دور المناسبات .. الحل لبرلمان مصرى أصيل !!!

بقلم : حسن حرحش

فى خِضّمْ التحذيرات الحاليه من توغل المال السياسى لإختراق ساحة الإنتخابات البرلمانية القادمة للعودة إلى أسلوب الرشاوى الإنتخابيه للسيطرة على برلمان 2015 ، الذى سبق وأن كان له آثار سلبيه أدت إلى التوسع فى إنتشار الفساد فى نظام مبارك ، واكتساح الإنتخابات البرلمانيه للجماعه الإرهابيه والمتشددين السلفيين الذين اعتمدوا على توزيع المواد الغذائيه وغيرها .. فإنه لابد ومن الآن أن نسابق الزمن للعمل على حل هذه المشكله بفتح أبواب البرلمان لنواب مصريين جدد ينتمون إلى ثورتى 25 يناير و 30 يونيو ، ممن لم يطولهم مفاسد ومساوىء الماضى السياسسى ، وممن يمتلكون القدرة على التفاعل مع جمهور الناخبين والوقوف على مطالبهم ، وإمكانية إصدار التشريعات من أجل الصالح العام ومساعدتهم لدخول البرلمان – رغم عدم إمتلاكهم الأقل بكثير من عُشرالعُشر من الحد الأدنى للدعاية الإنتخابيه التى تؤهلهم لإختراق البرلمان فى ظل زخم سيطرة رأس المال سواء من الأحزاب الرأسماليه أو المستقلين الرأسماليين الذين يسعون لخوض الإنتخابات البرلمانيه القادمه باستخدام أسلوب شراء الأصوات بالمواد الغذائيه وغيرها – وإلا ( تعود ريما لعادتها القديمه ) ويسيطر الفساد المالى على الحياة السياسيه من جديد ، وتصبح الثورات الإنسانيه التى إستهدفت شرف الإنسان المصرى الفقير كأن لم تكن ، ونعود من حيث بدأنا .. لتمسك الحكومه والقضاء بعودة أصحاب المال السياسى الفاسد للصرف على الدعايه الإنتخابيه والسيطرة على الأحزاب والمرشحين ..
وهذا مؤشر لتمسك الدوله بالرجعيه التى تعرقل التقدم ، والتى تحول دون النهوض بالوطن والمواطن المصرى.. إنها الرجعيه التى سبق وأن إحتكرت خيرات مصر لصالحها وحدها ، وقامت بجرائم إخفاء مطامعها لطمس حقوق الغير فى الحياة والعيش والحريه والعدلة الإجتماعيه ، بل وإصرارها اليوم على تواجد الطبقيه التى تسعى لتوريث الفقر والجهل والمرض لغالبية الشعب المصرى الذى إستجاب لعبد الفتاح السيسى وانتخبه رئيسا لمصر عقابا لهم ، ولتكون خيرات مصر حكرا على القله القليله منهم .. ولذلك فإن الحل لخلق برلمان مصرى أصيل هدفه الإرتقاء بمصر وخروجها من الدائرة الضيقه إلى الرحابه الواسعه والرفاهة الإجتماعيه الشاسعه لتحقيق تكافؤ الفرص كنتيجه حتميه للمساواة فى الحقوق والواجبات بين أفراد الشعب فإنه لابد وأن يصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قرارا بفتح دور المناسبات المنتشرة بالأحياء والمدن والقرى للمرشحين الغير قادرين على توفير المبالغ الباهظه للدعاية الإنتخابيه وتكون مجانا لإستغلالها فى عقد المؤتمرات الشعبيه لعرض برامجهم وإمكاناتهم وقدراتهم الإبداعيه فى حل مشاكل الجماهير والمشاركة فى النهوض بالوطن والمواطن المصرى ..
ويذكر أن فكرة إنشاء دور المناسبات بالجهود الذاتيه للمواطنين قد جاءت بناء على توجيهات المرحوم الفريق يوسف صبرى أبوطالب منذ أن تم تعيينه وزيرا للتنميه الشعبيه ، والتى لاقت قبولا كبيرا فى معظم محافظات مصر ، والتى إستقى فكرتها من بدو سيناء منذ أن كان محافظا لها ، وتنتشر هذه الدور بالقرب من كل مسجد و يطلقون عليها ( الشق أو المقعد أو الديوان ) ويطلق عليها بدو مطروح ( المربوعه ) وفى الريف البحرى والقبلى (الديوان) .. ورغم أن هذه الدور قد تستخدم فى بعض الأحيان كمقار لحل المشاكل بالقضاء العرفى والإفطار الرمضانى الجماعى لإستقبال عابرى السبيل ، ومقرا أساسيا للتحاور فى الأمور السياسيه واستقبال السياسيين من المرشحين إلا أنها قد كانت بمثابة مدارس للتربيه الأخلاقيه لأبناء القبيله أو العشيرة .. ولذلك أطالب الرئيس شخصيا بإصدار توجيهاته لمحافظى الأقاليم بتسهيل مهمة عقد المؤتمرات لمن لايملك المال للدعايه الإنتخابيه بفتح دور المناسبات أو فتح قاعات مراكز الشباب والساحات الشعبيه لهم فى مواقعهم الإنتخابيه التى تخلو من دور المناسبات ..
وإذا كانت الحكومه المصريه تريد تغيير النظام إلى الأفضل وبحق فإنها لابد وأن تساند الرئيس السيسى بالوقوف إلى جانب من لايملكون تكاليف الدعايه الباهظه ، خاصة وأن نسيج الشعب المصرى ( المسيحى والمسلم ) رغم ما يعانيه من فقر وضيق ذات اليد إلاأنه يمتلك قدرة عاليه من الإيمان بالله والإيمان بالنفس الذى يمكنه من فرض إرادته على الحياه ليشكلها من جديد وفق أمانيه وطموحاته ، وهذا ما ظهر جليا خلال ثورتى يناير ويونيو ، وستؤكد الإنتخابات البرلمانيه القادمه قدرة وإرادة الشعب المصرى على إخلاء قبة البرلمان من سيطرة وإحتكار رأس المال السياسى الذى لايسعى إلا لمصالحه الشخصيه دون مصلحة الوطن والمواطن .. ولذلك وكما إنتصرت إرادة الشعب على فساد مبارك والإستجابه للسيسى لتطهير مصر من إخوان الشياطين الإرهابيين فإنه لابد وأن يستجيب السيسى وحكومته لمساندة من لايملكون الدعايه الإنتخابيه بفتح هذه الدور لهم ..
ليس فقط بل أن المهمه الصعبه ملقاة على عاتق الشعب المصرى البطل الذى يريد التغيير إلى الأفضل من أجل مصر جديدة يسودها العدالة الإجتماعيه وخاليه من كل أنواع الإحتكار والطبقيه فإنه لابد وأن يتحمل مسئولية إختيار ممثليه من الأكفاء القادرين على خدمة مجتمعاتهم حتى ولو كان لايملك سوى قوت يومه ، وأن يكف عن إختيار الوجوه القديمه مهما كانت ومهما قدمت من رشاوى إنتخابيه لأن البركه فى تجديد الدماء من أجل البناء والتقدم والرخاء ، وللقضاء على ظاهرة الفقر والفقراء ، فالفقير أسفل قبة البرلمان سيكون أول من يدافع عن الفقراء ، أما أصحاب المال السياسى فلا يعنيهم سوى المحافظه على أموالهم وتعويض ماأنفقوه على الدعايه الإنتخابيه وهذا من جهه ، أما الجهه الأخرى التى يجب أن يركز عليها الشعب المصرى لإستكمال ما تحقق من خارطة الطريق من أجل مستقبل أفضل وتحقيق خطوات رائدة لرفاهة المجتمع المصرى فإنه ينبغى أن يلتزم الشعب بالسلام الإجتماعى لنتجاوز الإنتخابات فى أمان وسلام بعيدا عن المهاترات والخلافات والشد والجذب لصالح مرشح دون الآخر .. الأمر االذى يستوجب الإلتزام الأخلاقى بعدم التجريح فى الآخرين وعدم تخوينهم ، وعلى المرشح أن يدرك تماما أن الشعب المصرى عانى الكثير ويحتاج إلى من ينتشله من القاع إلى القمه أما من يخلف وعده ويخون الأمانه فالشعب سينتفض عليه ويلفظه ..

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان