رواية”روح الفؤاد ” الفصل التاسع والعاشر
تنويه : بناءا على رغبة قرائنا الأعزاء بعد تفاعلهم المميز مع أحداث رواية روح الفؤاد للأديبة ” نهال عبد الواحد ” فقد قررت شبكة اللواء الإخبارية نشر فصلين كاملين من الرواية فى كل مرة
كما يسعدنا بعد انتهاء نشر الرواية ان نستضيف الكاتبة نهال عبد الواحد فى ندوة عبر شبكة اللواء لمناقشة أحداث الرواية بمشاركة قرائنا الاعزاء
رواية ” روح الفؤاد ”
الفصل التاسع
بقلم:نهال عبد الواحد
خرجت روح من المشفى ومكثت في بيت أخويها من جديد ويومًا بعد يوم وقد بدأت تستعيد صحتها لكنها ليست على مايرام برغم تواجد أخويها معها بالإضافة لإيمان وزينب أيضًا.
لم تكن روح تأكل إلا بضع لقيمات وبعد إلحاحٍ شديد من الآخرين حتى إنها قد خسرت من وزنها، وصارت قليلة الكلام ترد بالكاد على قدر السؤال، صارت تميل إلى الجلوس بمفردها معظم الوقت.
وذات صباح استيقظت و أعدت الفطور لأخويها اللذين تفاجئا بها.
فأهدر أيمن بلطف: صباح الخير عزيزتي! لِم التعب؟!
فتابع حامد: عزيزتي! لازلتِ متعبة لا ترهقي نفسك!
أجابت بتثاقل: لقد صرت أفضل، أيمن! متى ستعود اليوم؟
فأجاب أيمن: في حدود السادسة مساءً.
فتابعت روح بجدية: إذن فاضبطا موعدكما معًا لأني أريد التحدث إليكما بشأن أمر هام.
فتسآل حامد بقلق: خير!
فأومأت بفرغ صبر: بعد الغداء، فأيمن متعجّلًا الآن.
فتابع أيمن: حسنًا عزيزتي، لكن لا تنسي نفسك وتجهديها بأعمال المنزل.
فأومأت بتفهم وأردفت: لا تقلق عليّ عزيزي.
خرج أيمن بعد أن تناول الإفطار وذهب إلى المدرسة وبعدها إلى مجموعات الدروس الخصوصية، بينما روح قد قامت بالأعمال المنزلية وأعدت الغداء ثم جلست تنتظر تجمع أخويها.
وفي حوالي السادسة والنصف مساءً كان قد تجمع أخويها فأعدت السفرك وتناولوا غدائهم وبعد الغداء أعدت روح الشاي وأخضرته لهما وكانا يجلسان أمام التلفاز.
صاح أيمن بلطف: إنه مسلسلك المفضل يا روح! هيا اجلسي وتابعيه!
فلم ترد بل أخذت جهاز التحكم وأطفأت التلفاز.
فنظر الأخوان بعضهما إلى بعض ثم تابع حامد: خيرًا!
فأهدرت روح بجدية: أريد محامي أو محامية ماهرة في الأحوال الشخصية.
فوجم الاثنان فأكملت: سأرفع دعوى خلع على نادر.
فقال أيمن: لكن أنتِ بذلك تتنازلين عن كل حقوقك!
فأومأت برأسها أن غير مهتمة وقالت: لا يهم، لا أريد منه نَفَقة ولا مؤخر ولا أي شيء، لا أريده وأريد خلعه ولن أنتظر حتى يتكرم علي ويطلقني، تلك الصفحة يجب أن تقطع تمامًا وتذهب بحلوها ومرها.
فتسآل حامد: أهذا قرارك الأخير؟!
فأومأت مؤكدة: أجل! قد انتهى الكلام.
فتأفف أيمن قائلًا بضيق: حتى أن هذا الجبان لم يحضر أو يتصل نهائيًا.
فصاح حامد بغضب: كنت أتمنى ضربه علقة موت، لقد أحضرت تقارير بحالتك من المشفى يجب أن نقدمها في القضية حتى ينال عقابه.
فتابعت روح: ابحث أولًا عن المحامي، وسأتحمل تكاليف القضية الكامل حتى لو بعت مصاغي.
فصاح أيمن معترضًا: ما هذا الكلام؟! ألا ترينا رجالًا؟!
– بل رجالًا عزيزي، لكن أنت الآن عليك تكاليف زواج وشقة وخلافه من تلك التكاليف الشاقة، أما حامد لم يجد عملًا بعد، وهذه حريتي أنا ولن يدفع ثمنها سواي، لكن رجاءً أود ذلك الأمر في أقرب وقت.
فقال حامد يحاول أن يهدئها: حسنًا أختي سننفذ كل ما تريديه.
وتركتهما ودخلت لحجرتها كعادتها وظل الأخوان جالسين في وجومٍ وحزن لا على أمر الخلع بل على حال أختهما.
وبعد بضعة أيام قد وجدوا محاميًا مناسبًا، ذهبت روح بصحبة أخويها وبعدها أعدوا الأوراق و كل الإجراءات اللازمة، تم بالفعل رفع دعوى الخلع و تحدد موعد الجلسة، أرسلت الدعوة لنادر في المدرسة على يد محضر حيث أنه دائمًا لا يتواجد بالمنزل والمدرسة أضمن مكان يتواجد فيه مما أثار له بلبلة وغضب غضبًا شديدًا حيث تفاجأ من فعلة روح فاستأذن من المدرسة واتجه لروح ولحُسن حظها كان معها حامد بالبيت وهو من فتح له الباب.
انطلق نادر للداخل مقتحمًا البيت بمجرد أن فتح له حامد وهو ينادي على روح بملئ صوته حتى إنه قد اتجه لغرفة نومها وكاد يقتحمها لولا أن جذبه حامد من ذراعه ليوقفه وصاح فيه: أين تذهب؟ هل هي وكالة بدون بواب؟!
فأجاب نادر مقتحمًا: أريد زوجتي، روح يا روح!
فخرجت إليه و وقفت أمامه وقالت بجدية: ما هذا الصخب والصوت العالي؟!
نادر وهو يخرج ورقة الدعوة من جيبه: ما الذي فعلتيه؟ قضية خُلع!
فرفعت روح سبابتها وصاحت محذرة: اخفض صوتك يا هذا! واعتدل في طريقة كلامك معي! أجل قد رفعت عليك قضية خُلع وسأخلعك.
فتسآل نادر بخزي: ماذا جرى لك يا روح؟!
فتابعت بفرغ صبر: كلامي واضح ومفسر تمامًا، ليتك تتذكر لقد كنت في مهلة لآخر فرصة وقد أضعتها وللأبد.
– كل ذلك من أجل أن دفعتك بالخطأ من فوق الدرج أم من أجل بعض الهواجس والتهيؤات بداخل رأسك وحدك؟!
فضحكت بسخرية قائلة: هواجس! تعلم جيدًا أنها ليست هواجس، يقال أن الانطباع الأول يدوم، وهذا ما حدث بالضبط، أول لقائي بك عندما ضربتك بنعلي، أتذكر! رأيتك مجرد فرد شهواني، كنت تلاحقني ذهابًا وإيابًا، كنت أشتد عليك في ردي وعندما أفلست جئت لتخطبني ربما تتقرب إليّ وتنال غرضك لكن لم يحدث، ابتكرت قصة كنت أمر بالصدفة وأنا متأكدة أنها لم تكن صدفة بل تريد أن تنفرد بي لكن لم يحدث، وللعلم كنت دائمًا بالداخل وأنت تطرق الباب في كل مرة ولم أكن أفتح ثم تصنّعت الغضب وقاطعتني، وفي النهاية اضطررت لإتمام الزواج.
لن أنكر أن إحساسي قد تحرك نحوك قليلًا لكن سرعان ما انتهى كل شيء بتجاهلك وإهمالك لي فسريعًا ما انتهيت واكتفيت مني و تعاملت مع إهتمامي بك بقمة البرود وقلة الذوق، وصفتني بالذبابة و….. و……. بالطبع تعلم كل كلمة وصفتني بها، كل كلمة قلتها وآلمتني بشدة.
أتذكر كم مرة وضعت يدي عليك ودفعتها بقوة كأن شيئًا مقزز قد لمسك! متى تحدثت إليّ أو تعاملت معي كإنسانة و زوجة بل عاملتني كأني مجرد إمرأة من أجل…….
هل تعلم أني كثيرًا ما كنت أقابل في طريقي سيدات تسألني عن مدى صلتي بك وكن تتفاجئن عندما أخبرهن بأني زوجتك وتتعجبن كيف لمثلي تعيش معك! أتعلم من هن؟! هن أمهات لطالبات تطاولت عليهن بتصرفاتك القذرة أيها الدنئ!
كان لدي أمل، أمل ضعيف ربما يُصلح حالك و تتوب لكن لم يحدث، حتى عندما دخلتُ المستشفى لم تأتي إلا من أجل دفع الحساب.
فطأطأ رأسه قليلًا ثم رفعها قائلًا: كنت أنتظرك تريحين أعصابك وتستجمي.
فوضعت يدها على خصرها بتهكم قائلة: والله! حسنًا! أنا أريد الإستجمام وراحة أعصابي حقًا يا فاعل الخير! لكن للأبد، مللت منك ولم أعد أطيقك ولا أطيق حتى رؤياك ولا سماع صوتك ولا حتى سماع إسمك.
فتسآل بضيق: هل هذا آخر كلام لديك؟!
فأجابت بثبات: أجل! نتقابل في المحكمة إن شاء الله! يا ليت الحكم يكون من أول جلسة لأني لم أعد أطيق أن أظل على ذمتك أكثر من ذلك.
وتركته ودخلت حجرتها وصفعت الباب في وجهه وقد صار في قمة غضبه، وكان حامد يقف صامتًا ويتابع الحوار فقط، فروح قد ردت عليه بردودها القاطعة البتّارة فلم يحتاج لأن يتدخل.
فدفعه حامد على كتفه بغضب ثم صاح : أعتقد أن الرسالة قد وصلت وبحذافيرها، هيا من هنا لقد نفذ الأكسجين، هيا لأني بالكاد أمنع نفسي عنك.
فتسآل بتبلد: كأنك تريد ضربي مثلًا!
– مثلًا!
فنظر له نادر بحنق شديد ثم انصرف……….
الفصل العاشر
مرت أيام وجاء موعد الجلسة في محكمة الأسرة وكان الجميع هناك روح، أخويها، إيمان، زينب ونادر.
بدأت المرافعات، الإستجوابات وتقديم المستندات اللازمة، لحسن حظها لم تطول الجلسات، وأخيرًا خرج العصفور من القفص وطار فرحًا بحريته.
وبعد الحرية لم تعد روح تريد أي شيء إلا أن تحتضن نفسها، تلملم جراحها، تطيّبها وتختفي بنفسها بعيدًا.
حقيقةً جراحها ليست جراح قلب فقد كانت واضحة مع نفسها وتعلم أنها لم تحب نادر يومًا، ربما تحرك إحساسها نحوه قليلًا لكن سرعان ما اختفى وذهب كل شيء، لكن جرحه لكرامتها التي أهدرت وأهينت وشخصية كشخصية روح قد آلمها ذلك بشدة، ربما لأن الحب لم يطرق قلبها بعد.
مرت أسابيع وأسابيع وبدأت شهور العدة في الانقضاء ولا جديد في حياتها فهي في المنزل دائمًا وتقوم بأعمال المنزل اليومية وبوجود حامد معها لم تعد بحاجة للخروج ولا حتى من أجل شراء مستلزمات البيت فهو من يشتري كل شيء، بل إنها لم تعد تفضل مقابلة أحدًا، صارت تميل للوحدة والعزلة أكثر.
وذات يوم طرق حامد عليها باب حجرتها فأذنت له ودخل.
فتسآلت بلطف: ماذا هناك يا عزيزي؟! هل تريد شيء؟
– إلي متى ستظلين جالسة هكذا؟ ودائمًا وحدك وقد قاطعتينا جميعنا.
فأومأت برأسها أن لا قائلة: لم أقاطعكم أبدًا، لكن لم يعد لديّ طاقة للجلوس مع آخرين ومحادثتهم.
فتنهد بحزن ثم تابع: من تعاقبين إذن؟! نفسك! وإلى متى سيظل هذا الحال؟! عليكِ الإهتمام بنفسك، عيشي حياتك، وهيا بنا لنرى ما سنفعله في مستقبلنا!
– أنا أكثر راحة هكذا ط، إياك يا حامد! هل تريدني أتزوج من جديد؟!
– رغم أني لم أقصد هذا في حديثي الآن، لكن لِم لا؟!
فصرخت فيه: يا ويلي! أعيد الكرة ثانيةً؟! لا لا لا، إياك أن تظن أو تعتقد أن هناك رجلًا جيدًا أو يمكن معاشرته! لا لا لا، وقد كان ذلك رأيي في السابق أتذكر! أما الآن فقد بصمت بالعشرة أصابع، لا رجال في حياتي أبدًا، اللعنة عليكم جميعًا معشر الرجال!
فضحك حامد وقال: حسنًا أختي! مقبولة منك، المهم الآن هناك أمر ما أو مناقشتك فيه.
فتسآلت بخفة: خيرًا أخي!
– كما ترين أن أيمن أخينا يعمل تقريبًا اليوم بأكمله بين المدرسة، فصول التقوية والدروس الخصوصية، وكما تعلمين أن عليه إلتزامات شقته وتكاليف زواجه وخلافه.
فأومأت موافقة وتابعت بتأثر: أجل والله! كان الله في عونه! لكن والله إيمان فتاة طيبة و رائعة وتستحق أن يتعب و يجتهد من أجلها.
ثم تنهدت قائلة: ليت كل الرجال مثلك يا أيمن، إن شاء الله يفتح الله عليه ويزيد رزقه من أوسع الأبواب!
– حسنًا! لكن غير ذلك فهو يصرف علينا ويصرف في البيت هنا.
– فعلًا صحيح! لكن ما العمل إذن؟!
– لديّ فكرة مشروع.
– خيرًا!
– أنتِ ماشاء الله سلمت يديكِ في الطبخ ومستواكِ لا يُعلى عليه أبدًا، حقيقةً طباخة من الدرجة الأولى.
– ثم ماذا؟!
فأكمل بحالمية: سننشئ صفحة في برنامج التواصل الاجتماعي الفيس بوك ونسمي تلك الصفحة مثلًا مطبخ روح، وكلما طبختِ أي شيء سأقوم بنشره على تلك الصفحة، وسأقوم بعمل شهادة صحية لكِ حتى يكون كل شيء على ما يرام، ثم تبدأ الطلبات.
فزمت حاجبيها وشفتيها وتابعت: لم أفهم شيء.
– كل ما عليكِ أختي أن تطبخي أي أكلة حُلوة أو حادقة وتضعيها في الطبق بشكل جمالي متناسق وأنا سأتصرف في باقي الأمور وأتولاها، سأصور تلك الأطباق وأنشر صورها وأنشر قائمة بأسعار الأطباق والوجبات وربما أنشر بعض العروض، وعندما تبدأ الطلبات ستقومي أنت بالطبخ وأنا سأغلف وأقوم بتوصيلها للمكان المطلوب وأنت ستظلين في بيتك معززة مكرمة.
فأومأت قائلة: آه! فهمت الآن، لكن أخي أمثلُكَ يقوم بتوصيل الطلبات للمنازل وأنت شاب خريج كلية الإعلام؟!
فتنهد ببعض اليأس وتابع: هل وجدت عملًا مناسبًا ولم أعمل؟! فمنذ أن أنهيت فترة التجنيد وأنا أجلس في البيت مثل النساء لا عمل ولا شيء، دعينا نجرّب فهذا أفضل من تلك الجلسة بلا فائدة كما نتحمل عن أيمن مصاريف البيت ومصاريف أنفسنا، وربما حجر النرد يسعدنا حظًا ونستطيع المساهمة معه في تكاليف زواجه التي لا تنتهي، هه! ما رأيك؟!
فأجابت مرحبة تعتلي وجهها ابتسامة هادئة: حسنًا أخي موافقة وعلى بركة الله.
وبالفعل بدأت روح كلما تطبخ أي صنف أو تصنع أي حلوى تضعه في الأطباق بطرق جمالية ومنسقة ويقوم حامد بالتقاط صورًا لتلك الأطباق ثم ينشرها في تلك الصفحة التي أنشأها باسم مطبخ روح، ثم يختلق حوارًا عبر الشات بينه وبين أخته وكأن أفرادًا قد جربوا ذلك الطعام ويشكرون فيه ويصور المحادثات وينشرها بعد مسح أسماء المتحدثين، مع نشر بعض الإعلانات والعروض، وظل الحال هكذا لفترة أسابيع دون أي جدوى أو فائدة حتى بدا الأمر فاشلًا.
لكن ذات يوم استيقظ حامد و وجد رسالة مرسلة للصفحة بأول طلب فكاد يطير من الفرحة وبشّر أخته وأحضر كل المستلزمات المطلوبة وبدأت روح بالعمل وأنهت الطلب علي أكمل وجه وأخذه حامد وقام بتوصيله للعنوان المرسل.
نال الطلب إعجابهم وقد أرسلوا شاكرين وممتنين لحسن الخدمة والإشادة بذلك الطلب، ويومًا بعد يوم صار الطلب اثنان وثلاثة وكثير………
وصارت روح لا تلاحق على الطلبات من كثرتها وحامد طوال اليوم بين شراء مستلزمات وتوصيل الطلبات، وبدأ يذيع سيطها كطباخة ماهرة، نظيفة وسعرها المناسب وخلال شهور قد زاد الإقبال وزادت الطلبات والمتابعين، والجميع يشيد بكل أكلاتها.
وتغيّر الحال تمامًا وتحوّل مطبخ البيت لمطبخ محترف تقف فيه روح طوال اليوم وتصنع كل مالذ وطاب، تعمل كالنحلة في خلية النحل بجدٌ ونشاط واتقان فحتى بعد نجاحها وشهرتها لم تقلل من مستوى الخدمة ولا كفاءتها ولم ترفع أسعارها إلا حسب حدود أسعار المكونات، فغايتها هو العمل واتقانه وليس الشهرة.
وكانت أحيانًا تجيئها إيمان و زينب لتساعداها في إعداد الطلبات فقد أعجبتا بتلك الفكرة كثيرًا وساعداها على رواجها خاصة مع زميلاتهن من النساء العاملات.
وصارت صفحة مطبخ روح أشهر من النار على العلم وصارت الطلبات بالحجز من كثرتها وازدحامها، ولم تصدق روح هذا النجاح فقد نجحت في أكثر شيء تحبه وتجيده دون أن يخطر لها ذلك على بالها يومًا.
فما أجمل النجاح و مذاق النجاح!
………………………………
انتظرونا مع الفصل الحادى عشر والثانى عشر قريبا
التعليقات مغلقة الان