيك بالظبط، زيك ف كل حاجة و والله شاطر جدًا و أخلاق، وأول ما تشوفه هيدخل قلبك على طول.

– يدخل قلبي أنا برضو! واضح إنه مهم أوي.

فسكتت.
فأكمل: جوجو، أفهم بأه الحكاية من أولها.

فقصت له كل ماحدث منذ أن ركب معها متأففًا وحتي عرف حقيقة أهلها و طردها من ورشته.

صاح ممدوح: يعني طردك ولسه عايزاه؟

صاحت جميلة بإنفعال: يووووووه! ماتفهمني بأه.

– إهدي كده وبالراحة، أنا بسأل.

– هو ما طردنيش زي ماانت فاهم، ده غصب عنه، حس بقلة حيلته فجأة،  حس إنه قليل عليّ و إنه مش أدي والمسافات كبرت أوي، وفهم إنه بكده بيبعدني عنه وبيكرهني فيه، مع إني عارفة وحاسة هو بيتعذب أد إيه،  هو عنده كرامة وعزة نفس.

– عشان راجل بجد غير سوسو وميكي اللي أمك بتجبهملك، طب يعني أعمل إيه؟! أروح أقوله تعالي اشتغل عندي!  مش فاهم.

-لا طبعًا مش لازم يعرف إنك عمي و لا إنك تعرفني أصلًا، يعني كفاية إسمك الثلاثي مش لازم اسم العيلة.

– وبعدين!

– تروحله بعربيتك كأنها بايظة أو فيها مشكلة وكلمة ف حدوتة إعرض عليه الموضوع، ولا أقولك اخبط عربيتك زي ما كنت بعمل و روحله بيها يصلحالك وجربه وشوف شغله.

– إيه العته ده!  وهو صدق؟

-لأ، لاقيته ف مرة بيقولي العربية دي ما تجيش تاني، كأنه كشفني.

– لازم طبعًا، عشان لو صدقك يا يبقى أهبل يا نصاب، بس…
أنا عرفت هجربه إزاي! عربية ماما لولا الله يرحمها!

-إييييييه؟! لا طبعًا دي خردة،  إنت كده بتعجزه!

-دي عايزة حد شاطر ومتمكن، مش برضو واثقة ف شطارته ولسه كنتِ بتحكي عليها من شوية، ولا كان كلام وخلاص!  يبقي تسبيني أتعامل، شغله هيثبتلي مستواه فعلًا، ولا عايزاني أرمي فلوسي؟!

فلم تستطيع الرد.

في اليوم التالي ذهب ممدوح بالفعل للورشة عند حسن وكان يتصل بجميلة من حين لآخر ليعرف الطريق بالضبط حتى وصل بالفعل وترجل من سيارته أمام الورشة.

اقترب من المدخل وأهدر: سلام عليكم.

أجاب حسن: وعليكم السلام ورحمة الله، أي خدمة، اتفضل حضرتك.

تابع ممدوح: بصراحة عندي عربية بس محتاجة شغل كتير وبصراحة هي غالية و كنت محتاج حد شاطر أوي عشان يقدر يصلحها.

تدخل فتحي: ماركتها إيه يا باشا؟

أردف ممدوح: أنا قصدي غالية عليّ،  بتاعة المرحومة أمي وكانت مركونة، كنت محتاج لحد عنده خبرة و أمانة لأنها من ريحة أمي ونفسي تشتغل.

أومأ حسن قائلًا: بص يا فندم حضرتك تقطرها هنا وإن شاء الله ربنا يقدرني و أصلح اللي ينفع فيها، وهكون صريح معاك،  بس لازم طبعًا أشوفها الأول.

أومأ ممدوح بإعجاب: تمام، أجيبها امتى؟

أجاب حسن: أي وقت تحبه أنا فاتح كل يوم وتحت أمر سيادتك،  بس يعني،  حضرتك عرفت سكتي منين؟!

ابتسم ممدوح مجيبًا: آه، شوفت إعلان عن ورشتك أون لاين بيشكر فيك و ف خبراتك فقلت أجرب، بس أنا ارتاحتلك بصراحة وان شاء الله تتصلح على إيدك.

شرد حسن قليلًا للحظة لاحظها ممدوح ثم قال بنبرة قد تغيرت: إن شاء الله أكون عند حسن ظنك، شرفت يا باشا.

وغادر ممدوح وكان إنطباعه الأول نحو حسن جيد فهو يبدو مريحًا و على خُلق.

في اليوم التالي سحب ممدوح السيارة وذهب بها إليه، فتحها حسن و فحصها جيدًا، علم ماتحتاجه لكنها تحتاج لعمل وجهد وأيضًا وقت فترك ممدوح السيارة و أعطى حسن بعض المال كجزء من الحساب.

كان من حين لآخر يمر علي الورشة بحجة متابعة السيارة ثم يجلس بعض الوقت يتبادلون أطراف الحديث في موضوعات شتى حتى جاء ذات يوم وقد انتهى حسن من تصليح السيارة إلا جزء منها أخبره به لأنه يحتاج لقطع غيار خاصة باهظة الثمن وغير متوفرة وقد أعجب ممدوح بصراحته وأيضًا مهارته.

خلال تلك الفترة السابقة نشأت نوع من الصداقة الخفيفة بين ممدوح، حسن وفتحي وقد وعدهم أن يجئ إليهم زائرًا وليس زبونًا.

بعد عدة أيام جاء ممدوح بالفعل للورشة كصديق وجلسوا معًا يتجاذبون مختلف الأحاديث حتى قرر ممدوح فتح الموضوع، فتنحنح قائلًا: في موضوع مهم كده يا حسن كنت عايزك فيه.

أومأ حسن: اتفضل خير!

– زي ما انت عارف أنا كنت عايش برة ولسه راجع وبصراحة قررت استقر هنا.

-وماله.

-اشتريت مصنع لتجميع العربيات، طبعًا هو لسه حاجة صغيرة كده عل أد،  بس محتاجة وقت و مجهود و شغل كتير أوي عشان تكبر، ويا مسهل يمكن ف يوم أقدر آخد توكيل مثلًا، أنا أصلًا مهندس ميكانيكا وكنت محتاج حد معايا لحد ما الدنيا تقف على رجلها، و بصراحة كنت هنزل إعلان، لكن بعد ما اتعرفت عليك بصراحة اطمنتلك و عجبني شغلك و دماغك، فإيه رأيك لو جيت تشتغل معايا وبقول معايا مش عندي.

تنهد حسن وتابع: والله حضرتك دي مفاجأة و بعدين بصراحة أنا ماقدرش أتصرف ف الورشة دي ولا أسيبها دي ورشة أبويا وكان حلمي أكبرها مش اقفلها ولا أبيعها .

– وأنا لا قولت إقفلها ولا تبيعها، سيبها وخليك هنا وهنا عجبك الشغل معايا يبقى يادار ما دخلك شر وإن شاء الله نكبر سوا ومش بعيد نخلي الورشة دي مركز صيانة تابع للمصنع،  ولو ما عجبكش تقدر ترجع ورشتك براحتك.

-بصراحة موضوع زي ده محتاج تفكير خصوصًا إن معايا أمي و إخواتي ولازم طبعًا آخد رأيهم.

– أكيد طبعًا، خد وقتك ف التفكير ده حقك تمامًا و رقمي معاك وأيًا كان ردك بلغني بيه،  عل إذنك.

انصرف ممدوح وكانت مفاجأة حسن كبيرة لذلك العرض، ظل أيامًا يفكر ويفكر، رغم وجود فتحي وقت العرض إلا أنه لم يتحدث معه إطلاقًا، انتظر أن يفتح حسن معه الكلام.

وذات يوم جمع حسن أختيه و أمه وفتحي في بيت أمه، ثم قال: بصراحة يا جماعة في موضوع مهم جامعكم عشانه مش عارف أقرر فيه ومحتاج أسمع رأيكم.

أهدرت تحية بحنان: خير يا حبيبي!

فأخبرهم حسن عن ممدوح منذ أن جاء كزبون، كيف نشأت الصداقة بينهم وحتى ذلك العرض الذي عرضه عليهم.

قال فتحي: بص يا حسن إنت مش هتحتاج تقفل الورشة أنا موجود فيها مكانك، و بصراحة أنا شايفها فرصة ليك، ده كان حلمك ياحسن انت نسيت، وتبقى قطعت نص الطريق لأن بصراحة كان أدامك مشوار أد إيه أصلًا عشان تجيب مصنع زي ده حتى لو مصنع صغير،  فدي فرصتك استغلها،   وزي ما قالك لو ما عجبكش تقدر ترجع و ورشتك ف الحفظ والصون،  و طبعًا الرأي الأول والأخير ليك.

أومأت منى: أنا موافقة يا حسن.

تابعت سارة: وانا كمان موافقة، مش بس عشان حلمك،  عشان كمان أخيرًا هتتعامل كمهندس مش مجرد ميكانيكي ودي شغلتك اللي بتحبها و ساعتها هتقدر تبتكر وتطلع أفكارك اللي ماكنتش عارف تنفذها ازاي.

أكملت تحية بتشجيع: وانا يابني معاك ف الصالح،  و طول ماانت بتشوف شغلك وتعمل اللي عليك هتوصل وتكبر،  و زي مافتحي قال أديك قطعت نص المشوار، وبصراحة الجدع ده دخل قلبي من قبل ما اشوفه.

ضحك حسن قائلًا: يا ما انت كل الناس بتخش قلبك قبل ما تشوفيها.

صاحت تحية: لا يا عينيا مش كلهم، في ناس بتدخل و تربع جوة قلبي وناس تانية لما تعمل اللالي عمرها ماتعتبه،  اتوكل على الله يابني و ربنا يفتحها ف وشك ويرزقك من أوسع الأبواب!

(الفصل الثاني عشر)

مر عدة أيام دون رد من حسن، وكان كلما جاء ممدوح يجلس مع جميلة يجدها طبعًا قلقة ومتوترة وتقوم وتذهب وتروح وتجيء.

صاح فيها ممدوح: ارحميني،  مش كل ما اشوفك تخيليني رايحة جاية كده.

ألقت جميلة بنفسها على الكرسي وتنهدت قائلة: إزاي مايردش عليك كل ده؟! ده المشروع اللي كان بيحلم بيه!

زفر ممدوح: لا إله إلا الله!  مش لازم يفكر و ياخد وقته ف التفكير.

– بس ده كتير أوي، ما تكلمه وتشوفه إتأخر ف الرد ليه؟!

-لأ طبعًا إيه الهبل ده! بصي يا جوجو إنتِ طلبتي حاجة وأنا بحققهالك بس بطريقتي،  اطلعي منها انتِ بس.

قاطعهم صوت رنين هاتف ممدوح إنه حسن، قفزت جميلة وصدحت: إيه هو؟!

فهز رأسه بأن نعم، فاقتربت مسرعة من عمها وتوسلت: طب افتح الاسبيكر كده، أصله واحشني أوي ونفسي اسمع صوته.

اتسعت عينا ممدوح ونبس بغضب: ما تتلمي يا بت.

-طب حتى أسمع أول آلو.

-لا ده انتِ مجنونة رسمي.

تنهدت جميلة وأهدرت بوله: اعمل إيه بحبه و واحشني.

صاح فيها ودفعها قليلًا لتبتعد عنه: يا بت أنا عمك هتسوقي فيها، اسكتي كده خليني ارد ع الراجل.

فسكت صوت الهاتف، اتصل به ممدوح وبدأ في التحدث إليه، كانت جميلة تقفز على كتف ممدوح لتصل للهاتف و تلصق أذنها وهو يدفعها حتى انصرف من أمامها وأكمل حديثه من مكان آخر، فاستشاطت غيظًا.

وافق حسن على العمل مع ممدوح، كثرت اللقاءات بينهما للإتفاق على تفاصيل العمل و بدءا العمل معًا بالفعل.

كان فتحي هو من يدير الورشة وحسن يتابعه من حين لآخر، أحيانًا يعمل معهم فتحي أيضًا وصار الثلاثة أصدقاء يعملون معًا بجدٍ تام، يتسامرون معًا وأيضًا يتواجدون معًا في الورشة.

عام بعد عام يزداد العمل، التعب و الإجتهاد، بدأ المصنع يعمل بشكل أفضل و منتظم، لازالوا يجتهدون أكثر و أكثر ليحققوا الأفضل فالنجاح مرة يتابعه الكثير من النجاحات فالنجاح في حد ذاته هدف لا نهائي فلا راحة بل جهد وعمل متواصل.

بدأ يكبر إسم المصنع، تزداد المبيعات و الربح و بالفعل بدأت تتحول الورشة لمركز صيانة تابع للمصنع.

كانت جميلة لازالت تعمل مع أبيها لكنها قد اكتسبت خبرة كبيرة على مر تلك الأعوام لكن كان أكثر ما يحزن والديها عزوفها عن الزواج و الإرتباط خاصة مع كبر عمرها.

كانت جميلة تسأل دائمًا عن أخبار المصنع من عمها و بالطبع كانت تقصد أخبار حسن، كلما سمعت بتقدم و توسع العمل ونجاحه سعدت للغاية فكل خطوة يخطوها المصنع للأمام هي خطوة تقرب حسن منها.

حسن الذي لم تنساه أبدًا طوال تلك الأعوام ولم تعد تطيق بعاده.

أما حسن فرغم ضيق وقته بسبب العمل الشاق المستمر إلا أنه لا يزال يراها أمامه فهي دائمًا هدفه حتى وان كان بعيد المنال.

حتى بعد انقطاع أخبارها لديه فلم يعد يعرف عنها أي شئ حتى إنه لا يعرف طريقها واستحيا كثيرًا أن يطلب رقم هاتفها من أمه أو أخته فلم يقوى أصلًا على سؤال إحداهما.

وكان يلوم نفسه على ما فعله معها آخر مرة،  ترى أين هي الآن؟
كيف حالها؟ هل تذكره؟
هل عاشت حياتها؟ هل تزوجت بآخر؟
و إن كانت قد نسيته وعاشت حياتها فكيف السبيل لأن يعيش حياته هو الآخر؟!

وصفولي الصبر…….. لاقيته خيال….. وكلام ف الحب
كلام ف الحب…….. يا دوب يتقال
أهرب من حبي أروح علي فين
ليالينا الحلوة ف كل مكان
مليناها حب إحنا الإتنين
ملينا الدنيا أمل

و بعد أعوام من العمل الشاق استأذنت تحية من ولدها أن يدعو ممدوح عندهم في المنزل فهي تود أن تعرف ذلك الشخص الذي فتح طاقة القدر لفلذة كبدها من أوسع الأبواب.

وبالفعل دعاه على العشاء ذات يوم و قد لبى ممدوح دعوته و ذهب معه بالفعل للمنزل، كان نفس المنزل فلن تقبل تحية أن تخرج منه وتذهب لمنزل جديد فلم تسمح سوى بالتجديد فقط.

فهو البيت الذي يحمل ذكرياتها فمن أين تأتي بها إن تركته فاحترم ذلك حسن لكن فتحي ومنى قد ذهبا لمنزل جديد في مكان أرقي.

لكن لم تترك أمها فهي في زيارة دائمة لها و وصل ممدوح لمنزل أم حسن وما أن اقترب من الباب حتى اشتم أشهى الروائح، دخل ممدوح وكان يجلس مع حسن وفتحي ثم خرجت إليهم تحية مرحبة بهم وخاصة ممدوح.

أهدرت تحية: يا أهلًا يا أهلًا، منور يا بني.

أجاب ممدوح باحترام: أهلًا بحضرتك البيت منور بأهله والله!

-كان نفسي أشوفك من زمان ياابني.

-المهم إنه حصل.

-لا بس إتأخرت أوي العزومة دي.

-بالروايح اللي أنا شاممها دي تبقي إتأخرت جدًا،  بس ملحوقة هبقى لاجئ عندكم على طول.
فضحكوا.

تابعت تحية بحب: يا حبيبي تآنس و تنور طب جرب و اعملها،  حسن قالي إنك عايش لوحدك.

كان ممدوح لا يزال يتحدث إلى تحية وفي تلك اللحظة دخلت سارة تحمل صينية من أكواب العصير، وقعت عينيه عليها، وجم فجأة، سكت و أخذ ينظر إليها بشكل واضح قد لاحظه الجميع خاصة تحية الذي أعجبها ذلك للغاية.

صاحت تحية: تعالي يا سارة،  سارة بنتي وأخت حسن الكبيرة.

أجاب ممدوح دون أن يهبط عينيه من عليها: أهلًا وسهلًا يا فندم، تسلم الأيادي.

أخذ كوب من الصينية، وضعت سارة الصينية فقد شعرت ببعض الحرج والإرتباك من هذه النظرات رغم أنها لم تتبين ملامحه.

استطرد حسن: إيه يا سارة هتسدي نفسنا بالعصير ولا إيه؟ فين الأكل؟

همست سارة بإرتباك: حاضر… حاضر.

انصرفت مسرعة و رغم وضوح الموقف للجميع إلا أنهم ظلوا يتحدثون في أي موضوعات حتى أعدت المائدة تمامًا.

كانت وليمة حقًا، جلس الجميع يتناول الطعام ورغم استمتاع ممدوح بذلك الطعام ومذاقه الشهي إلا أنه كان يختطف بعض النظرات السريعة نحو سارة.

كانت سارة تشعر بتلك النظرات و تربكها بشدة رغم أنها لم ترفع عينيها من الطبق الذي أمامها إلا أنها تشعر بعين تراقبها.

كانت سارة تستمع إلى أحاديثهم في صمت، دون مشاركة إلا إذا وجه إليها حديثًا مباشرًا، كانت ترد بالكاد دون أن ترفع عينيها ثم تعود من جديد لصمتها،
فهذا موقف جديد عليها ولم تتعرض إليه من قبل.

كان حسن متابعًا لممدوح و سارة لكنها كانت لحظات حتى شرد بعيدًا في زمان ومكان آخر إنه معها الآن، فجأة نظر وجد أمامه تلك العيون التي أسرته و أذابته و غرق في زرقة بحورها،  تنهد يسأل نفسه هل لنا من لقاء يومًا؟

صار الجميع هم من يلاحظون حسن الآن في حزن بالغ فهم يدركون فيم شرد حسن لكن لاسبيل لذلك لقد أضاعها بسوء تصرفه و سد كل السبل.

وأيضًا فهم ممدوح فيم شرد واشفق عليه كثيرًا كما يشفق على إبنة أخيه التي لا تمل أبدًا من السؤال عنه وعن أخباره.

أنهوا طعامهم، جلسوا قليلًا ثم ذهب كل منهم إلى حال سبيله.

واعملك إيه باقول هنساك
وما بنساش ليه هواك لسه
أنا عايشة عليه ومش حاسة
إن انا هقدر أعيش غير بيه

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان