الحل الحقيقي لما نعيشه الآن واضح لكل عاقل يتدبر قول الله تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ).
فقد نسينا وتناسينا أن الله هو القادر علي كل شئ وبدلا من أن نقول يا رب فرج كربنا ويسر أمرنا أصبحا نندب حالنا كالنساء وجعلنا الله هو آخر من نلجأ إليه ولم نعد نثق في قدرته جل جلاله علي أنه القادر علي تفريج الهموم وكشف الغيوم في اتباع منهجه وسنته فهو الله الذي يقول للشئ كن فيكون هو عالم ما كان وما هو كائن وما سيكون ،ونسينا أيضا قوله تعالى (ونبلوكم بالخير والشر فتنة وإلينا ترجعون) وقوله تعالي (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) فكل ما نحن فيه من ابتلاء هو أننا طوال الوقت أردنا تغيير الواقع وكنا نظن أننا اذا قمنا بتغير الحاكم تغير كل شئ ولكننا في قرارة أنفسنا ما تغيرنا حتى الآن مما نحن فيه من مخالفة لأحكام الله وسنته ونسينا قبل أن نغير علينا أن نتغير وأصبحنا يرمى كل منا الآخر بالتخوين والتعميم واللوم كلنا منحاز إلي حزبه وجماعته الكل في دائرته يرى الواحد فيها نفسه أنه الصواب والحق المبين ليس هذا فقط بل وأصبح بيننا الفتايين من القضاة والمحللين الاقتصاديين والسياسيين وغيرهم من العباقرة الأفزاز الغير ملمين بالاحداث وذمامها وسرعة متغيراتها ، ونسينا ما هو أهم أنه “لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسم” فغيروا من أنفسكم يغير الله لكم الواقع وأصدقوه يصدقكم ،فمن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب واضعين في عين الاعتبار أن الله يرزق العامل قبل العابد وندرك جيدا الفرق بين التواكل والتوكل.
أما عن الاصل في تغيير أحوال الناس لو كان هو تفيير الحاكم فقط في حالة إن كان ظالم عاصي لله او غير ذلك ، لما قال الله تعالي في حديثه القدسي ” أنا الله ملك الملوك ، قلوب الملوك ونواصيها بيدى ، فإن العباد أطاعونى جعلتهم عليهم رحمة وإن هم عصونى جعلتهم عليهم عقوبة ، فلا تنشغلو بسب الملوك وأطيعونى أعطفهم عليكم) فلو أننا عبدنا الله حق عبادته لأصلح لنا أمرنا وولاة أمورنا فالتغير يأتى من الرعية أولا ليصلح الله أحوالهم فهذا هو الشاهد من الحديث،فأما ما نحن فيه ليس بأزمة اقتصادية وحسب بل بلاء من الله لمن يتدبر ويفهم بعين الحكمة ويغلب عقل الضمير ،مبتعدا كل البعد عن التحيز في الرأى لأى حزب كان أو جماعة، وفي النهاية أثق في أن من توكل عليه كفاه ومن استعصم به نجاه ومؤمنا في أن الاستغفار والعمل والصبر هم الحل لما نحن فيه الآن وأن لكل هما فرجا بإذن الله لقوله تعالى (إن مع العسر يسر) ولقوله أيضا (فإصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) صدق الله العظيم .فاللهم أحفظ مصروجيشها وأصلح حال أهلها وحكامها وردهم إليك ردا جميلا وأهلك كل من أرادها بسوء وشر وأجعلنا مفاتيح خير مغاليق شر فأنت ولي ذلك والقادر عليه.
التعليقات مغلقة الان