مأساة حقيقية يعانى منها مواطنو عزبة الأبيض، التابعة لقرية أبو زعبل، بمركز الخانكة، بمحافظة القليوبية، تلك العزبة التى تدفع الثمن من صحة أبنائها نتيجة تلوث، وسموم تبثها مصانع الموت، لتصيب أهل القرية بالموت.
استيقظ أهالى العزبة على حالات إغماءات لأكثر من 90 شخصا من أبنائها بسبب تسرب الغازات السامة من مصنع أسمدة أبو زعبل، فعالم الهلاك، والموت والإهمال صار عنوانا لتلك العزبة المنكوبة.
أهل العزبة يبحثون عن هواء نظيف، ونقطة مياه صالحة للشرب، وحياة كريمة، ولكن دون جدوى فالأشجار ماتت، والحيوانات نفقت، وصار الدخان الأبيض المخلوط بالسواد عنوانا لهم، وصار المرض والالتهاب الرئوى هو المشهد المعتاد بالعزبة، ولا زال شجر الصبار يتحدى الموت معلنا مساندته لأهل تلك العزبة، التى يقع بها مصنع أسمدة أبو زعبل، الذى يمتلكه رجل الأعمال شريف الجبلى، شقيق الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة الأسبق، فيقول الأهالى، الذين أبدوا عدم رغبتهم فى ذكر أسمائهم، خوفا من بطش مسؤولى المصنع، وفقا لتعبيرهم: (إن هذا المصنع مدمّر لحياة البشر، ومدمّر للزراعة، ويصب فى ترعة الإسماعلية، ويهدد نحو 3 ملايين مواطن مصرى بالمنطقة، والمناطق المحيطة بها، فهذا المصنع كارثة تتربّص بالإنسان، والنبات، والحيوان فى منطقة أبو زعبل، والقرى التابعة، ويقتل الناس جهارا نهارا، إضافة إلى مصنع الشبة، الذى لم تتخذ أى إجراءات لوقف التلوث الناتج عنهما، وكان سببا لكثير من الأمراض والمآسى، وموت أشجار النخيل بجوار المصنع، التى لم تعد تثمر، وحتى المحاصيل الزراعية، التى يطولها الدخان تسقط من على أشجارها، وصار اللون الأبيض يكسو كل المنطقة المحيطة بالأشجار، التى شاء حظها العاثر أن تتواجد إلى جوار سوره، والتى تعرت من أوراقها).
مضيفين: (إن معظم من يعيشون فى هذا المكان يطالبون رئيس الوزراء، ومحافظ القليوبية، بنقل تلك المصانع إلى خارج القرية، حفاظًا على صحة المواطنين).
كان تقرير قد كشف أن 80% من عمال مصنع الأسمدة بأبو زعبل يعانون من الفشل الرئوى، وأن الضرر لم يقتصر على العمال فقط، ولكن امتد إلى الأهالى فى القرى القريبة من المصنع، وأن هذا المصنع تسبب فى إتلاف المياه الجوفية للقرى المحيطة، لما فيه من مواسير داخلية تنقل التلوث إلى المياه الجوفية، بالإضافة إلى انتشار الأمراض الصدرية، التى تسببها عوادم، وأدخنة المصانع، كما يؤدى إلى تلوث مياه الشرب فى ترعة الإسماعيلية، والتى تروى العديد من الأراضى الزراعية، وكذلك مصنع الشبة، والذى يقوم بتصريف الكبريت إلى ترعة الإسماعيلية، وقد تسبب أيضاً مصنع الشبة فى تدمير أراضى زراعية خصبة تقدر بحوالى 1360 فداناً كما تسبب فى انتشار الأمراض الجلدية، وأمراض حساسية الصدر، وارتفاع نسبة الأطفال المصابين بسرطان الدم، بسبب الأدخنة السامة، وأبخرة المصانع، والتى لا تحتوى على مرشحات حيث إن الأدخنة، والأتربة التى تنبعث من مصانع الأسمدة تؤدى إلى أمراض صدرية خطيرة مثل: (الربو، وفشل التنفس)، كما تؤدى إلى تحجر رئوى، وأيضاً إلى أمراض الدرن.
التعليقات مغلقة الان