الفقي يفتتح ورشة دبلوماسية العلوم بمشاركة خبراء دوليين
ليلى خليل
افتتح الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، صباح اليوم، ورشة عمل إقليمية حول دبلوماسية العلوم، ينظمها مركز الدراسات والبرامج الخاصة التابع لقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع الشريك العربي الإقليمي لأكاديمية العالم للعلوم للدول النامية (TWAS-AREP) والرابطة الأمريكية لتقدم العلوم (AAAS)، وذلك في الفترة من 12 إلى 16 يونيو 2019 بمكتبة الإسكندرية.
وأكد الدكتور مصطفى الفقي أن الصلة بين الدبلوماسية والعلوم هامة ولا يمكن إنكارها، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الهائل، والفجوة العلمية بين الدول، وبروز قضايا بيئية ومشكلات سيكون لها آثار سلبية على العالم بأكمله إن لم يتم التصدي لها.
ولفت الفقي إلى أنه أدرك خلال مسيرته المهنية كدبلوماسي لأكثر من 40 عامًا أهمية الرابط بين الدبلوماسية والعلوم، خاصة في الفترة التي قضاها في فيينا في منصب سفير مصر بجمهورية النمسا، ومندوب مقيم لمصر لدى المنظمات الدولية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وشدد على أهمية إدراك السياسيين لأبعاد القضايا العلمية والبيئية والتكنولوجية ليتمتعوا بالقدرة على فهم الأمور وتقييمها عند صناعة القرار ووضع السياسات، لافتًا إلى أن محمد علي مؤسس مصر كان من أوائل من انتهجوا هذا الفكر عندما أرسل البعثات التعليمية للخارج لإدراكه أن حكم الدولة والتقرب من المجتمع الدولي يعتمد بشكل كبير على العلوم.
وقال الفقي إن العلم لا جنسية له، فهو إرث إنساني ينبغي الحرص على تبادله بين الدول دون حواجز، مؤكدًا أن مكتبة الإسكندرية تحرص على دعم جميع المبادرات التي تدعم تبادل المعرفة والخبرة في مجال العلوم، وترحب بالشراكة مع الشريك العربي الإقليمي لأكاديمية العالم للعلوم للدول النامية والرابطة الأمريكية لتقدم العلوم من أجل دعم صغار العلماء في المنطقة العربية.
من جانبها، قالت الدكتورة ميليت مسفين؛ مدير مركز دبلوماسية العلوم بالرابطة الأمريكية لتقدم العلوم، إن الرابطة هي أقدم مجتمع علمي في العالم، حيث تأسست عام 1848، وهي مؤسسة غير هادفة للربح تهدف إلى دعم تقدم العلوم وخدمة المجتمعات. ولفتت إلى أن الرابطة أسست مركز دبلوماسية العلوم عام 2008 لإيمانها بأهمية العلوم في العلاقات الدولية ومواجهة القضايا الملحة وبناء المجتمعات.
وأضافت أن الشراكة بين الرابطة الأمريكية لتقدم العلوم والأكاديمية العالمية للعلوم بدأت عام 2011 بهدف بناء قدرات العلماء وتبادل الأفكار ومساعدة الدبلوماسيين على إدراك الدور الذي يلعبونه في تقدم العلوم. وأكدت أن هذه الشراكة تسعى لتعزيز دبلوماسية العلوم في الدول المختلفة من خلال ورش العمل الإقليمية التي بدأت في جنوب إفريقيا ثم مصر.
وفي كلمته، أكد بيتر ماكجراث؛ منسق برنامج دبلوماسية العلوم بالأكاديمية العالمية للعلوم TWAS بإيطاليا، إن الأكاديمية تسعى لدعم صغار العلماء خاصة في دول العالم النامي والمنطقة العربية، من خلال عدة برامج تدريبية ومنح وورش علمية. ولفت إلى أن برنامج دبلوماسية العلوم يعد من المبادرات الحديثة التي تسعى الأكاديمية لتطويرها من خلال عقد ورش العمل في الدول النامية، مؤكدًا أن الأكاديمية تطمح من خلال هذه الفعاليات لبناء شبكة من العلماء والخبراء وصانعي السياسات القادرين على الترويج لأهمية العلوم في تطوير السياسات.
جدير بالذكر أن ورشة العمل تهدف إلى تعريف المشاركين العرب بأهم القضايا السياسية الدولية والإقليمية المعاصرة مع تقديم نظرة عامة عن كيفية مساهمة العلوم والتكنولوجيا والابتكار في تطوير السياسات والحوكمة العالمية وحل النزاعات. كما ستقوم ورشة العمل، من خلال جلسات تفاعلية بين المشاركين والمتحدثين، بعرض بعض الخبرات والدراسات والأمثلة لكيفية تطوير الأفكار والاستراتيجيات؛ وذلك لتعزيز دبلوماسية العلوم في المنطقة العربية، كما تسعى ورشة العمل إلى بناء شبكات قوية لتعزيز الجيل القادم من دبلوماسي العلوم في المنطقة.
وقد حاضر في ورشة العمل نخبة من المتحدثين البارزين من مصر ومن دول عربية ومن منظمات دولية، منهم معالي وزير الزراعة الأسبق الدكتور عادل البلتاجي وعضو مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، والدكتور يوسف البلوشي، مستشار علمي بوزارة الخارجية العمانية، والدكتور غيث فريز مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية ومكتب الكتلة لمصر والسودان وممثل اليونسكو لدى جمهورية مصر العربية، والدكتور عابدين صالح، ممثل السودان باللجنة التنفيذية باليونيسكو، والدكتور محمد حمدان، عضو برلمان بمجلس الأمة بالأردن، السيد لوران دي بوك، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في مصر، والدكتور بيتر ماجريس، المنسق لبرنامج دبلوماسية العلوم بأكاديمية العالم للعلوم للدول النامية بإيطاليا، والدكتور معين السوداري، المدير التنفيذي لقطاع العلوم والتكنولوجيا بمعهد الكويت للأبحاث العلمية، والعالم المصري الدكتور هاني سويلم، رئيس قسم هندسة المياه بجامعة آخن بألمانيا، والخبير الدولي الدكتور شريف ديلور، وغيرهم من القامات العلمية الرفيعة.
ويستفيد من الورشة عدد من شباب الباحثين (تحت سن الأربعين) من مختلف البلدان العربية معظمهم من السيدات وذلك لتشجيع شباب الباحثين العرب وبالأخص السيدات المهتمين بالدبلوماسية العلمية في البلدان العربية، بالإضافة إلى شباب العلماء العرب من اللاجئين القادمين من الدول العربية التي تعاني من الحروب.
التعليقات مغلقة الان