داعش ودعشوشة فى المحروسة

بقلم : خالد متولى

المشهد الأول ( داخلى – نهار )

(منزل داعش ودعشوشة وهو منزل شعبى ونرى دعشوشة مرتدية ملابس البيت ممسكة بمنفضة بيدها اليمنى وعلى كتفها فوطة لمسح الأتربة ونراها منهمكة فى تنظيف الشقة ويفتح باب الحمام المطل على الصالة ونرى داعش خارجا من الحمام مرتديا جلبابا قصيرا يصل لبعد الركبة بقليل )

  داعش : أنتى لسه ماخلصتيش السخام ده؟  عايز أكل .

  دعشوشة : أصبر ياسى داعش أنا مش ملاحقة على البيت ده ياخويا . يعنى كان لازم نيجى مصر ؟؟  ماكنا قاعدين ومتهنيين والعشة بتاعتنا محندقة وعلى قدنا .

داعش : عشة أيه ياجاموسة أنتى ؟ حد يطول يعيش فى مصر ؟ طب ده حتى الواحد كده ينزل يقعد ع النيل ساعة المغربية بالدنيا كلهااستنى بس لما بقيت الأخوة يجوا ونحتلها  ساعتها ابقى أجيب لك جوارى ينضفوا البيت ده

داعشة : ( باسغراب )ربنا يسترك يا أخوي ويستر أصلك بس نيل أيه ده اللى تقعد عليه ؟ هدومك تتبل يا اخويا .. لو لابد يعنى تروح البتاع ده أبقى أقعد على الرملة

داعش ( بغضب ) :رملة أيه يا جاموسة يا أم مخ طخين ؟!! هو أنا بقولك بحر ؟!! ده نييييييييييل .فاهمة ياجاموسة نيييييييييييل

داعشة : ( بذعر ) نيل . مادام قلت أنه البتاع النيل ده يبقى هو كده تمام . أنت عارف كل حاجة يا أخويا .

داعش : المهم فضك م المسح ده وغورى حضرى لى أكل .

دعشوشة : أمرك ياسى داعش ( تلقى المنفضة والفوطة وتتجه ناحية المطبخ وتهمس فى سرها ) الجدع ده طلباته كترت قوى

داعش ( مهددا ) بتبرطمى بتقولى أيه ياجاموسة أنتى ؟

دعشوشة ( برعب ) : نيييييل . نيل

 

المشهد الثانى

خارجى  – ليل

داعش مرتديا جلبابه القصير وعمامته على رأسه جالسا على النيل ينظر باستغراب للفتيان والفتيات الجالسون هائمين فى بعضهم

داعش يقترب من شاب وفتاة من خلفهما وينصت لكلامهما بدهشة بينما لا يشعران بوجوده

الشاب: عارفة يا حبيبتى كلها قيمة عشرة خمستاشر سنة أكون نفسى واجى أخطبك على طول

الفتاة : خمستاشر سنة ؟! ده أنا أكون حمضت وريحتى طلعت

( داعش يتشمم الهواء خلف الفتاة )

الشاب : ماهو يادوب على بال ما اكون كونت نفسى علشان اجيب لك كل اللى أنتى عايزاه .

الفتاة : قصدك ايه يعنى ؟ هو أنا طلبت حاجة غير اللى البنات بيطلبوه ؟ اللى مش قد الجواز مايتجوزش

الشاب : ماهو بصراحة الطلبات دى كتير قوى

الفتاة ( بغضب ) : يعنى أنا مفترية ( تنهض ) طيب مافيش جواز غير لما تجيب لى ديب فريزر

الشاب : استنى بس حا أقـ.. ( يفاجىء بداعش واقف خلفهما منحنيا مستمعا لكلامهما بينما تنصرف الفتاة غاضبة  )

الشاب : أيه قلة الذوق دى ؟ أنت واقف تتصنت علينا ؟

داعش : ( بذهول ) هو انتوا الواحد عندكوا علشان يتجوز يقعد خمستاشر سنة ؟

الشاب : يادوب ..ده على الأقل

داعش : ليه ده الواحد يكون صحته خلصت

الشاب : ماهو على بال ماتحوش تمن الشقة والعفش والفرح والفستان والكوافير وشهر العسل والذى منه تكون قعدت المدة دى على الأقل . ده لو بتشتغل زى الحمار ولا مؤاخذة يعنى صبح وليل مابتونش

داعش : ( باندهاش ) كل ده علشان تجبيب جاموسة تحطها ف البيت ؟

الشاب ( متفحصا داعش باندهاش ) ماقلتليش بقى هو حضرتك تطلع مين ؟ وايه اللبس الغريب اللى انت لابسه ده ؟ أنت رايح حفلة تنكرية ؟

داعش ( يعدل قامته منتصبا بفخر ) أنت أزاى ماتعرفنيش ؟ أنا أمير المؤمنين داعش أبن دعشان

الشاب : وماله يا أخويا .. مش عيب . داعش داعش( يهمس لنفسه ) يلعن أبو الحشيش على اللى بيشربوه

( الشاب ينصرف )

 المشهد الثالث

خارجى – ليل

داعش منتظرا الأتوبيس  وسط جمع هائل من البشر  ينظرون إليه بدهشة وتقترب منه أمرأة فى العشرينات مرتدية جيب قصير للركبة وتمسك جلبابه بيدها وينظر إليها بأعجاب

الفتاة :  ( بأغراء )150 جنيه غير الحشيش والعشا .

( ينظر إليها متسائلا )

الفتاة : وده علشان خاطرك أنت بس . شكلك مش مصرى ولازم نكرمك

داعش : مش فاهم

أمرأة واقفة بجوارهم  : مش فاهم أيه يامنيل ؟ بتقولك حاتاخد منك 150 جنيه وتعشيها وتجيبلها حشيش

داعش : أيوة كل ده ليه يعنى ؟

المرأة : ماهى حاتتنيل وتروح معاك البيت( نظرة ذات مغزى ) والسهرة تحلى  

داعش : وتروح معاية ليه ؟ ( يشير إليها ) هى الجارية دى فين سيدها ؟

الفتاة ( بغضب ) : نااااااااااعم ؟!! جارية مين ياروح خالتك ؟

داعش : أنا ماليش خالة

الفتاة : وماله نجيبلك وعلى كلا ماتزعلش . جارية مين ياروح أمك

داعش : أتحشمى ياجارية لحسن والله أقول لسيدك يضربك بالكرباج

الفتاة : ( بغضب وتخلع شبشبها وتضربه به على رأسه ) ده أنا اللى حا أكربجك واهرى بدنك يا ابن الكلب

داعش : ( أى أى أاااااااااااااااااااااااااااه )

المشهد الرابع

خارجى – ليل

داعش ينزل من الأتوبيس أمام منزله متورم الرأس رابطا شاش وقطن على رأسه من أثار معركة الشبشب يسير تجاه منزله مترنحا ويدخل العمارة صاعدا السلالم على يديه ورجليه ويقترب من باب شقته ويجاهد للوقوف على قدميه ويدق الباب والذى تفتحه دعشوشة وتصرخ لرؤية داعش بهذا الشكل

دعشوشة : يالهوى ؟ أيه اللى عمل فيك كده ياسى داعش ؟

داعش : ( بغضب مصطنع ) عمل أيه ؟ ما أنا زى الفل أهو أنا بس كنت بجاهد مع الأخوة ضد المصريين الزنادقة اللى هنا واتعورت . عادى يعنى

دعشوشة : أخوة مين ؟ أنت مش قلت أنهم حايجوا كمان أسبوع على بال ماتكون درست البلد كويس

داعش : وانتى مالك ياجومسة يا أم مخ طخين ؟ أهم جم وخلاص

أنجرى حضرى هدومنا حانرجع بلدنا دلوقتى

دعشوشة : ( باندهاش ) نرجع ؟!! نرجع فين ياسى داعش ؟ هو احنا لحقنا نيجى ؟ ده أحنا يادوب لسه واصلين الصبح

داعش : اسمعى اللى بقولك عليه ياجاموسة  ( ممسكا برأسه بألم ) أنا مش حمل معركة تانية ( ينتبه لما قاله دون وعى ) قصدى يعنى أنا خلصت على كل الزناديق ولاد الكلب ومابقاش مستاهل معارك تانية

( دعشوشة تنصرف )

داعش ( محدثا نفسه ) قال نقعد قال ؟ أنا أتجنيت ؟! لما النسوان عملت فيا كده أمال الرجالة حايعملوا أيه ؟!!!

 

10372592_631577986910391_6824374699713142201_n_j

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان