أرسل الفريق السيسى عشر رسائل مهمة تستحق الرصد وتستحق الاستيعاب:
أولا،رسالة إلى العالم الخارجى: «مصر على أعتاب مرحلة فارقة من تاريخها ينتظر نتائجها العالم لتنفيذ أولى خطوات خارطة المستقبل بعد ثورتين فريدتين أبهرتا العالم بسلميتهما وطموحهما».
ثانيا، رسالة إلى الجيش والشعب: «العلاقة وثيقة بين الشعب المصرى وجيشه الوطنى القوى الذى حمل أمانة الوطن طوال مراحل التاريخ».
ثالثا، إلى القوات المسلحة والشرطة: طالب الفريق السيسى رجال القوات المسلحة «باليقظة الكاملة واتخاذ كل التدابير والإجراءات اللازمة لحماية المواطنين وتهيئة المناخ الآمن لهم للتعبير عن آرائهم بحرية كاملة خلال عملية الاستفتاء، مؤكدا أن حماية الدولة ستبقى أمانة فى أعناقنا، وأن القوات المسلحة والشرطة لن تتهاون فى حماية المواطنين والتصدى بكل قوة وحسم لمن تسول له نفسه العبث بمقدرات مصر ومستقبل شعبها العظيم».
رابعا، إلى التيار الإسلامى: منذ عام 2011 عندما كان مديرا للمخابرات الحربية حذر من خطورة وصول تيار الإسلام السياسى للحكم وقال: «إن خطابهم لا يتوافق مع التطور، وأن وصولهم للحكم سيؤدى لانهيار مصر».
خامسا، إلى الإخوان: «الجهد السلبى لإسقاط الدولة فى السنوات الثلاث السابقة لن يتحقق منه شىء، ولن يستطيع أحد أن ينال من مصر. إن الذين يتصورون أنهم حراس العقيدة والدين هم أخطر فئة على العقيدة والدين»، مضيفاً: «كل فكرهم كان عن الفرد والجماعة وهم لا يعرفون إلا إسلام الجماعة، وليس لهم أى جهد يُذكر فى التنظير لإدارة الدولة أو إدارتها».
سادسا، إلى المواطنين، وبشأن الاستفتاء: «.. من فضلكم متحرجوناش يوم الاستفتاء قدام الدنيا، لا أتحدث عن حرج شخصى، ولكن عن حرج الذين نزلوا يوم 30 يونيو». هذا يوم نقضى فيه تماما على أى كلام عن «انقلاب فى 30 يونيو».
سابعا، إلى أفراد جهاز الشرطة، بعد أن وجَّه الشكر إلى الشرطة وجهودها وتضحياتها، داعب وزير الداخلية الذى كان جالساً فى الصف الأول بقوله: «يا افندم انتم شادين حيلكم شوية على الشعب اليومين دول، يا افندم دول أهلنا برضه». وهذا كلام حق، وأرجو من قيادات الداخلية أن يستخدموا مشرط الجراح وليس ساطور الجزار حتى لا يظلموا أحدا.
ثامنا، رسالة عن ترشحه، قال فيها الفريق السيسى: «لا أملك ظهراً لأعطيه لمصر»؛ إذن هو يقبل الترشح لكن له شروط.
تاسعا، شروط ترشحه:
وكأن الفريق يقول: أنا رجل ناجح فى الجيش، لأننى مسيطر على أدواتى ومتكامل مع فريق عملى. لو تريدون منى أن أكون رئيسا للجمهورية فعليكم أن تعرفوا أن نجاحى فى الرئاسة يقتضى ثلاثة شروط:
ابتداء، وبوضوح قال: «أنا باحب الجيش لأنى لما باقوله ننزل 5 الصبح نشتغل، بيقوموا وينزلوا». هذه رسالة فى منتهى الأهمية من الفريق السيسى وهى مرتبطة بأنه يريد أن ينتقل الانضباط فى القوات المسلحة إلى انضباط فى المجتمع، وهو نمط قريب مما أعلنه الزعيم الصينى، تساو بينج فى أواخر السبعينيات من إنشاء «جيش التنمية» وهى الفكرة التى أنتجت الصين التى نعرفها اليوم.
الشرط الثانى هو إدراكنا أن «الأحوال صعبة، والعمل وحده لن يكون كافياً، ومحتاجين نوفر أشياء كثيرة»، لذا سأل: «هل عندكم استعداد نقسم اللقمة مع بعض عشان نوفّر مأكل ومسكن للمشردين فى الشارع؟»، فرد الجميع: «نعم.. نعم.. نعم». المسألة ستحتاج مع العمل، درجة عالية من التضحية وإنكار الذات.
الشرط الثالث هو أنه لا يستطيع أن يتخذ قراراً قبل أن يستشير قادة الجيش، فوقف كل القادة فى القاعة يهتفون «سيسى.. سيسى». وهذه أيضاً رسالة مهمة من ضابط عسكرى محترف يريد أن يضمن أن كل الفاعلين المهمين يرحبون به كقائد لهم. بل الرسالة الأقوى أن الجيش سيدعمه إن ترشح ليكمل مهمته.
عاشرا، وهى الرسالة المسكوت عنها والبادية فى كل الرسائل وهى: «الاختيار لكم كمصريين، هل تريدون أن تكونوا سببا فى تقدم مصر أم تكونوا شهودا على انهيارها. هذه السنة 2014 سنة مهمة للغاية ستكتمل فيها لأول مرة كل مؤسسات الدولة: دستور، رئاسة، برلمان، وحكومة تحظى بثقة البرلمان. وساعتها: لا نملك إلا النجاح… الفشل ليس بديلا».
التعليقات مغلقة الان