رئاسة مصر للأتحاد الأفريقي… عودة الروح المؤثرة للجسد القوي

بقلم رامي زهدي/
أيام قليلة وتدب الروح المصرية المؤثرة في الجسد الإفريقي القوى حينما تتسلم مصر رئاسة الاتحاد الافريقي، و يتسلمها الرئيس عبد الفتاح السيسي من نظيره الرواندي، بول كاجامي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي وذلك يوم ١٠فبراير المقبل، وتستمر الرئاسة المصرية حتي عام ٢٠٢٠. لم ينفصل الشعب المصري عن الشعوب الإفريقية أبدا ولم ولن ينسي الشعب المصري أفريقيته حتى أن الدستور الجديد في العام 2014 أكد على الهوية الإفريقية للدولة المصرية،
الأن من جديد تعود مصر بشكل أكثر قوة وأعمق تأثيرا، الدولة التي تترأس الإتحاد الإفريقي لمدة عام كامل هي نفسها المنظمة للبطولة الإفريقية لكأس الأمم لكرة القدم وهي نفسها التي أدركت قيادتها السياسية الحالية أهمية إفريقيا الإستراتيجية سياسيا وأمنيا وإقتصاديا، فالدولة المصرية لم تكن أبدا ذات مطمع إستعماري أو تحركها فقط مصلحتها ولكن دائما ما عملت مصر من أجل مصلحة الشعوب الإفريقية، بداية من مساهمة مصر للجهود الإفريقية في مجال حركات التحرر من الإستعمار وصولا لجهود مصرية أكثر عمقا من أجل المساهمة في حل القضايا الإفريقية وفي تحقيق التحرر الإقتصادي والنهوض بأفريقيا ومصر معا يدا بيدا من أجل أمل منشود بمعدلات تنمية إفريقية مستدامة تكتمل بالعام 2063 وقبل ذلك التاريخ لبعض الدول التي قطعت أشواطا سابقا في سبيل نفس الهدف مثل مصر التي بنت خطتها على تحقيق التنمية المستدامة الكاملة بحلول العام 2030 والمؤشرات الأن تشير إلي إحتمالية الوصول للهدف ذاته قبل العام 2030 بأعوام قليلة. وبالعودة لملف رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي والذي يجري ذلك خلال انعقاد القمة الأفريقية ال٣٢ــ في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، بمشاركة رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الأفريقي يومي ١٠و١١فبراير القادم، وتنعقد هذه القمة تحت شعار “اللاجئون والعائدون والمشردون داخليا.. نحو حلول دائمة للتشرد القسري في أفريقيا”.، بينما كانت أعمال الدورة العادية السابعة والثلاثين للممثلين الدائمين للدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي قد انطلقت مسبقا بالفعل في أديس أبابا للإعداد للقمة الأفريقية المقبلة،حيث ناقشت الموضوعات التي سيتم إدراجها على جدول أعمال الدورة العادية الثانية والثلاثين لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقى. وتعقد اجتماعات الدورة العادية ال٣٤ للمجلس التنفيذي على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد يومي ٧ و٨ فبراير المقبل بأديس أبابا, لبحث مشروع جدول الأعمال و، المقررات والإعلانات المنبثقة عن اجتماع الممثلين الدائمين، تمهيدا لقمة رؤساء الدول والحكومات، وفي مقدمة الملفات المنتظرة علي جدول اعمال القادة الافارقة،ملف اللاجئين والنازحين، وجواز السفر الإفريقي الموحد والذي يهدف إلى تسهيل تنقل الأفارقة بين دول القارة،
وسيتم تناول ايضا تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الحركة التجارية، وهناك أيضا قضايا الامن والسلام، والتي ترتبط بشعار القمة؛ فالحروب والصراعات ،باعنبارها أحد أهم أسباب النزوح والهجرة، وذلك في ضوء تعهد القادة الأفارقة في القمم الماضية ببذل كل جهد ممكن لإسكات المدافع بحلول ٢٠٢٠، عبر إنهاء الحروب وغيرها من أعمال العنف
وتتناول القمة كذلك قضايا الإرهاب والأمن وعملية الإصلاح المؤسسي للاتحاد وتمويله. وهناك أيضا ملف سوق النقل الجوي الإفريقي الموحد، والاستثمار في البنية التحتية، باعتباره من أهم جوانب التكامل القاري، ومن المنتظر أن تشهد القمة أول مؤتمر دولي للسلامة، بالتعاون مع كل من منظمة الأغذية والزراعة ،الفاو،، ومنظمة الصحة العالمية. ومن المنتظر أن تركز الرئاسة المصرية للاتحاد الافريقي علي أهداف الاتحاد الإفريقي ومضاعفة جهود تنمية القارة في إطار تنفيذ أجندة إفريقيا ٢٠٦٣، وتطبيق منهج شامل في مكافحة الإرهاب ومعالجة أسبابه الجذرية، والعمل على تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية، وتوطيد الشراكات من أجل تحقيق السلام والأمن والتنمية في أفريقيا. كما ستركز على قضايا الاندماج الإفريقي والبنية الأساسية و الإندماج والتعاون ودخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ 
إلى جانب التركيز على موضوعات السلم والأمن وإيجاد وسائل سلمية لحل المنازعات. أخيرا، لم تعد الدول الإفريقية تمتلك خيارات أخرى غير التعاون الممنهج القوى والعمل كوحدة واحدة من أجل تحقيق أهداف وطموحات الشعوب الإفريقية.
مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان