بيان بعظمة المسجد الأقصى وحمايته من استغلاله والدين كرة لهب لإشعال الفتن والحروب

بقلم الدكتور ( سعد الدين هلالي )

لا نقبل المزايدة على تعظيم الله للمساجد الثلاثة .. المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ، والمسجد النبوي .. ولن يشاغب على جلالها أحد ..
كما لا نقبل المزايدة على تعظيم اللهُ ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ) للإسلام الخاتم ، ولن يُشاغب على كماله أحد .
إلّا أن القضية الحقيقية التي يشاغب عليها النفعيّون وأوصياء الدين هى قضيّة ( حقوق الفلسطينيّين )
وهؤلاء النفعيّون يعمدون الى اختزال هذه القضية في ( المسجد الأقصى )!!
فلا تهاون في حقوق شهداء الفلسطينيين وأطفالهم وأراضيهم وإدارتهم لبلادهم ..
فالمساجد لله .. والدين كلّه لله .. وليس من حق أحد ، ولا في مِكنته ، أن يختطف لنفسه ماكان لله ..
أما الحروب المشروعة في القرآن الكريم ، فهى ماكانت لحفظ حقوق الناس ، واستردادها إذا ما سُلبت ، وذلك لقوله تعالى : ( وقاتلواْ فِي سبيلِ اللهِ الذينَ يُقَاتلونكم ولا تعتدوا إنّ اللهَ لا يُحِبُّ المُعتدين ) 190 البقرة
ولا تجوز الحروب لسيطرة دين على حساب دين آخر ، وذلك لقوله تعالى : ( ياأيها الذين آمنواْ عليكم أنفسكم ، لايضُرّكم مَن ضلّ إذا اهتديتم ، الى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم تعملون ) 105 المائدة
ويقول أيضاً : ( أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) 13 الشورى
الحروب الدينيّة تخالف شرع الله ، الآمر بحُرّيّة العقيدة في الدنيا ، وإعلان هذه الحروب لنصرة دين أو فرقة على حساب أخرى إنما هو معصية لله سبحانه ..
ويجب على كل المؤمنين مهما اختلفت مذاهبهم وفرقهم أن يتعاونوا لوأد الفتن ، كما قال اللهُ ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ) : ( وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة ، ويكون الدين كله لله ) 39 الأنفال
وإذا لم تفطن الشعوب لانقاذ نفسها من فخ الحروب الدينية التي يهدف مُشعلوها الى استعباد الناس ، فقد حكمت تلك الشعوب على نفسها بالموت انتحاراً ، واختارت سوء خاتمتها بحروب أهلية ، يشهد التاريخ بدوام آلامها وأوجاعها ..
فهل من مسترجعٍ لحروب الصليبيين أو النازيين ؟؟؟ أو شيعة لبنان وسنيييها ؟؟؟
أو شيعة إيران والعراق ؟؟ أو الشيعة الحوثيين وسنيي اليمن ؟؟؟
واليوم .. تريد ( اسرائيل ) أن تجرجر المنطقة بأسرها الى معركة ( إسلامية – يهوديّة ) ليشغلونا عن حقوق الفلسطينيين وشهدائهم .
انقذوا الأديان الطاهرة من أسباب الصراع والعداوة ، واكشفوا حقيقة الظالمين المعتدين الطغاة ، الذين يختبئون في عباءة الدين

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان