«داعش» يهدد المنطقة بالكيماوى

متابعة : خالد متولــى

ينتقل تنظيم “داعش” الإرهابى إلى مرحلة أخرى من السيطرة، والعالم أجمع يشاهد.. مؤتمرات هنا وهناك، لمناقشة ومواجهة خطر “الدولة الإسلامية”.. طائرات التحالف لا تزال تقصف منذ بداية حملتها من أشهر بغير هدف، وغير رؤية، وغير قوة. وتقول أمريكا فى النهاية إن الحرب على “داعش” قد تستغرق سنوات. وعلى الأرض فإن التقدم لـ”داعش”، وليس لغيره.

120 كيلو حامض فوسفوريك فى يد التنظيم

بالأمس فقط، كشفت مصادر عشائرية وميدانية فى محافظة الأنبار العراقية، عن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على معمل فوسفات قريب من الحدود العراقية السورية، بعد حصار ومفاوضات استمرت 5 أيام مع إدارة المعمل والمهندسين والفنيين العاملين فيه. وقضى الاتفاق بالحفاظ على حياة العاملين فى المصنع، مقابل السماح بالسيطرة عليه، وإدارته من قبل المسلحين المتطرفين.

نعم، هكذا تدار الأمور فى المناطق التى يستولى عليها تنظيم داعش ، الذى عين مديرًا من أتباعه للمعمل يدعى عبد الناصر الدباغ ، وهو مهندس كيماويات من أهالى الموصل، ويحمل شهادة الماجستير فى تخصصه.

معمل الفوسفات الذى استولى عليه داعش يحتوى فى وحدة التخزين على أكثر من 120 كيلو جرام من مادة حامض الفوسفوريك، وموادا أخرى متعددة الاستخدام، منها حارقة تستخدم فى الأسلحة المحرمة دوليًا، حيث أن دخول هذا النوع من المواد الكيمياوية فى الحرب، يجعل منها سلاحًا قاتلًا وحارقًا، ومن وسائل الردع القوية والفتاكة.

المعتاد أن داعش يستعين بخبراء أجانب لإدارة مثل هذه الأماكن التى يستولى عليها، وهو بالفعل ما حدث، حيث استعان التنظيم بخبراء مقابل مبالغ مالية كبيرة، إلى جانب خبراء موالين للتنظيم، بهدف تطوير أسلحة وصواريخ ومتفجرات، تعرف بـ القذرة وذات قدرات تدميرية حارقة.

يقول محمد الجبورى، القائد السابق فى الاستخبارات العراقية، إن ثلاث دول فقط استخدمت هذا السلاح فى الحروب، وهى الولايات المتحدة، وإسرائيل، وروسيا، ولو نجح داعش فى تطوير وامتلاك هذا السلاح سيكون بالمفهوم العسكرى، ضمن الحرب الكتلوية، بمعنى أن هذا السلاح يعالج الكتل البشرية .

وعن ميزات السلاح الفوسفورى، يقول الجبورى، من الواضح ذكاء مخططى وراسمى استراتيجيات داعش القتالية، هؤلاء يريدون تحويل التنظيم إلى قوة عالمية أو إقليمية على الأقل، من خلال سعيهم لامتلاك أسلحة فتاكة وإستراتيجية، قنابل الفوسفور المدمرة والحارقة، ويمكن أن تفنى 90 ألف إنسان فى محيط قطره 13 كيلومتر .

السعودية والأردن تحذر أمريكا

دول الجوار العراقى ومنها السعودية والأردن، بادرت بتحذير الإدارة الأمريكية من خطر داعش وما يملكه من إمكانات قرب حدودها. فيما يربط مراقبون، بين التحركات والعمليات التى ينفذها متعاطفون وموالون لـ داعش فى أستراليا ودول أخرى، وبين سرعة إخلاء السفارات الأمريكية فى تلك الدول، حيث تشير المعلومات إلى خشية أمريكية من استخدام خلايا نائمة لـ داعش لأسلحة غير تقليدية، ضد مصالح الولايات المتحدة فى العالم.

داعش يستخدم الكيماوى فى كوبانى

امتلاك داعش للسلاح الكيماوى ليس وليد اليوم، لكن الأنباء التى خرجت من كوبانى فى أكتوبر الماضى، أكدت امتلاكه لهذا السلاح، حيث اتهم المقاتلون الأكراد المدافعون عن مدينة عين العرب كوبانى السورية وقتها، داعش باستخدام السلاح الكيماوى فى القتال الدائر.

ونقل موقع مجلة دير شبيجل الألمانية على الإنترنت، عن شهود عيان قولهم، إن الكثير من السكان المتبقين فى المدينة شعروا فى إحدى الليالى، بنوبة إغماء وضيق فى التنفس، فيما حدثت للآخرين حالات من الحروق ، كما تحدث البعض عن حالات تدمع فيها عيونهم باستمرار، وتورمت شفاههم.

من جانب آخر، قال أحد أطباء مستشفى كوبانى، إن الأطباء فى المستشفى يفتقرون إلى الوسائل، التى تمكنهم من معرفة عما إذا كانت هذه الأعراض ناجمة عن استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل مقاتلى التنظيم المتطرف أم لا ، مؤكدًا أنه من المبكر تأكيد ذلك.

فيما أعلن أحد موظفى بلدية كوبانى، أن ضحايا الضربة الكيماوية المفترضة سينقلون إلى مستشفى تركى فى مدينة سوروج، المتاخمة للحدود السورية من الجانب التركى، موضحًا أنه سيتم هناك التأكد من استخدام السلاح الكيماوى من عدمه.

خردل المخازن العراقية لا يزال صالحًا

أما فى أغسطس الماضى، كشف خبير الأسلحة الكيماوية هاميش دى بريتون جوردون، سيطرة داعش على المخزون الكيماوى فى اثنين من المخابئ التابعة لثكنات الجيش العراقى، بمحافظة المثنى، التى تبعد نحو 45 ميلا من بغداد، والتى تحتوى على بقايا مخزون صدام حسين، وتضم ألفى طن من الأسلحة الكيماوية.

وأوضح الخبير أن غاز الأعصاب لم يعد نافعا الآن، إلا أن غاز الخردل لايزال قابلًا للاستخدام، مضيفا أن داعش قام فى الأسابيع القليلة الماضية، بسرقة نظائر مشعة من جامعة الموصل، ويستطيع استخدامها لصنع قنابل قذرة .

وأشار الخبير إلى إن داعش قد يَستخدم الأسلحة الكيماوية كأداة إستراتيجية للضغط على المجتمع الدولى، وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى عكس تنظيم القاعدة الذى طور أسلحة كيماوية خاصة به، ولم يستخدمها أبدًا، فإن داعش لن يتردد فى استخدام الكيماوى إذا بدأت الأمور تسوء للغاية فى ساحة المعركة، حسبما قال الخبير جوردون.

وشدد أن أحد الأسباب الرئيسية التى جعلت الرئيس السورى بشار الأسد يقصف الغوطة بغاز السارين العام الماضى، هو تقدم الثوار فى معاركهم واقترابهم من مركزه، إلا أن الهجوم الكيماوى عمل على دحرهم وتراجعهم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان