جريمة حرب لا تتوقف.. أردوغان يضرب أطفال سوريا بالنابالم والفسفور

أميرة إبراهيم /
 لم تهدأ صرخات الفتى الكردى محمد «أتوسل إليكم.. جسدى يحترق.. أوقفو النار عن جسدى».. وهو يصارع الألم وذوبان جلده المستمر بفعل الفسفور الأبيض والنابالم فى دليل جديد على جريمة حرب لا إنسانية ترتكبها تركيا فى حق أهل سوريا..
بينما وقف العاملون فى مستشفى تل تمر السورية عاجزون أمام آلام الطفل محمد حامد محمد، الذى لم يتجاوزه عمره 13 ربيعًا، لا يستطيعون حبس دموعهم أمام صرخاته المدوية فى أرجاء المستشفى، وغير قادرين على إيقاف حروق الكيمياوى التى تسرى بين جلد الصبى ولحمه..
معاناة الصبى الصغير رصدها مراسل صحيفة “التايمز” البريطانية، موضحًا كيف استمر صراخ الطفل مناديًا على والده لوقف هذا الألم: «يا أبى.. يا أبى، أوقف هذه النار عن جسدى.. أرجوك أوقف هذا الحريق بسرعة»
بينما استغرق الأمر 20 دقيقة حتى تمكنت الممرضة من ضخ المورفين فى جسد الطفل، لتخدير الألم وإسكاته لبعض الوقت، فقد انتشرت حروق الكيماوى التركى فى جسد الصبى السورى من حلقه حتى خصره، فى دليل دامغ على جريمة حرب يرتكبها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بحق الأطفال والمدنيين السوريين.
تقرير “التايمز” رصد الجريمة التركية بالصوت والصورة، مؤكدًا أن جميع الشواهد والأدلة وشهود العيان وجسم الجريمة يؤكدون كيف استخدم الجيش التركى الفسفور الأبيض والنابالم لضرب المدنيين فى تركيا، فى جريمة تستمر لليوم العاشر على التوالي.
ولم تكن حالة الصبى السورى الكردى محمد حامد هى الوحيدة من نوعها، فإن هناك العشرات من الفيديوهات والصور ترصد حروق النابالم والكيمياوى التركى على أجساد السوريين خلال ساعات الصراع القاتل فى شمال سوريا.
صور محمد لم تكن موجعة بالقدر الذى تحرك به الضمير العالمى الرسمى، إلا أنها على المستوى الشعبى أثارت الخبير البريطانى فى الأسلحة الكيميائية، هاميش دى بريتون جوردون، والذى أكد أن صور إصابات الطفل محمد تشير إلى أن تركيا استخدمت الكيميائى من نوعية الفسفور الأبيض خلال القصف.
 وعلى مستوى غير رسمى، تحركت منظمة العفو الدولية، تؤكد أن تركيا وجيشها والميليشيات المسلحة الموالية لها تتجاهل حياة المدنيين بشكل مخزى، فقد دمر أردوغان حياة المدنيين وشوه أجسادهم، حسبما أكد كومى نايدو، مدير العفو الدولية.
وإذا كان محمد يواجه نار الفسفور التى لا تهدأ بين جلده ولحمه، فهناك طفلة القامشلى، ذات الثمانى سنوات، التى بتر القصف إحدى قدميها فى مشهد مروع، وهناك السياسية الكردية والمهندسة الشابة هفرين خلف، التى لطالما نادت بوحدة سوريا، فاستهدفها القصف التركى، ولم يكن كافيًا من وجهة نظر المحتل التركى للقضاء عليها، فذهب إليها مجموعة من المسلحين يضعون فوهات أسلحتهم فوق رأسها، فى جريمة حرب وإعدامات ميدانية صارخة.
مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان