“المستريح” قصة قهوجي تحول إلى ملياردير.. استولى على أموال الصعايدة وامتد نشاطه إلى كبار الشخصيات بالقاهرة

عملاء “المستريح” عمال وعُمد قرى وأعضاء مجلس شعب وضباط شرطة ومستشارون
هروب معظم المندوبين بعد سماعهم نبأ القبض على المستريح

“المستريح” اسم اصبحت شهرته ملء السمع والبصر على مدى الأيام الماضية، وتعود بدايته إلى العمل “قهوجي” بأحد المقاهي بمدينة دشنا، لكن الأمر لم يستمر طويلاً، وتحول هذا الشاب إلى ملياردير فى غضون 5 سنوات، بعد أن تمكن من جمع مئات الملايين من أبناء الصعيد بمختلف فئاتهم وطبقاتهم.

تطور الأمر بعدها ليتجه إلى القاهرة ويستطيع إقناع الكثير من الشخصيات العامة وكبار المسئولين، بتوظيف أموالهم فى مشروعات مختلفة توفر لهم ربح شهري بدأ من 6% حتى وصل إلى 11% ، وهو ما أغرى عدد لا بأس به من المواطنين فى محافظات مصر المختلفة، وجعلهم يبحثون عن هذا الشخص، لاستثمار مدخراتهم معه ، بالإضافة لنسبة الـ 5% التى خصصها للوسطاء والمندوبين، كعمولة عن المبالغ التى يجمعونها من المواطنين.

الهوس بالأرباح السريعة التى كان يوهم بها المستريح، ضحاياه، جعل الكثير من المواطنين يقبلون على الدفع بكل ما يمتلكون من أموال لـ”المستريح” ووسطائه لاستثمارها فى المشروعات الوهمية التى كان يتم الإعلان عنها، حتى أن الكثير من البسطاء وعمال اليومية باعوا أراضٍ وأملاكاً وأعطوا ثمنها لوسطاء “المستريح” أملاً فى أرباح دائمة تعينهم على مواجهة ظروف المعيشة القاسية.

وشهدت محافظة قنا على وجه الخصوص منافسة غير طبيعية بين المواطنين، لجمع الأموال لصالح أحمد مصطفى ابراهيم الشهير بـ”المستريح”، عن طريق وسطائه ومندوبيه المنتشرين بقرى محافظة قنا، طمعاً فى الأرباح الشهرية التى كان يعلن عنها مندوبوه والتى كانت تأتى شهوراً وتنقطع أخرى، إلا أنها انقطعت تماماً مع بداية العام الجاري، لتبدأ مأساة المتضررين فى البحث عن المستريح ووسطائه الذين بدأوا يتوارون عن أنظار المتضررين خوفاً من ثورتهم الغاضبة.

ومع انقطاع أرباح وفوائد الأموال المودعة، بدأ القلق والشك يساور المودعين، مما دفع الكثير منهم للمطالبة باسترداد أموالهم، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، إلا القليل منهم تمت معهم محاولات تسوية وترضيه لجزء من المبلغ أو تسديده على فترات، وهو ما أدى لاتجاههم إلى وسائل الاعلام المختلفة وأقسام الشرطة، بحثاً عن حل للأزمة التى تسببت فى مشاكل بين العائلات المختلفة التى كان أبناؤها وسطاء خلال عملية تقديم الأموال.

وحول شخصية أحمد مصطفى ابراهيم الشهير بـ”المستريح”، أكد الكثير من الأهالي الذين رفضوا ذكر أسمائهم، خوفاً من وجود شخصيات قوية ورائه، أن المستريح غادر محافظة قنا وبيته المتواضع فى نجع القريه الشرقية التابع لـ”دندرة” منذ 15 عاماً ولم يشاهده أحد من بعدها.

وردد بعضهم أن المذكور كان يعمل قهوجياً بمركز دشنا، قبل مغادرته قنا، وكانت تربطه علاقة قوية بأحد العائلات البرلمانية بدشنا والتى وقفت بجواره وساندته فى تكوين هذه الثروة الطائلة، التى أفرغت الصعيد من أمواله وجعلتها فى جعبة المستريح.

أما عن عائلته، فيتحاشى الكثير من المواطنين الحديث عنها لتواضعها، حيث لم يعرف عنها عملها سواء بالسياسة أو بالتجارة، فيما يعيش شقيقه الأكبر محمد مع والدته فى منزل بالطوب اللبن ومكون من طابق واحد بالقرب من ديوان عام محافظة قنا، رافضاً الحديث مع أى شخص حول هذا الأمر.

وتبادر زوجة شقيقه الأكبر، أى شخص يحاول الاقتراب من منزلهم المتواضع بكلمات لا تتغير، بأنهم لا يعلمون شيئاً عن المستريح سوى من التليفزيون، وأنه غادر قنا منذ 15 عاما وأنه شخص ملتزم ومحترم وبيعرف ربنا، وتطالب الجميع بالابتعاد عن أسرتها وزوجها المريض بالقلب.

وفى ذات السياق، شهدت بعض القرى والمدن بقنا، هروب واختفاء مندوبي ووسطاء “المستريح” عقب سماعهم نبأ القبض عليه بالقاهرة، وتوجه كثير من المودعين إلى المندوبين والوسطاء، لمعرفة مصير أموالهم التى تم دفعها إليهم، إلا أنهم فوجئوا بأن الوسطاء غادروا منازلهم عقب القبض على أحمد مصطفى ابراهيم، خوفاً من ثورة أصحاب رءوس الأموال الغاضبين.

وفى سياق متصل أصدر اللواء عادل عبدالعظيم أيوب، مدير أمن قنا، قراراً اليوم لمراكز وأقسام الشرطة بالمحافظة، بعدم قبول أى محاضر ضد المستريح، وتوجيه المواطنين المتضررين لتقديم بلاغاتهم بمحكمة الشئون التجارية بناء على قرار النائب العام.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان