“داعش” وحلف الناتو

كتبت : جيهان السنباطى

داعش صناعة أمريكية , هذا ماقالته هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في كتابها «خيارات صعبة”، وفيه أكدت على أن الهدف من صناعتها هو تقسيم الشرق الأوسط , والسيطرة على منابع النفط , وتأمين مصالح أمريكا , وهنا وكما نقول فى بلادنا ” قد شهد شاهدٌ من أهلها ” . إذن فبماذا نفسر إتجاه أمريكا حالياً الى تدمير هذا التنظيم , بتشكيل تحالف دولى ضده , وكيف مع تكرار أكاذيبها تجد من يوافقها ويتحالف معها , والتاريخ لايكذب ولايطمس الحقائق . فأمريكا قد إستخدمت نظرية المؤامرة مع أطراف كثيرة على مر الزمن للوصول إلى أهدافها , وعندما تنتهي مهمة هذه الأطراف أو التنظيمات تقوم بتصفيتها , والتاريخ يشير الى أن أمريكا قد إستخدمت من قبل هذه النظرية مع تنظيم القاعدة الذي أنشأته لمحاربة الشيوعيين والأفغان المتحالفين مع القوات السوفيتية في أفغانستان , بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية , وبتمويل من السعودية والأثرياء المقربين من أسامة بن لادن، ودعمت الولايات المتحدة الأمريكية نظام صدام حسين عام 1979 لإضعاف إيران وتدمير جيشها وخلق فوضى عارمة فيها بعد تولي آية الله الخميني الحكم فيها، ومؤامرة 11 سبتمر من خلال ضرب أبراج التجارة العالمية في نيويورك واتهام تنظيم القاعدة بها، جاءت لتبرير تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب على العراق للقضاء على نظام صدام حسين المتهم بدعم القاعدة وأمتلاك أسلحة كيماوية ونووية , وكذلك تنظيم القاعدة في أفغانستان . , إذن فالغاية من صناعة أي تنظيم أو دعمه هو إثارة الفوضى في أي دولة تخرج عن سياسة أمريكا وحلفائها , ولكن مالسبب الأساسى لتوجيه تلك الضربة الموجعة لداعش رغم أنه صناعة أمريكية , السبب الأساسى هو أن داعش حاد عن الطريق الذي رسم له وأصبح يهدد المصالح الأمريكية في العراق ويسيطر على بعض المؤسسات النفطية، حيث انتهى دوره وصار ذريعة للتواجد الأمريكي في المنطقة وبسط نفوذه . إذن القضية ليست قضية تحالف دولى لمواجهة الإرهاب وإنما هى ذريعة للتدخل فى شئون البلاد لإعادة صياغة وتقسيم المنطقة , بالإضافة الى محاولة إستعادة أمريكا لهيبتها ومكانتها وبريقها على الصعيدين الإقليمى والعالمى , وخصوصا في منطقة الشرق الاوسط والعالم العربي واوروبا , ولكن إن كان تحالف الناتو تحالفاً بالفعل لتدمير داعش فكيف لدولة عضوة فى حلف الناتو وهى تركيا أن تكون ضمنه وهى المحطة الأهم فى تجنيد أعضاء جدد فى التنظيم وإجتماعات المقاتلين به تتم لدى المعابر البرية بينها وبين سوريا , وبالتالى فما يتم تخطيطه بين اوباما ودول حلف الاطلنطى تفوح منه رائحة كريهة الغرض منه توريط المنطقة فى صراعات مستمرة والحصول على كم من المساعدات من دول الخليج لسد العجز الامريكى الذى وصل الى 320 تريليون دولار. وبالتالى على القيادة السياسية بمصر أن تنتبه ولا تشارك فى أي عمليات عسكرية بالمشاركة مع ذلك التحالف؛ لأن تلك مؤامرة وأحد أركانها إضعاف مصر نفسها وجرها لمشكلات أكثر مما هي فيه، لذلك لا يجب أن نسير وراء أمريكا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان