المخرج على عبدالخالق: «نصر أكتوبر حظه قليل مع السينما»

متابعة : خالد متولــى

فى كل ذكرى لانتصار أكتوبر، يطالب الكثيرون بإنتاج افلام جادة عن بطولات الجيش فى هذه الملحمة التاريخية، ويمر عام بعد عام ولا يتحقق شىء، لتبقى المطالب مجرد امنيات.

فى الذكرى الـ41 لنصر اكتوبر، التقينا المخرج على عبدالخالق، الذى سخّر كاميرته لرصد بطولات الحرب، لنسأله عن السبب الحقيقى فى عدم إنتاج أفلام عن حرب أكتوبر، ومصير مشروعه «وبدأت الضربة الجوية»، والذى قال إن “حرب أكتوبر حظها قليل مع السينما، فكلما دخلت فكرة حيز التنفيذ توقفت”.

وكشف عبد الخالق، عن أن القوات المسلحة، قررت مرتين أن تنتج أفلاما عن حرب أكتوبر بشكل مباشر، وكانت المرة الأولى فى التسعينيات، وكان المشروع يتضمن 4 أفلام، اسند كتابة الأول للراحل أسامة أنور عكاشة، وكان مقررا أن يتولى اخراجه شريف عرفة، والثانى تولى كتابته أنيس منصور وكان مقررا أن يخرجه حسام الدين مصطفى، بالإضافة إلى فيلمين آخرين، ولكن فى هذه اللحظة تعرض الجيش لهجوم شرس لاستعانته بعكاشة للكتابة عن نصر اكتوبر رغم انه يكره الرئيس السادات.

فقرر الجيش أن يرفع يده ليخرج من دائرة الهجوم، ثم عاد التفكير مره أخرى فى احياء الفكرة قبل ثورة 25 يناير بعدة اشهر، لكنها ايضا توقفت حتى قبل ان تعلن.

ويضيف عبدالخالق، أنه كان فى مقابلة مع اللواء اسماعيل عتمان مدير الشئون المعنوية بخصوص فيلمه «وبدأت الضربة الجوية» فأخبره أن الجيش بصدد انتاج فيلم عن حرب أكتوبر، وجارٍ تحديد مقابلة مع عدد من الكتاب والمخرجين لترشيح الشخص الأنسب لكتابة السيناريو، ولكن تم إلغاء المشروع بسبب انشغال الجيش بعد الثورة فى مواجهة الإرهاب.

وأكد عبدالخالق، أن الجيش اضطر للتفكير فى الإنتاج المباشر، بعد أن فقد الأمل فى أن تخرج جهة غيره لإنتاج فيلم عن أكتوبر، رغم أنه فى كل الحالات سيكون طرفا أساسيا فى أى فيلم ينتج عن أكتوبر.

وطالب عبدالخالق، بأن يكون هناك دور تلعبه السينما التسجيلية، وهى مهمة وزارة الثقافة فى المقام الأول، فعلى المركز القومى للسينما، أن يضع خطة لإنتاج على الأقل لـ10 افلام عن الحرب كل فيلم يتناول بطولة أحد الأسلحة من خلال القادة وهم مازالوا على قيد الحياة.

وأشار إلى أنه بعد انتهاء الأفلام العشرة، يتم دمجها جميعا فى فيلم واحد، ليصبح فيلما تسجيليا طويلا يوثق بطولات حرب أكتوبر يعرض فى دور العرض وعلى شاشات الفضائيات.

كما طالب رئيس الوزراء ابراهيم محلب، بإصدار قرار، بعودة قانون عرض فيلم تسجيلى فى دور العرض قبل كل فيلم روائى طويل، كما كان يحدث فى عهد وزير الثقافة الراحل يوسف السباعى الذى كان محبا للسينما، لأن السينما التسجيلية تزيد من وعى المجتمع.

وعن قراره بالتخلى عن انتاج فيلم «وبدأت الضربة الجوية»، قال عبدالخالق، إن “هذا العمل كان من أهم الأفلام التى يمكن أن تصنع عن حرب أكتوبر، فأحداثه تبدأ قبل عام من الحرب وتنتهى قبل أول طلعة جوية يوم 6 اكتوبر”.

وأوضح عبد الخالق، أن أهمية هذا الفيلم تعود لاهتمامه بكشف ما حدث فى العام الذى سبق الحرب على المستويين السياسى والعسكرى، ولكن بسبب اسمه تصور البعض أنه يتناول بطولات سلاح الطيران وصنع من أجل تمجيد اسم مبارك رغم أن وجود الرئيس الاسبق فى الفيلم لا يتخطى 9 مشاهد.

وأضاف عبدالخالق، أن “حسن حامد رئيس مدينة الإنتاج الاعلامى السابق، طلب منه خلال مكالمة دارت بينهما بعد الثورة العودة لإحياء المشروع ولكن الجواب كان بالرفض، لأنه كان من الممكن تحدى كل المهاترات وانتاج الفيلم قبل ثورة 25 يناير، لكن بعدها سيقال انه صنع من اجل مبارك، فكان القرار الأفضل عدم خروجه للنور”.

ولفت عبدالخالق إلى أن أهمية الفيلم الذى كتب قصته د. صلاح قبضايا، وأعد له السيناريو والحوار عاطف بشاى فى رصده فترة ما قبل الحرب، وتبدأ أحداثه باجتماع مشهور جدا هو «اجتماع الجيزة» الذى جمع فيه الرئيس السادات وزير الحربية فى هذا الوقت الفريق صادق وقادة افرع القوات المسلحة وطلب منهم دخول الحرب فى هذا العام ارضاء للشارع الذى انتفض، خاصة انه كان قد اعلن من قبل ان 1971 هو عام الحسم ولم يفعل.

ولكن قادة الجيش رفضوا فكرة الحرب، وأكدوا انهم غير مستعدين للدخول فى معركة خاسرة ونكسة أخرى، وكانت لهم وجهة نظرهم.

وحسب عبدالخالق، فإن الأزمة أن قادة الأفرع بعد هذا الاجتماع اتفقوا على الاطاحة بالرئيس السادات بانقلاب عسكرى، معتبرين أن السادات سيدخل البلد فى هزيمة أخرى يجب ألا يتحملها الجيش.

وعندما بلغ السادات الأمر اعتقلهم جميعا فى فرح ابنة احدهم بمسرح الجلاء، وتم عزل الفريق صادق وتعيين المشير احمد اسماعيل.

كما يرصد الفيل،م المشكلة التى واجهت مصر فى إزالة الساتر الترابى «خط برليف»، لأن كل الخبراء العسكريين أكدوا أنه لا يمكن ازالته الا بقنبلة ذرية، وبالفعل طلب السادات من القذافى شرائها.

فذهب موفد من ليبيا إلى الصين ليشترى القنبلة، فكان الرد أن «القنبلة الذرية لا تباع ولا تشترى، من يريد القنبلة الذرية يصنعها».

وعاد موفد القذافى إلى السادات بهذه الخيبة، وتم تتداول هذه المعلومة داخل اوساط الجيش، فقال احد الضباط كان منتدبا فى عملية بناء السد العالى انهم كانوا يستخدمون اندفاعات الماء فى اهالة التراب.

وتم تصعيد المعلومة إلى رئيس العمليات فى هذا الوقت اللواء الجمسى الرتب وتم تجربتها، فتم استيراد مضخات مياه قوية من بولندا لوزارة الزراعة، وتم تطويرها بحيث تعمل بدون كهرباء.

وأضاف عبد الخاق، أن “هناك بطولات كثيرة قبل عملية العبور تصلح افلاما منفصلة يتناولها الفيلم، أبرزها ما فعلته الضفادع البشرية فى انتشال انابيب النابلم التى كانت منتشرة فى مياه القناة لتحرق أى عبور اذا حدث.. وكيف استطاعت ان تنهى هذه المهمة فى ليلة واحدة هى 5 يونيو”.

يشدد عبدالخالق، على أن عام 72 كان مهما جدا فى التاريخ السياسى والعسكرى المصرى، لأنه يرصد كيف تم خداع اسرائيل ولماذا تم اختيار 6 اكتوبر موعدا لبداية الحرب، وكيف تم التنسيق بين الجانبين المصرى والسورى.

وختم عبدالخالق، حديثه، بأن السيناريو مازال موجودا بجهاز السينما، وطالب بإحياء المشروع من خلال مخرج آخر.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان