شهدت مصر على مدار عمرها الطويل أياماً.. وشهوراً.. وعقوداً.. وقروناً.. ودهوراً سادها المحن.. ليعانى فيها المصريون.. من حكاماً طغاة.. وكثيراً من الغزاه.. حكموا مصر.. منذ آخر حكام الفراعنة.. وحتى تحولت مصر إلى الجمهورية الأولي.. ليصبح الرئيس محمد نجيب أول رئيس لها. أتى عهد مبارك.. فلم نجدها.. إلا قاسية على أهلها.. مستغرقة فى الفساد، تتحرك ببطء إقتصادى.. وعقم سياسى. فعقدنا العزم على إستعادتها.. شبابها وأمجادها.. فى الخامس والعشرين من يناير 2011، والتى كنا فى القلب منها ليُسدل الستار.. على الجمهورية الأولى. وبعد أن شيدنا الآمال لإستعادة عظمتها.. فإصطدمنا.. بالمتآمرين.. والمتأسلمين.. فهتكوا عرض الثورة.. ثم ذبحوا الوطن.. بسلاح التطرف.. والنفاق.. والكذب.. فى عهد مرسى.. الذى لم يكتف وجماعته.. بإغتيال أحلام الأنقياء من الثوار.. والبسطاء من الشعب.. وإنما استباحوا حرمة مصر كلها.. فأرادوا بيع عرضها.. إلى أراذل البشر.. فقاومت مصر.. البذاءات والطعنات.. ليس فقط من الغرباء.. وإنما أيضاً من أبناء جلدتها.. الذين خانوها.. لتسقط.. فى بئر عميق، وتكاد أن تموت. حتى خرج الشعب المصرى لاسقاط حكم الفاشيين فى الثلاثين من يونيو ليهبها الله عز وجل.. الحياة من جديد ليتجدد الأمل فى أن تتعافى.. ويُسدل الستار.. على الجمهورية الثانية.. جمهورية الإخوان البغضاء. بعد ثلاث سنوات من الثورة المستمرة، مررنا خلالها باحداث كثيرة كان دورنا فيها يقتصر على الإحتجاج والمقاومة، دفعنا خلالها العرق والدموع والدم من أجل رفعة مصر ونهضتها وتقدمها وحريتها، وجدنا أنه لا يمكن أن يقتصر دور الشباب على الأعتراض والأحتجاج فقط ودفع الثمن، وجدنا اننا لم نحقق بعد أهدافنا فى البناء. فعقدنا العزم أن يكون لنا دورا فى بناء الدولة وتحقيق أهداف الثورة من خلال مشروع سياسى متكامل قائم على الفكر المستنير والواقعية فى التعامل مع الأمور يعتمد على الشباب، فبدانا فى عمل مضنى بالتجهيز والتدريب والأستعداد بتجمع شبابى يخوض المعارك السياسية القادمة فى البرلمان والمحليات. ونحن نقف على اعتاب الجمهورية الثالثة.. التى شيدها المصريون.. ووضُعت ركائزها فى الدستور.. بعد سقوط جمهوريتين.. وقيام ثورتين من أجل دولة ديموقراطية حديثة تحترم حقوق الأنسان وتصون الحريات العامة والخاصة وتعمل لأجل غد افضل لشعبها “نعلن قيام جبهة شباب الجمهورية الثالثة” آملين أن تسهم تلك الجبهة في حفز مشاركة الشباب في الحياة السياسية، وتمكينهم من انتزاع مكاسب مستحقة لصالح هذا الجيل من الشباب والأجيال المقبلة، عاقدين العزم على أن نخوض غمار الأنتخابات البرلمانية المقبلة وكذلك انتخابات المحليات، حتى تصل روح الثورة الى تلك المؤسسات الحيوية.
التعليقات مغلقة الان